تستضيف مملكة البحرين يوم الخميس القادم اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذه القمم في حدث تاريخي للمملكة.إن تسلم مملكة البحرين لرئاسة للقمة العربية في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة العربية، سيجعلها في موقع الصدارة للسعي لإيجاد الحلول اللازمة، إذ إن البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، تنتهج سياسة خارجية متوازنة ومعتدلة، تنطلق أساساً من المصلحة الوطنية والقومية، وتؤكد دائماً على انتمائها العربي، والإيمان بأهمية التكامل والتعاون والتنسيق خاصة في وجه التدخلات الخارجية بشؤون الدول العربية، ولا تتوانى عن تقديم الدعم لكل القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، ولا تحيد عن مواصلة الدفاع عن قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية كمركز الصدارة لاهتمامات المملكة، التي سعت وتسعى دائماً من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.يأتي انعقاد القمة العربية في ظل ظروف صعبه تواجهها الأمة العربية، تتطلب التكاتف ووحدة الكلمة، وتوحيد المواقف في مواجهة الآثار السلبية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلفه من دمار على البشر والحجر، وسعي إسرائيل الحثيث لإخلاء القطاع من ساكنيه من خلال سياسة التهجير التي تعتمده إسرائيل نحو مصر والأردن، وهذا أمر وقفت الدول العربية في مواجهته.هذا بالإضافة إلى القضايا التي تواجهها الدول العربية مثل التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون الداخلية للدول العربية، واستباحتها للأراضي العربية من خلال ميلشياتها في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وكذلك الحرب التي تعصف بالسودان الشقيق التي قتلت وهجرت الكثير من أبناء الشعب السوداني، وتهدد بمجاعة كبيرة تهدد بقتل المزيد من الأرواح وأغلبهم من الأطفال للأسف الشديد.البحرين بلد السلام ووطن الكرام تفتح ذراعيها مرحبة بقادة الدول العربية الكرام، في وطنهم الثاني وبين أهلهم، وهي تتطلع بأن يكون إعلان قمة المنامة منسجماً مع تطلعات الشعوب العربية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، من أجل السلام والازدهار في ربوع الدول العربية، ولعل البحرين هي الأنموذج الأمثل على صعيد التعايش واحترام بين الديانات والطوائف، وصون الحقوق المكفولة في ممارسة الشعائر والمعتقدات دون أية قيود، حيث يوجد فيها المساجد والكنائس والمعابد في صورة تختصر السلام والطمأنينة التي تعيشها المملكة كرمز لحوار الحضارات والثقافات.