مواقف تاريخية مشرفة للمملكة بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك

أهمية كبيرة لاستضافة البحرين القمة العربية في ظل التحديات الحالية بالمنطقة

جهود دؤوبة للبحرين بقيادة الملك في تعزيز التضامن وتوحيد الصف العربي

مشاركة إيجابية وفاعلة للبحرين في كافة الاجتماعات بجامعة الدول العربية


محمد نصرالدين


أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية السفير خليل بن إبراهيم الذوادي أن مملكة البحرين قامت باستعدادات كبيرة لاستضافة القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وسخرت كل ما تملك من إمكانات وخبرات وتجارب على مدار السنوات الماضية في استضافتها الكثير من المؤتمرات والملتقيات والحوارات الإقليمية والدولية، لضمان أفضل تنظيم واستضافة للقمة العربية، بما يحقق النتائج المنشودة لتلبية تطلعات الشعوب والبلاد العربية ومصالحها.

وقال الذوادي في حوار مع "الوطن" إن استضافة مملكة البحرين القمة العربية المقبلة تكتسب أهمية كبيرة في ظل التحديات الحالية بالمنطقة والظروف التي تمر بها المنطقة العربية في الوقت الراهن والتي تستدعي تكثيف اللقاءات والتشاور بين الدول العربية بشأن القضايا والتحديات الحالية وأبرزها الأوضاع في غزة وما تشكله من تداعيات خطيرة ليس على المستوى العربي فحسب، وإنما كذلك على المستويين الإقليمي والدولي.

ونوه بما تبذله مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتوحيد الصف العربي وتعزيز التضامن والتشاور والتنسيق والتعاون بين الدول العربية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن مملكة البحرين لها جهود ومواقف تاريخية مشرفة بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، وهي تدعم دائماً كل ما من شأنه تعزيز التعاون والتكاتف العربي في مختلف المجالات، ودائماً ما تدعم مملكة البحرين المواقف العربية التي تؤكد على الثوابت العربية، كما تحرص المملكة على المشاركة الإيجابية والفاعلة في كافة الاجتماعات بجامعة الدول العربية.

وفيما يأتي نص الحوار:

انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين في مملكة البحرين يشكل حدثاً تاريخياً كونها المرة الأولى التي تقام فيها بالمنامة.. كيف ترون أهمية استضافة مملكة البحرين للقمة العربية لأول مرة؟

إن مملكة البحرين وهي تحتضن القمة العربية الثالثة والثلاثين إنما تؤكد دعمها لجامعة الدول العربية والقضايا العربية الملحة التي تتناولها القمة والتي تستلزم توحيد المواقف والتعاون المشترك في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بين الدول العربية الأعضاء، وكذلك تعزيز التعاون الوثيق مع المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى كمنظمة الأمم المتحدة، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، كون الدول العربية هي أعضاء كذلك في هذه الكيانات السياسية المتعددة، التي يتم من خلالها النظر في القضايا المتعددة، وبالإضافة إلى التعاون مع التجمعات الإقليمية والدولية، هناك تعاون عربي مع قوى دولية بارزة كالصين والهند ودول آسيا، وكذلك التعاون والحوار العربي الأوروبي والحوار مع الأمريكيتين، بما يحفظ القيم والأهداف التي تؤمن بها الأمة العربية.

ماذا عن استعدادات مملكة البحرين لاستضافة القمة العربية، والجهود التحضيرية الوطنية المبذولة بالمملكة لتنظيمها والتعاون القائم مع جامعة الدول العربية في هذا الصدد؟

مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قامت باستعدادات كبيرة لاستضافة القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين وسخرت كل ما تملك من إمكانات وطاقات وطنية وخبرات وتجارب مميزة على مدار السنوات الماضية في استضافة الكثير من المؤتمرات والملتقيات والحوارات ومنها حوار الحضارات، وحوار الأديان والاجتماع الدوري لحوار المنامة وغيرها من المؤتمرات الإقليمية والدولية، لضمان أفضل تنظيم واستضافة للقمة العربية.

ومنذ دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم خلال قمة جدة لاستضافة مملكة البحرين للقمة في دورتها الثالثة والثلاثين، بدأت استعدادات المملكة للعمل على تنظيم واستضافة القمة على الوجه الأكمل بما يضمن توصلها إلى النتائج المنشودة، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقام الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط بزيارة لمملكة البحرين مع وفد من الأمانة العامة لبحث التنسيق والاستعدادات لعقد القمة العربية، كما قام الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكي بزيارات للتنسيق مع الجهات المعنية بالمملكة بشأن تنظيم القمة.

ما مدى أهمية استضافة البحرين للقمة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة والتحديات الكبيرة المحدقة بالمنطقة العربية؟

لا شك أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية في الوقت الراهن تستدعي تكثيف اللقاءات والتشاور بين الدول العربية بشأن القضايا والتحديات الحالية وما تشكله من تداعيات ليس على المستوى العربي فحسب، وإنما كذلك على المستويين الإقليمي والدولي، ومن المعلوم أن هناك لجاناً وزارية تعمل على مناقشة القضايا التي تهم الدول العربية كالعلاقات مع إيران والعلاقات مع تركيا؛ بالإضافة إلى قضية العرب الأولى فلسطين وتداعيات الحرب في غزة والظروف التي تمر بها، ما يتطلب توحيد المواقف العربية وبذل الجهود الكبيرة من أجل نصرة الإخوة الفلسطينيين والدفع بجهود حل الدولتين ضمن المبادرة العربية التي انطلقت منذ عام 2002 في القمة العربية ببيروت ببنودها السبعة بهدف إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشكل نهائي.

ماذا عن مواقف البحرين وجهودها في دعم العمل العربي المشترك وتوحيد الصف بين الدول العربية؟

لمملكة البحرين جهود ومواقف تاريخية مشرفة بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، حيث تؤمن مملكة البحرين بضرورة التعاون والتكاتف العربي في مختلف المجالات ومن بينها طبعاً المواقف السياسية، ودائماً ما تدعم مملكة البحرين المواقف العربية التي تؤكد الثوابت العربية والتي هي معيار للتعاون الوثيق بين الدول العربية جميعها، ومملكة البحرين بالإضافة إلى مشاركاتها الإيجابية والتفاعلية في اجتماعات المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية فهي أيضاً تُشارك بفاعلية في كافة الاجتماعات الوزارية وتحرص على التعاون والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة أيضاً من خلال لجان التشاور، وهي كذلك عضو في لجان وزارية متعددة تحافظ على الأمن العربي ومنها اللجنة الوزارية لمناقشة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ولجنة دعم الصومال والمحافظة على أمنه واستقراره، كما تشارك مملكة البحرين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي واللجان المتعددة التي تشرف عليها جامعة الدول العربية بالإضافة إلى لجنة التنسيق في المجال العسكري والرياضة العسكرية والمصطلحات العسكرية، إضافة إلى الاجتماعات الوزارية الدورية لوزراء الثقافة ووزراء المالية والاقتصاد ووزراء الصحة والإسكان ووزراء الإعلام، وكذلك في كل ما يتعلق بالمرأة والطفل.

ما أبرز جهود ومشاركات مملكة البحرين لتقوية منظومة العمل الاقتصادي العربي؟

تشارك مملكة البحرين بفعالية في كافة المؤتمرات العربية المعنية بالاقتصاد، وتحرص على حضور كافة الاجتماعات منذ انطلاقة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الأولى التي عقدت في دولة الكويت الشقيقة في يناير 2009 بدعوة من المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، وتشارك مملكة البحرين بفاعلية في كل المؤتمرات والملتقيات والندوات الاقتصادية العربية في دوراتها العادية والاستثنائية. كما تشارك البحرين بإيجابية فيما يطرح من رؤى ومناقشات عربية بشأن التقنيات الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي.

كيف ترى جهود البحرين في تعزيز القدرات العربية لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والحفاظ على الملاحة وحرية التجارة بالمنطقة؟

مملكة البحرين تسعى مع أشقائها العرب للتعاون الوثيق من أجل ضمان الملاحة وحرية التجارة في المياه الإقليمية، ومنها تداعيات الأحداث في البحر الأحمر مؤخراً وما تشكله من خطورة على الأمن العربي الملاحي وكذلك خطورتها على الأمن الملاحي الدولي، وقد بذلت مملكة البحرين ومازالت تبذل جهوداً كبيرة بالتنسيق والتعاون مع أشقائها العرب لضمان الأمن الملاحي العربي والدولي.

تشغلون منصب الأمين العام المساعد للأمن القومي بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فما هي اختصاصات ومهام قطاع الشؤون العربية والأمن القومي؟

إن اختصاصات ومهام قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية تنبع من الحرص على قيام جامعة الدول العربية بدور التنسيق والمتابعة في كل القضايا التي تتعرض لها بلداننا العربية، وقد أصبح موضوع الأمن القومي العربي من أولويات العمل العربي المشترك، نظراً إلى الأهمية المتزايدة لمجالات الأمن القومي علي الصعيد الدولي، ونظراً إلى حساسية الظروف الأمنية التي تواجه الوطن العربي في وقتنا الراهن، وفي هذا الإطار يعمل قطاع الأمن القومي العربي علي تحقيق وتنفيذ مجموعة من الأهداف والمهام المهمة من خلال 5 إدارات، هي: الإدارة العسكرية ومجلس السلم والأمن، وإدارة المشرق العربي، وإدارة الخليج العربي واليمن، وإدارة شمال إفريقيا، وإدارة القرن الإفريقي والسودان، ويضطلع قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بمهام تحديث آليات واستراتيجيات العمل العربي بكافة قطاعات الأمن القومي العربي لتصبح قادرة على مواكبة المستجدات والتحديات الإقليمية والعالمية، وتنسيق وتوحيد الجهود العربية سواء التشريعية منها أو العملية للحفاظ على الأمن القومي وتبادل الخبرات في هذا المجال.

تترأس البحرين البرلمان العربي الذي يضم في عضويته كذلك عدداً من أعضاء مجلسي الشورى والنواب، فكيف تقيمون الحضور البحريني الفاعل بمؤسسات الجامعة العربية؟

إن أبناء مملكة البحرين الذين يشاركون بفاعلية في البرلمان العربي يؤكدون بما لا يدع مجالاً للشك ثراء تجربة مملكة البحرين الديمقراطية وطبقاً لميثاق العمل الوطني بوجود نظام المجلسين النواب والشورى أهمية مثل هذا التوجه المحمود، فقد كان لهذا التوجه آثاره الإيجابية على مملكة البحرين وشعبها الأصيل الذي يؤمن بالديمقراطية نهجاً وأسلوباً للعيش الكريم.

كلمة أخيرة؟

أختم بالتأكيد على أهمية التعاون والتكاتف العربي في ظل هذه الظروف الدولية المتشابكة، ولا شك أن دور جامعة الدول العربية مهم جداً لتوحيد الصف العربي والمحافظة على دورية انعقاد القمة العربية فيه فائدة كبيرة للتعاون العربي الوثيق بما يحقق الآمال المرجوة، فأهلاً بقمة المنامة وأهلاً بالإخوة العرب في بيتهم مملكة البحرين التي تقدر جهودهم ومساعيهم من أجل خير الأمة.