الرأي

قمة استثنائية ومبادرات نوعية.. إنها البحرين

بعيداً عن تنميق الكلام وتحسينه، وكما قلنا سابقاً أكثر من مرة؛ فإن قمة البحرين العربية ستكون استثنائية بكل المقاييس؛ تنظيماً وحضوراً وقرارات ومبادرات، وهو ما لمسه البعيد قبل القريب من خلال ما لمسه الضيوف من سياسيين وإعلاميين، وما تابعه العالم عبر الشاشات ومختلف وسائل الإعلام.
تنظيم البحرين للقمة الثالثة والثلاثين لقادة الدول العربية أبهر الجميع، حيث شكل فريق البحرين اللبنة الأساسية والدعامة الأولى لكل ما شاهده العالم، فريق آمن دائماً بوطنه وقيادته وبقدراته، فأخرج أفضل ما لديه ليقول للجميع «أنا هنا.. أنا فريق البحرين».
أما من حيث مخرجات القمة؛ فقد جاءت أيضاً استثنائية ومواكبة لتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، خصوصاً مع ما يشهده قطاع غزة من عملية إبادة متواصلة لأبناء الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، فكان لابد للقمة من وقفة جادة وحازمة، وهو ما تمثل في إعلان البحرين، وما تضمنه من بيان خاص من القادة العرب بشأن ما يجري في فلسطين.
وانطلاقاً من موقف البحرين القومي والمبدئي تجاه القضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية، فقد قدمت المملكة عدداً من المبادرات، والتي حظيت بإجماع عربي كونها تعبر أصدق تعبير عن جميع الأمة بكافة أقطارها، فجاءت المبادرة الأولى ممثلة في الدعوة لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، حيث أعلنت المملكة استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر.
أما المبادرة البحرينية الثانية؛ فتمثلت في توجيه وزراء خارجية الدول العربي بالتحرك والتواصل مع مختلف دول العالم والحث على الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، مما يساهم في التسريع بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبما يساهم في تسريع حل القضية الفلسطينية.
وإيماناً من المملكة بأهمية تعزيز ودعم حماية حقوق الإنسان وتكريس كل الإمكانيات لحماية هذا الحق؛ فقد جاءت مبادرة البحرين بتوفير الخدمات التعليمية والرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزعات في المنطقة، بالتعاون والتنسيق بين البحرين والمنظمات الإقليمية والعالمية، ممثلة في جامعة الدول العربية واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.
أما المبادرة البحرينية الرابعة؛ فقد انبثقت من رؤية المملكة إلى ضرورة مواكبة الأمة والعربية وشعوبها لما يعيشه العالم من تطورات تكنولوجية متسارعة، فكانت الدعوة إلى تطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا والمالية والتحول الرقمي، وتوفير بيئة ملائمة لتطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
إضاءة
«تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، ومبادرة تهتم بتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي».
«من كلمة جلالة الملك المعظم في افتتاح قمة البحرين».