أكد الخبير البريطاني المشرف على الشرطة بوزارة الداخلية جون ييتس، أن الصحافة البريطانية انحازت في تغطيتها لأخبار البحرين وخاصة أخبار الفورمولا1، لافتاً إلى أن البحرين سبق أن اعترفت بأخطائها ولديها خطط لوضع الأمور في نصابها الصحيح. وقال ييتس “حائر مما يحدث في البحرين من قبل الأعداء، كانت الصورة مختلفة لدي في العطلة التي قضيتها في المملكة، إذ كانت الجماهير تتمتع بالسباق، وكانت الصحف البريطانية بالمقابل تطرح قصصاً مختلفة وعناوين ساخنة، ونقلت أن هناك خطراً على سلامة فرق الفورمولا1”. وأضاف “أنا لا أقصد التقليل من شأن الوضع في البحرين، إذ لاتزال هناك صعوبات، وكلها أمور تتطلب حلولاً سياسية، لكن هذه ليست سوريا على حد تعبير ديفيد كاميرون، وليس هناك طريق طويل، هناك مظاهرات سلمية عادية في البحرين، والمظاهرات السلمية الأكثر تُنظّم من الجماعات العنيفة، لكن نادراً ما يتم الإبلاغ عن هؤلاء”. وتابع الخبير البريطاني “أنا لا أقول إن وسائل الإعلام لم تؤدِ واجبها حيال اشتباكات سابقة شهدتها العاصمة البحرينية، لكن كما يقول مراسل سباقات السيارات من ذوي الخبرة جو ساوارد على مدونته الأحد الماضي (لا أحد ينكر وجود مشكلة، ولكن هذه ليست منطقة حرب، ومن المخجل أن هذه هي الرسالة التي يتم إرسالها إلى العالم)، في النهاية البحرين أنهت سباق الجائزة الكبرى دون حوادث، كما كنت أتوقع”. ولفت ييتس إلى أن الوضع في البحرين أكثر تعقيداً بكثير مما تصوره وسائل الإعلام، وقال “بعد اضطرابات العام الماضي دعا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مجموعة من المحامين المستقلين وغيرهم من الخبراء بقيادة البروفيسور شريف بسيوني إلى البحرين للتحقيق بشكل دقيق في ما حصل، وأدت الجهود التي بذلتها لجنة التحقيق البحرينية المستقلة “BICI” والتقرير الذي نشرته نوفمبر الماضي، إلى إقرار الملك أن بعض الأمور حدثت وتوفي 35 شخصاً خلال اضطرابات العام الماضي، وبعض الوفيات كانت على أيدي قوات الأمن”. وأضاف أن البحرين لم تتجاهل هذه المسائل، وعلى العكس من ذلك جرى تعيين وحدة تحقيق قادته الولايات المتحدة للنظر بوفاة ومزاعم تعذيب وسوء معاملة من أجل محاسبة المسؤولين. وقال “بعد أن اتخذت الخطوة الشجاعة بقبول النتائج الصعبة لـ«BICI”، باشر الملك على الفور تشكيل لجنة للمضي قدماً في تنفيذ التوصيات، وتم إحراز تقدم كبير في هذا المجال”، موضحاً “كان إحدى تلك التوصيات إصلاح ممارسات قوات الشرطة، ولهذا السبب دعيت إلى البحرين، جنباً إلى جنب مع الرئيس السابق للشرطة جون تيموني”. وأشار ييتس “على مدى الأشهر القليلة الماضية، ونحن نعمل مع وزير الداخلية لتنفيذ التغييرات، جرى توظيف 500 شرطي إضافي في المجتمع من جميع شرائح البحرين لتحسين العلاقات مع الجمهور، ونشرنا مدونة جديدة للشرطة لقواعد السلوك، وبدأ بتطبيق برنامج شامل للتدريب في مجال حقوق الإنسان، ويجري حالياً إصلاح إدارة البحث الجنائي، وتكليف مدربين خبراء لتقديم أحدث تقنيات التحقيق، وهناك اتفاق لبناء مختبر جديد في الطب الشرعي لتمكين الشرطة من الاعتماد على وسائل أكثر علمية لحل الجريمة”. وأضاف “التحديات لاتزال قائمة، وقرار عدم منح تأشيرات لدخول بعض المراسلين، وحالة وفاة حدثت خلال عطلة نهاية الأسبوع لعباس صلاح القطان، والمحتجين المناهضين للحكومة، هو أيضاً تذكير قوي من العواقب المأساوية للاضطرابات، ومع ذلك فإن تقرير قائد الشرطة لتحديد سبب وفاة القطان شهادة على تصميم جديد لإصلاح الأمور”. وقال ييتس في رسالة بعثها إلى رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفورمولا1 الأسبوع الماضي “لست مدافعاً عما حدث العام الماضي، ولست أخجل من دوري في البحرين بأي حال من الأحوال، مثل كثير من البحرينيين والمغتربين، ومع ذلك أنا حائر من مستوى الانتقادات التي تستهدف أمة اعترفت بأخطائها، ولديها خطط لوضع الأمور في نصابها الصحيح”.