ألقى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، كلمة السلطنة أمام في أعمال القمة العربية العادية الثالثة والثلاثين، المقامة في مملكة البحرين.
ونقل السيد أسعد بن طارق، في كلمة، تحيات سلطان عمان إلى أخوانه القادة العرب وتمنياتهه لهم بوافر التوفيق والسداد. مؤكداً أن هذه القمة تنعقد في ظروف استثنائية تتطلب التوافق والتعاضد والتعاون.
وفيما يلي نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين رئيس هذه الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
ضيوف القمة الكرام
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني في مستهل هذه الكلمة أن أعرب عن خالص تحيات أخيكم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وتمنياته الطيبة بوافر التوفيق والسداد لجمعكم المبارك هذا، مثمنين عاليًا حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وحسن الإعداد والتنظيم لهذه القمة، على أرض البحرين الشقيقة، وبقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، حفظه الله ورعاه.
ولا يفوتنا أن نعرب عن تقديرنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة لجهودها البنّاءة في إنجاح وإدارة القمة العربية السابقة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأخ الأمير محمد بن سلمان.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
تنعقد هذه القمة في ظروف استثنائية، والأمة العربية في أحوج ما تكون إلى التمكين، في صَونِ وتطوير أمنها ومحيطها الجيوسياسي، ومكانتها بالتحديات والتعقيدات، التي لا يمكن تجاوزها والتغلب عليها منفردين، بل مجتمعين، ولو بالحدّ الأدنى من التوافق والتعاضد، والتعاون على ما يجمعنا من الاستراتيجية، ومقدراتها الاقتصادية، لتغدُو قادرةً على مواجهة عالم مثقل بتطلعات وأهداف وغايات.
إنّ الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، يُحتّم علينا اتخاذ موقف عربي أكثر تأثيرًا وفعالية، بحيث يكفل للشعب الفلسطيني حق تقرير المصير، ونيل الاعترافِ الدَّوْلِيّ الشامل بالدولة الفلسطينية، وتأمين حل الدولتين المنشود، حسبما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وقواعد القانون الدَّوْلِيّ. فبدون ذلك، لن تهنأ منطقتنا بالاستقرار الدائم، والازدهار المستدام، اللذين يتوقُ إليهما، أبناء دول المنطقة والعالم أجمع.
وفي نفس الوقت، ومن منطلق المسؤولية التاريخية والأخلاقية التي تجمعنا، فإنَّنا نُنَاشِدُ المجتمع الدَّوْلِيَّ بضرورة التحرُّكِ الفوري في هذا الاتجاه، وممارسة التطبيق الفعلي لمعايير القانون الدَّوْلِيّ، لتحقيق وتثبيت العدالة للشعب الفلسطيني، وتأمين الأمن والاستقرار للجميع.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
الحضور الكريم
إنَّنا نؤكد على أهمية احترام سياسة حُسنِ الجِوارِ، وسيادة الدول على أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، وصَوْنِ حَقَّ الشعوب، في العيش المشترك، بكرامة واستقلال.
وما دمنا ننشد العدالة، فإننا واثقون بأنّنا لن نُخْذَلَ أبَدًا بعونه تعالى..
نسأل الله العلي القدير، أن يُعيننا جميعًا فيما يُحِبُّه ويرضاه، إنه نعم المولى ونعم النصير،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.