أعلنت الشرطة الألمانية الأحد أن عدد الشكاوى التي قدمت نتيجة أعمال العنف التي وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا، ارتفع إلى 516 شكوى، ما يزيد الضغط على المستشارة أنغيلا ميركل وعلى سياسة الانفتاح على المهاجرين التي تتبعها.وقالت شرطة كولونيا إن 516 شخصا قدموا شكاوى حتى الآن بينهم 40% بسبب اعتداءات جنسية، في حين أن عدد الشكاوى كان وصل السبت إلى 379 شكوى.وأضافت الشرطة أن 19 شخصا حتى الآن يعتبرون من المشتبه بمشاركتهم في هذه الاعتداءات، كما أعلنت اعتقال مغربي في الـ19 من العمر يشتبه بقيامه بسرقة هواتف نقالة ليلة رأس السنة.وأعلنت وزارة الداخلية الجمعة أن الشرطة الفدرالية قامت بالتدقيق في أوضاع 32 "مشتبها" بمشاركتهم في أعمال العنف، بينهم 22 من طالبي اللجوء.وأعلنت الشرطة المحلية في كولونيا السبت أن الأشخاص الذين تحقق معهم "يتحدر القسم الأكبر منهم من بلدان شمال إفريقيا وغالبيتهم من طالبي اللجوء، أو هم أشخاص يقيمون بشكل غير شرعي في ألمانيا". ولم تكرر الشرطة هذه المعلومات في بيانها الأحد.وكان قائد شرطة كولونيا أوقف عن العمل إثر انتقادات واسعة لطريقة تعامله مع هذه الاعتداءات.وقال وزير العدل الاشتراكي الديموقراطي هايكو ماس الأحد "عندما يتجمع حشد من هذا النوع لخرق القانون، فإن الأمر يكون مخططا له بشكل أو بآخر".كما شهدت ليلة رأس السنة أعمال عنف أيضا في هامبورغ حيث قدمت 133 شكوى غالبيتها لاعتداءات جنسية، حسب ما أعلنت الأحد شرطة هذه المدينة الواقعة في شمال ألمانيا.وقال المتحدث باسم شرطة هامبورغ ان الوصف الذي قدمته النساء المشتكيات عن المعتدين اشارت إلى أإنهم "ذوو ملامح افريقية وعربية ومن أوروبا الجنوبية".ميركل تتجه إلى الحزممن جانبها وجدت المستشارة الألمانية نفسها مضطرة إلى الحد من سياسة الانفتاح التي تنتهجها ازاء اللاجئين ردود الفعل المستهجنة التي رافقت هذه الاعتداءات والتي تورط فيها عدد من اللاجئين، خوفا من تراجع شعبيتها قبل الانتخابات التشريعية المقررة في عام 2017.وبامكان ميركل بعد هذه الانتخابات تقديم نفسها لتسلم ولاية رابعة في حال فازت بها.وأفاد استطلاع للراي نشرته مساء الأحد شبكة التلفزيون "ار تي ال" ان نحو 60% من الألمان لم يغيروا رأيهم ازاء اللاجئين بعد احداث كولونيا، إلا أن 37% منهم تشددوا في موقفهم من استقبالهم.واعلنت ميركل السبت تشديد نظام طرد طالبي اللجوء، ليصبح بالامكان طرد اللاجئين المدانين من القضاء حتى ولو كانت احكامهم مع وقف التنفيذ، وتكلمت عن "واجب الاندماج" للاجئين.اما وزير الداخلية توماس دي ميزيار فاعلن عزمه على تعزيز انتشار قوى الامن في الشارع وزيادة عدد كاميرات المراقبة في الأماكن العامة.بعد سياسيواذا كانت الحكومة الألمانية قد رفضت حتى الآن اغلاق حدودها أو تحديد عدد اللاجئين، فإنها عملت خلال الأسابيع القليلة الماضية على جعل حق اللجوء أقل جاذبية للقادمين من الشرق الأوسط وافغانستان وشمال افريقيا.وبعد أن اعلنت السلطات الألمانية انها لن تقدم اللجوء للقادمين من دول البلقان الغربية، تتجه حاليا الى اعتبار الجزائر والمغرب دولتين آمنتين وبالتالي فان مواطنيهما لن يحق لهم الاستفادة من حق اللجوء.وقال تيلمان ماير الاستاذ في جامعة بون في تصريح صحافي "بعد فترة الايادي المفتوحة، حان الان وقت التغيير واتخاذ قرارات بالطرد وتشديد القوانين، حان وقت تغيير الاتجاه لأن ما حدث في كولونيا ستكون له تبعات سياسية".وشدد على "الطابع الرمزي" لاعمال العنف التي استهدفت النساء من قبل مجموعات ما يشكل حدثا "جديدا تماما" على المجتمع الالماني "يتعارض مع ثقافة الترحيب" التي اعتمدت مع اللاجئين خلال الاشهر الماضية.والامر يبدو معقدا لميركل لان ألمانيا لا تزال حتى الآن رغم الشتاء تستقبل يوميا ما بين ثلاثة واربعة الاف لاجىء.