شاركت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في جلسات مؤتمر "إدارة واستدامة أنشطة الفضاء الخارجي" والذي عقد في لشبونة بالبرتغال.و شهد المؤتمر الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة الفضاء البرتغالية مناقشات لعدد من المحاور الهامة التي تشكل مرتكزات ضامنة لاستمرار استخدام الفضاء الخارجي للجميع ضمن الاستعدادات الدولية لقمة المستقبل والتي تنظمها الأمم المتحدة في سبتمبر 2024 وتستضيفها البرتغال.وحول ترأسه وفد مملكة البحرين المشارك في المؤتمر، قال الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة: "تأتي أهمية هذا المؤتمر لكونه يعتبر المرحلة النهائية من المباحثات التي انطلقت منذ أكثر من عامين تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي لغرض الخروج بتوصيات تعرض خلال قمة المستقبل والذي ستستضيفه البرتغال، والتي في حال تبنيها كليا أو جزئيا ستكون ذات تأثير على مستقبل قطاع الفضاء. لقد حرصت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على المشاركة بفعالية في كافة الجلسات التمهيدية والتحضيرية لهذا المؤتمر، وكانت لها مجموعة من المساهمات في الجوانب التقنية والقانونية."وأضاف العسيري: "أهم ثلاث توصيات للمؤتمر هي: ضرورة إيجاد التشريعات المنظمة للقطاع الفضائي على مستوى الدول وعلى المستوى الدولي على ان تتسم بالمرونة الكافية للحفاظ على وجود قطاع صناعي نشط وقادر على النمو والمنافسة، وأن ينظر لجهود المحافظة على استدامة الفضاء على كونها استثمار إيجابي بدلا من اعتبارها عبء على الجهات الفاعلة في صناعة الفضاء، الاهتمام بتوفير الدعم للمشاريع النوعية عبر الشراكات المحلية والدولية، وأخيرًا دعم جهود التعاون والتكامل مع الحفاظ على قدر كاف من الشفافية المسؤولة. إضافة إلى حتمية وجود معايير قياسية معتمدة لتبادل المعلومات الفضائية بين الجهات ذات العلاقة لضمان أمن وسلامة الأرض والفضاء على السواء حاليا ومستقبلا."وحول مشاركتها في جلسات المؤتمر، صرحت الأستاذة أمل البنعلي مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والمشاريع في الهيئة: "جلسات المؤتمر تنوعت في مضامينها وما سعى المتحدثون لإبرازه بناء على خبراتهم والتحديات التي باتت تشكل هاجسا للقطاع الفضائي، من أبرزها، سبل إدارة حركة المركبات والأقمار في الفضاء، والركام الفضائي وتأثيره على الأصول الفضائية وأمن الفضاء، والموارد الفضائية وكيفية تأثيرها على سباق استكشاف الفضاء، ومشاركة الشباب والمجتمع المدني في فهم التحديات التي تواجه القطاع وتأثير مداخلاتهم على صياغة السياسات الوطنية والدولية. كما بحث المؤتمر سبل توفير المعلومات بما يدعم البحث العلمي وتطوير التقنيات الداعمة لاستدامة الفضاء، ولتعزيز فهم الجمهور لأهمية هذا القطاع وتأثيره الإيجابي على تطور الحياة وازدهارها وهو ما نسعى إليه جميعا. إضافة إلى ذلك، فقد استعرض عدد من المتحدثين بعض المشاريع الحالية والمستقبلية والتي من شأنها المساهمة في دعم الجهود الدولية الهادفة للمحافظة على استدامة وسلامة بيئة الفضاء مثل الأقمار الصناعية المخصصة لمتابعة الركام الفضائي وأنظمة ومنصات التتبع المباشر، والدراسات المتعلقة بتأثير احتراق المواد المستخدمة في صناعة الأقمار الصناعية على الغلاف الجوي للأرض وذلك أثناء خروج القمر الصناعي من المدار للتخلص منه". الجدير بالذكر ان المؤتمر والذي استمر لمدة يومين شهد مشاركة أكثر من 550 ممثل عن وكالات وهيئات الفضاء والمنظمات الدولية والتكتلات والتحالفات المعنية بالقطاع الفضائي على المستوى العالمي، إضافة لممثلين عن أبرز الشركات الصناعية والتقنية العاملة في المجال، كما تميز المؤتمر بمشاركة 80 متحدثا رئيسيا، إضافة لكلمات وفود أكثر من 41 من الدول الأعضاء في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي والتي تمحورت حول أبرز مخرجات المؤتمر، مع تقديم تصور حول ما اتخذته دولهم من إجراءات وقدمته من جهود داعمة لحسن إدارة الفضاء وضمان استدامته ليكون متاحا للجميع بشكل آمن وداعم لمساعي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.