يرى رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية فيصل الفريان أن "أهمية القمة العربية الـ(33) المقرر انعقادها في مملكة البحرين 16 مايو الجاري، تكمن في عقدها خلال مرحلة بالغة الحساسية إقليمياً ودولياً، وسط توترات على الساحتين العربية والدولية، على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والجيوسياسية، وأهمها الأوضاع في غزة، وعجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي عن فرض وقف فوري لإطلاق النار، فضلاً على فشل مجلس الأمن الدولي مؤخراً في اعتماد مشروع القرار الخاص بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، ودخول الصراع في السودان عامه الثاني ونشوب حرب أودت بحياة الآلاف، وتسببت في نزوح نحو 9 ملايين سوداني ولجوئهم إلى دول مجاورة، وهو ما يتطلب التكاتف والوقوف صفاً واحداً لتحقيق التضامن العربي المشترك".وقال: "يكتسب اجتماع الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة أهمية بالغة، بعد نجاح القمة الثانية والثلاثين بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما حظيت به من حضور وتأثير عربي ودولي كبيرين، وشهدت مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاماً".وأضاف أن "قمة الرياض شهدت اعتماد مجلس الجامعة العربية "إعلان جدة" المتضمن التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والمبادرة العربية كسبيل لحلها، وتكثيف الجهود العربية لمساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، وتعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، ورفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني لتفادي تأجيج الصراع، والتأكيد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار، وضرورة حل الأزمة الليبية في الإطار الليبي، ودعم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، والدعوة إلى انتخاب رئيس للبنان، وتشكيل الحكومة في أسرع وقت، والتأكيد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام قيم وثقافات الآخرين وسيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها، ودعم استدامة سلاسل إمدادات السلع الغذائية الأساسية للدول العربية".وتابع رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية أنه "من هنا تبرز أهمية القمة التي تستضيف فيها مملكة البحرين للمرة الأولى أعمال قمة عربية، في ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة الاضطراب بمنطقة الشرق الأوسط، والتأثيرات المتسارعة للتغيرات المناخية وانعكاساتها على الملفات الاقتصادية والتنموية الأخرى التي ستطرح أمام القادة، وهو ما يكسبها مزيداً من الخصوصية، لتحقيق تطلعات وآمال الأمة العربية وتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة".وأكد أنه "انطلاقاً من عروبة البحرين المتجذرة والتزامها تجاه قضايا الأمة العربية، ودعمها للسلام كخيار استراتيجي، وسياستها الهادئة والرصينة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، نثق تماماً بقدرة المملكة الشقيقة على استضافة قمة ناجحة تحقق التطلعات المعقودة عليها، وأن تتمخض عن قرارات حاسمة في الملفات المطروحة على طاولة القادة، وأن تنجح في بلورة مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، عبر تكثيف المبادرات والمساعي الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار وانتهاج طريق السلام العادل والشامل، والوصول إلى حلول مستدامة تجاه القضايا المشتركة من أجل استدامة الأمن والاستقرار الإقليميين، وتوفير الظروف والآليات الملاءمة لتحقيق تطلعات وآمال الدول والشعوب العربية".