مثلت جائزة «الدانة للدراما»؛ والتي أقيمت أولى دوراتها مساء الثلاثاء الماضي، برعاية وحضور سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، هدية البحرين إلى الفنانين العرب تقديراً لمسيراتهم الإبداعية، وسعياً لدعم الفن الهادف والمؤثر باعتباره مرآة الشعوب وأحد حماة قيم المجتمع وهويته الوطنية.توزيع جوائز الدانة للدراما، والذي تزامن مع افتتاح الدورة السادسة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، بحضور وزراء الإعلام العرب، شكّل إطلالة جميلة وإبداعية على المجتمع الخليجي من خلال عرض لوحات تعبيرية غنائية أبهرت الحضور، إلى جانب ما احتواه العرض الافتتاحي من تسخير للتكنولوجيا واستحضار ثلة من رواد الفن الخليجي وتسليط الضوء على أهمية الإصرار على النجاح وتحقيق الذات.حفل توزيع الجوائز شكّل، بحد ذاته، تظاهرة ثقافية فنية إعلامية، ونافذة واسعة للبحرين للإطلالة على العالم العربي بقوتها الناعمة، وذلك لتزامنه مع أحداث سياسية وثقافية وإعلامية كبيرة تستضيفها المنامة، فإلى جانب مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، تستضيف المنامة الاجتماع الـ54 لوزراء الإعلام العرب، وتحتفل أيضاً باعتبارها عاصمة الإعلام العربي 2024، وبعد النجاح الكبير الذي حققته البحرين باستضافة أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين. كل ذلك يأتي في خضمّ الاحتفال بالمناسبة الأغلى الأعز على قلب كل بحريني، وهي اليوبيل الفضي لتولّي جلالة الملك المعظّم الحكم.ولاشك في أن الدعم الكبير الذي تتلقاه جائزة الدانة للدراما من سمو الشيخ خالد بن حمد وحجم الإقبال الكبير على المشاركة في نسختها الأول إلى جانب الاهتمام الخليجي والعربي بها؛ كل ذلك يمثل عوامل نجاح رئيسة لها، بل ويساهم في ترسيخها على خارطة الجوائز الفنية المرموقة على امتداد العالم العربي.وكما أن للفن الراقي رسالته في بناء الوعي، فهو أيضاً أحد الروافع الأساسية في تعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني، عبر نشر مفاهيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، والتي تمثل قواعد مجتمع سليم قادر على مواصلة عملية البناء والتنمية.«ليلة الدانة البحرينية»؛ كما أطلق عليها بعض الزوار الخليجيين والعرب المشاركين، لم تكن تظاهرة فنية ثقافية فحسب؛ بل كان بإمكاني وأنا أتجول بين الحضور أن ألمس حجم التقارب والدفئ في كل واحد منهم، وأقرأ في العيون ما يكنونه من تقدير واحترام ومحبة لـ»وطن الدانة» ولشعبها، ولا أبالغ إذا قلت إن ما جمع هذا الكم من الفنانين والمبدعين لم يكن التنافس على دانة البحرين فحسب؛ بل هو الرغبة في التعبير عن مدى محبتهم لهذه الأرض، حيث يحمل كل واحد منهم حكايته مع البحرين وأهلها.قوة بحرينية ناعمة جديدة، انطلقت من المسرح الوطني وبرعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، لتمثل إضافة جديدة لما تمتلكه البحرين من قوة وتأثير في محيطها الإقليمي والعالمي، ولتكون إحدى إطلالات الثقافة والتراث والفن البحريني على العالم..شكراً خالد بن حمد..