في القرن الواحد والعشرين لا يمكن لإنسان أن يتخيل أن طفلاً قد يموت جوعاً بسبب الحصار والحرب، في زمن تفرض فيه كافة المواثيق والقوانين الدولية والأخلاقية وحتى الدينية "تحييد" المدنيين خلال الحروب، تستمر معاناة بلدة مضايا السورية المحاصرة من قبل نظام الأسد وميليشيا حزب الله في ريف دمشق، في ظل عدم دخول مساعدات إنسانية إغاثية للمحاصرين فيها، بينما يخيم شبح الموت على أجساد أبنائها إما بسبب الجوع أو نقص الخدمات والمواد الطبية.فحصار ميليشيا حزب الله ونظام الأسد لمضايا مستمر والجوع سيد الموقف فيها بعدما أنهك أجساد أبنائها وتسبب بموت عدد منهم حسب منظمة أطباء بلا حدود.ومن يحاول مغادرة البلدة المحاصرة يتعرض للموت أيضاً إما بالألغام التي زرعها حزب الله والنظام حول البلدة أو باستهدافهم من قبل قناصة حسب تقارير طبية محلية.ورغم معاناة أهل مضايا المحاصرين الذين يقدر عددهم بأكثر من 40 ألفاً أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أن إدخال المساعدات إلى مضايا في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب لن يحصل قبل الاثنين، وعزت ذلك لأسباب لوجستية.ومع تواصل الدعوات لرفع الحصار عن مضايا ينفذ ناشطون سوريون بمشاركة مسؤولين في الائتلاف الوطني السوري اعتصاما في مدينة اسطنبول التركية احتجاجاً على حصار مدن مضايا والزبداني ومعضمية الشام والقلمون.ومن المقرر أن يقدم المعتصمون مذكرة للأمم المتحدة بشأن المناطق المحاصرة في ريف دمشق وحمص ودير الزور.وكانت صور مضايا المؤلمة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق ناشطون العديد من الحملات تضامناً مع البلدة الجريحة، ومن ضمنها حملة #ضد_حصار_الجوع ، التي تناقلت عدداً من الفيديوهات والصور من قلب البلدة.
International
مضايا السورية تئن جوعاً.. والحصار مستمر
10 يناير 2016