أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن أكثر من 40 شخصاً لقوا حتفهم جوعاً في مضايا التي حاصرتها قوات النظام وميليشيا ما يسمى بحزب الله لأشهر عدة.ونقلت مصادر صحفية واعلامية عدة عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة ان 400 شخص في مضايا، التي تم إدخال المساعدات إليها، بحاجة للإخلاء الفوري من أجل تلقي العناية الطبية اللازمة.وكان مجلس الأمن الدولي، قد بحث، الاثنين، أمر البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور دون إمدادات وأن البعض يموتون جوعاً.كما ذكرت الأمم المتحدة والصليب الأحمر، الاثنين، أن شاحنات تحمل إمدادات غذائية وطبية وصلت إلى مضايا القريبة من الحدود اللبنانية وبدأت توزيع المساعدات في إطار اتفاق بين الأطراف المتحاربة.وتقول الأمم المتحدة إنها اطّلعت على تقارير موثوقة تفيد بأن أناسا في البلدة يموتون جوعا.وتُشير تقارير إلى أن الوضع في بلدتي الفوعة وكفريا أليم بدوره، إذ أن سكانهما الذين يُقدّر عددهم بنحو 20 ألف شخص محاصرون منذ مارس/ آذار.وتأخر وصول المساعدات حتى تصبح مجموعتا الشاحنات على استعداد للدخول.وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال السفير النيوزيلندي فان بومن إنه يجب إجلاء نحو 400 شخص من مضايا كي يحصلوا على العلاج على نحو عاجل.وحصل عدد قليل من سكان البلدة على إذن بالمغادرة، وكان بالإمكان رؤيتهم وبحوزتهم متعلقاتهم فيما ينتظرون الإجلاء.ووصلت 44 شاحنة إلى مضايا من دمشق أمس. وأُديرت العملية بواسطة الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري، وبرنامج الغذاء العالمي.ونقلت القافلة أطعمة وأدوية، بالإضافة إلى أغطية ومواد إيواء وصابون.وفي تصريح لبي بي سي، قال يعقوب الحلّو منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة إلى سوريا إن موظفي المنظمة رأوا أطفالا يتضورون جوعا في البلدة.وأضافت هبة البالغة من العمر 17 عاما "رأيت رجلا يقتل قطة ويُقدّم لحمها إلى أفراد أسرته على أنه لحم أرنب. البعض بحث عن طعام في صناديق القمامة، وآخرون أكلوا الحشائش. طلبنا الطعام من المقاتلين لكنهم رفضوا منحنا إياه".وتقع مضايا على بعد نحو 25 كيلومترا شمال غرب دمشق، وعلى بعد 11 كيلومترا من حدود لبنان.ومنذ مطلع يوليو/ تموز 2015، تخضع البلدة لحصار تفرضه قوات الحكومة السورية وحلفاؤها من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية.ومع توصيل المساعدات إلى البلدة، دخلت 21 شاحنة الفوعة وكفريا.ونقلت الشاحنات بعض المواد الغذائية الأساسية - ومنه الأرز والزيت والدقيق والسكر والملح - بالإضافة إلى الماء وحليب للأطفال وأغطية وأدوية وأدوات جراحية.وفي وقت سابق، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن 28 شخصا - بينهم ستة أطفال تقل أعمارهم عن عام واحد - ماتوا من الجوع في مضايا منذ أول ديسمبر/ كانون الأول.ويعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعا محاصرا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح.