توصلت دراسة حديثة نوقشت نتائجها في أطروحة قدمت كجزءٍ من متطلّبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في تربية الموهوبين للباحثة مها سالم المطيري إلى معرفة العلاقة بين محددات فجوة الابداع لدى الطلبة الموهوبين والعاديين في ضوء المتغيرات الأسرية من خلال المنهج الوصفي على عينة تكونت من (357)، (179) من الطلبة الموهوبين بمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، و(178) من طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية العاديين في دولة الكويت.واستخدمت الباحثة المطيري مقياس البيئة المدرسية والأسرية، ومقياس قائمة الأنشطة والإنجازات الابداعية، ومقياس السلوك الفكري، ومقياس لعبة العناوين. أشارت نتائج الدراسة أن الطلبة الموهوبين كانوا أكثر إبداعاً خارج البيئة المدرسية، كما كان الطلبة الموهوبين أكثر إبداعاً في المدرسة مقارنة بأقرانهم غير الموهوبين. كما أشارت نتائج الدراسة أن بعض المتغيرات الأسرية كمتوسط حجم الأسرة وترتيب الولادة يرتبطان بتطور الإبداع لدى الطلبة الموهوبين.واوصت الباحثة المطيري في اطروحتها التي حملت عنوان " محددات فجوة الإبداع في ضوء المتغيرات الأسرية والمدرسية لدى الطلبة الموهوبين والعاديين" بإشراك الطلبة الموهوبين بورش تدريبية ومراكز علمية وأندية ترفيهية ثقافية تختص بإرشادهم واثراء معرفتهم وتنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم والتوسع في مجال ابداعاتهم في جميع المجالات، ودعت إلى إقامة اجتماعات دورية في مدارس الموهوبين للاستفادة من الأفكار الإبداعية للطلبة في وضع القرارات المدرسية ومناقشة احتياجاتهم والمعيقات التي تواجههم، وربط استراتيجيات التفكير الإبداعي ودمجها في الأنشطة الصفية واللاصفية في المجالات العلمية المختلفة.واكدت أهمية الاهتمام بالبيئة المادية والمعنوية وجعل المدرسة بيئة جاذبة، وتوفير مراكز ترفيهية للطلبة، وملاحق مدرسية تقدم أنشطة بأفكار إبداعية متجددة، وتقديم دورات تدريبية للمعلمين بهدف تطوير أساليب التعليم والتعلم، وتقديم إستراتيجيات وطرق تدريس إبداعية تواكب التطور التكنولوجي، موصية بتفعيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها في التعليم الإلكتروني، ودعم التفاعل النشط بين المعلمين والطلبة وأولياء الأمور والمدرسة لتبادل الأفكار التي تناسب الطلبة لتنمية الابداع، وتطوير المناهج الدراسية بمناهج مرنة تراعي متطلبات المبدعين، ومبتكرة تواكب التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، إلى جانب إنشاء أندية مسائية وصيفية لتنمية مهارات الطلبة العلمية والثقافية والترفيهية والتكنولوجية والاقتصادية ، وتوفير الحوافز والجوائز المشجعة لإنجازات الطلبة المبدعين.وأشارت إلى أهمية أن ينشئ الوالدين بيئة منزلية حاضنة للإبداع من خلال تخصيص مساحة منزلية تسهم للأبناء بتجريب الأفكار وممارسة الهوايات المفضلة لديهم وتنمية قدراتهم في مجالات المعرفة والعلوم، مؤكدة أهمية إقامة اجتماعات أسرية دورية وتدريب الأبناء على الحوار والنقاشات وطرح الأسئلة، وإشراك الأبناء في التخطيط في نشاطات الأسرة والمناسبات والسماح لهم بتحمل المسؤولية.وفي ختام المناقشة أكدت الباحثة مها المطيري ضرورة اهتمام المعلمين بتعزيز الابداع في عملية التعلم والإيمان بقدرات الطلبة الإبداعية وتوفير المزيد من الفرص لتحفيز أفكارهم الإبداعية، إلى جانب تقديم كل التسهيلات المادية والمعنوية الممكنة للمعلم من أجل خلق بيئة تعليمية مناسبة وداعمة للإبداع.وأشار أستاذ القياس والتقويم والإحصاء بجامعة الخليج العربي الاستاذ الدكتور علاء الدين أيوب، وأستاذ تربية الموهوبين والمبدعين المشارك بجامعة الخليج العربي الدكتور أحمد العباسي المشرفان على الدراسة إلى أن هذه الدراسة هي الأولى على مستوى الوطن العربي التي تبحث عن العوامل المفسرة لفجوة الإبداع، كما أثنى المشرفان على عمل الطالبة والتي استطاعت نشر نتائج أطروحتها في مجلة محكمة عالمية مصنفة ضمن الربع الأول، ومن أفضل ٩٩٪ من الدوريات الخاصة بالإبداع وهي مجلة السلوك الإبداعي.يشار إلى ان أستاذ تربية الموهوبين وتعليم التفكير الاستاذة الدكتورة فاطمة أحمد الجاسم كانت ممتحنة داخلية، فيما كانت أستاذ التربية الخاصة بجامعة جدة الدكتورة آمنة أبا الخيل ممتحنة خارجية.