هبة محسن
أثبت الحوار الاستراتيجي الدائم بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية نفسه على مدى 12 عاماً، وحقق فعالية كآلية لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الرئيسية، وسبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، في مجالات الطاقة، والتعليم والبحث العلمي، والبيئة والصحة وغيرها من المجالات الحيوية.كما أن تعاون روسيا المتعدد الأوجه مع دول مجلس التعاون مستمر في التطور بشكل مطرد، وتشهد الديناميات المتزايدة بشكل كبير للاتصالات على أعلى وأرفع المستويات، والتي يحدد مسارها الحوار المنتظم المبني على الثقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.وتأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم إلى روسيا الاتحادية تكملة لهذه المسيرة الطويلة، وتعبيراً عن عمق العلاقات بكافة أوجهها واتجاهاتها.وقد أثمر ملتقى الاستثمار السنوي الذي عُقد في نفس التوقيت العام الماضي في أبوظبي ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين روسيا ودول الخليج خلال 2023، الأمر الذي ساعد موسكو بشكل كبير في تخفيف وطأة العقوبات الغربية، لكن ذلك لا يبدو كافياً في ظل الحرص الروسي على زيادة استقطاب المستثمرين الخليجيين وسط طموحات بأن تصل إلى نفس مستوى الاستثمارات الخليجية في الدول الغربية.وخير دليل على الحرص المشترك لتعزيز التعاون، هو المؤشرات الإيجابية للتبادل التجاري بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وبين مملكة البحرين على وجه الخصوص، رغم الظروف الجيوسياسية المعقدة. فوفقاً لنتائج عام 2022 ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 6.3٪ مقارنة بعام 2021، وتجاوز 11 مليار دولار، وعلى مستوى البحرين ارتفع حجم التجارة بين البلدين خلال 10 سنوات من 2.5 مليون دولار إلى 15 مليوناً، كما تعد البحرين الدولة الوحيدة التي تمثل صادراتها إلى روسيا أكبر من وارداتها، حيث تبلغ نسبة الصادرات 73% بينما تمثل الواردات 27% حسب إحصائيات دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية.