من الجميل أن تكون عنصراً مشاركاً في أهم حدث عربي وهو «القمم العربية» خاصة في ظل الصراعات والحروب الدائرة في الوطن العربي، والأجمل انعقادها في وطنك في مملكة البحرين، فهي فرصة للالتقاء بالأشقاء الإعلاميين وزملاء المهنة من مختلف الدول العربية، والذين غادروا البلاد وهم في حالة انبهار مما وصلت إليه البحرين من تطور في التنمية البشرية والبنية التحتية اقتصادية وغيرها من الأمور، ولكن كانت الأسئلة المتداولة تبدأ بكلمة لماذا؟لماذا تكتسب هذه القمة أهمية عن غيرها من القمم؟ لماذا الاهتمام بمخرجات هذه القمة بالتحديد؟ لماذا الآمال معقودة على هذه القمة؟ لماذا هي استثنائية؟ لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ وكانت الإجابات كما التالي:أهمية القمة العربية بدورتها الـ(33) من حيث موعد ومكان انعقادها فالمنطقة تمر بظروف عاصفة ومعقدة وبحاجة إلى حلول عاجلة وخطط استراتيجية لحل الملفات المعلقة، أو بالأصح قمة «تصفير الملفات»، ومكان انعقادها في مملكة البحرين التي تستضيف هذا الحدث الهام للمرة الأولى في تاريخها رغم أنها ترأست القمة المنعقدة في عام 2003 لكن الاستضافة كانت الأولى في التاريخ، ونسبة التمثيل السياسي للدول الأعضاء في الجامعة العربية كان مشرفاً جداً، ناهيك عن حضور ومشاركة أمين عام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني وغيرهم من ممثلي المنظمات الدولية وهو ما يؤكد مكانة مملكة البحرين وتفوقها في الدبلوماسية السياسية.ولماذا الاهتمام بمخرجات القمة؟ فالمنطقة في مفترق طرق وحروب وصراعات معقدة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف أكثر من 35 ألف شهيد نصفهم أطفال، والحرب الدائرة في السودان وما خلفته من ضحايا والملف الليبي والفراغ الحكومي في لبنان، والصراع اليمني الحوثي وغيرها من القضايا والتحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تحتاج لحلول حاسمة وعاجلة، وآمال الشعوب العربية كانت أغلبها معقودة على هذه القمة بالخروج بمبادرات وتوصيات هامة والأهم تنفيذها.واختلفت هذه القمة عن مثيلاتها هي المبادرات الخمسة التي طرحتها مملكة البحرين وعلى رأسها ضرورة انعقاد مؤتمر للسلام لحل القضية الفلسطينية التي لها أولوية وأهمية عظمى في القمة العربية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته عاصمتها القدس، والأهم نشر قوات دولية في قطاع غزة، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان غزة فالوضع لا يحتمل الانتظار أكثر فالمجاعة طرقت أبواب القطاع، وغيرها من المبادرات المتعلقة بالتعليم والصحة في ظل الصراعات والتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي.والأهم من الخروج بمخرجات وتوصيات، ضرورة متابعة تلك المبادرات والحرص على تنفيذها وهي ضمانة على إحيائها بصورة دائمة دون تعطيل أو تأخير، هذا ما أكدت عليه هذه القمة عن غيرها من القمم.وأخيراً، نجحت البحرين في إدارة وتنظيم القمة العربية بدورتها الـ(33) في مختلف الأصعدة الإعلامية واللوجستية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وأبارك لوطني حكومة وملكاً وشعباً هذا النجاح المبهر.