إرم نيوز
أكّد المتحدث العالمي باسم منظمة "اليونيسف" الأممية جيمس ألدر، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، أنّ "رفح تواجه اليوم جحيمًا حقيقيًّا، ويواجه أهلها المجاعة وأطفالها وضعًا كارثيًّا.وقال ألدر إن ما يجري في رفح هو ما كان الجميع يخشى حدوثه، فيما كل الوعود بعدم تنفيذ أيّ هجمات عسكرية في المكان الوحيد الذي طُلب من الناس اللجوء إليه، كانت كاذبة".وأضاف المتحدث أن "هؤلاء هم عائلات من كلّ أنحاء غزة دُمّرت منازلهم وخسروا أفرادًا من أسرهم، وقد نزحوا إلى رفح وهم مرهقون جسديًّا ومحطّمون نفسيًّا، ولم يحظوا بعدُ بفرصة للتعافي من صدمة خساراتهم البشرية والمادية، يعيشون في خيام متلاصقة تفتقد إلى الصرف الصحي، ولا يوجد أدنى مقومات الحياة من مياه أو غذاء أو حتّى تدابير لتوفير الحماية الأساسية، كذلك لا تتوفّر الأدوية التي ينصّ القانون على وجوب توفيرها... ثمّ حصلت تلك الاعتداءات وتزايدت".وشدّد على أنّ "العالم ركّز على هجوم واحد مرعب تسبّب بحدوث ذلك الحريق الجهنّمي، لكن في الواقع كان هناك العديد من الاعتداءات وهي لا تزال مستمرة".رفح مدينة الأطفالوتابع: "نحن الآن نتحدّث عن أنّ نحو مليون شخص من رفح، مدينة الأطفال، عليهم النزوح مرّة أخرى، وهؤلاء الناس مُحطمون ومُرهقون، وأكثر جملة نسمعها منهم هي لا نعلم إلى أين نذهب، بعدما قيل لهم إنّ رفح مدينة آمنة لكنّها بالفعل خطيرة، إذ تعرّضوا للقصف، والآن عليهم أن ينتقلوا مجدّدًا إلى مكان غير صالح للسكن مع ظروف معيشية وصحية وغذائية أكثر سوءًا من رفح".وقال: "عندما نتحدث عن أنّ الأسوأ لم يأتِ بعد، فذلك لأنّ قدرة الناس على التأقلم قد استنفدت بالفعل، معبر رفح، خطوط الإمدادات الإنسانية تمّ إغلاقها والقصف مستمر. وبالنسبة للأمهات والأطفال والمدنيين الذين يعانون على الأرض في غزة، الوضع يزداد سوءًا وسيستمر في التفاقم إلى أن يغلب المنطق والتعقل والأخلاق، ونحصل على وقف لإطلاق النار".ولفت إلى أنّ "الإجابة المروّعة والمختصرة عن السؤال حول هؤلاء الأطفال الذين يعانون سوء التغذية أو إعاقات دائمة أو جروحًا ناتجة عن الحرب، هي ببساطة: لا نعلم".وشدد ألدر على أنّ "كل يوم يشبه الجحيم في غزة، وثمّة تقارير تتحدث عن مقتل 14 ألفًا أو 15 ألفَ فتى وفتاة خلال ثمانية أشهر؛ ما يعني أنّ نحو 50 أو 60 طفلاً يموتون في اليوم الواحد."وتابع المتحدث قوله "لا أعلم ما هو العدد الآن في رفح، وجميعنا رأى المشاهد والحريق المروع، وقد علمنا أنّ 50 أو 60 غارة حصلت أو ربّما أكثر منذ أن طلبت محكمة العدل الدولية وقف الهجمات، وأكثر ما يصدمني الآن وكذلك كل العاملين في المجال الإنساني، هو عندما نتحدث مع هؤلاء الأشخاص الذين نعرفهم على الأرض، وهم عائلات فلسطينية، فإنّهم يتحدثون للمرة الأولى عن الأمل الذي ينطفئ، الأشخاص الذين أتحدّث إليهم يقولون إنّ الوضع بات صعبًا جدًّا".عجز عن تقديم المساعداتوعن الصعوبات في تقديم المساعدات، قال: "لا يمكننا حاليًّا أن ندّعي أنّ أهل غزة يحصلون على كمية المساعدات التي يحتاجونها، وهنا يجب أن نوضح نقطة، إسرائيل كونها المحتلة يترتب عليها مسؤولية قانونية ليس فقط من حيث تسهيل وصول هذه المساعدات بل بتقديمها فعليًّا، فتوفير تلك المساعدات يتمّ عبر الأمم المتحدة، لكن ظروف العمل صعبة للغاية، فقد رأينا مقتل العديد من عمال الإغاثة، وهناك الكثير من الحواجز والعراقيل".وأكد أنّ "هذا ما يحدث الآن في معبر رفح، المعبر الوحيد للمساعدات الإنسانية، وما أقصده بالمساعدات الإنسانية هو الأدوية والعقاقير المخدّرة للمستشفيات والفيول لمحطات تحلية المياه ليتمكنوا من ضخ المياه للمستشفيات وللمولدات لتوفير إضاءة كافية للجراحين أثناء العمليات، أعني الخيام للناس، وأطعمة مغذية للأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادًّا، وما يدخل هو جزء بسيط جدًّا من المساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة".الأمل يتلاشىوتابع أنّ "ما يمكننا فعله الآن هو التواصل مع أصحاب السلطة والنفوذ الذين يمكنهم الضغط من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف النار من جانب كلّ الجهات المتورّطة في تلك الحرب، وذلك أمر مهم جدًّا."وأضاف في حديثه لـ" إرم نيوز": "أنا كنت في غزة في شهر مارس عندما صوّت مجلس الأمن على وقف إطلاق النار، رأيت تلك النظرات في عيون العديد من الأمهات والأطفال، وكما قالت لي إحدى الأمهات أخيرًا، سنحظى بليلة آمنة، قد نقضي ليلة أستطيع أن أؤكّد فيها لابني أنّه سيستيقظ غدًا، ولن يكون هناك قصف، لكن ذلك الأمل تلاشى كليًّا مع بدء القصف بعد بضع ساعات".وحتم ألدر: "مهما كان المسار السياسي حاليًّا، فإنّ الواقع هو أنّ القرارات التي تُتخذ لا تتلاقى مع متطلبات الناس، فهم يريدون وقفًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين وإدخال كميات كافية من المساعدات إلى قطاع غزة لنتمكن من مواجهة المجاعة التي تبدو قاب قوسين أو أدنى من حدوثها".
أكّد المتحدث العالمي باسم منظمة "اليونيسف" الأممية جيمس ألدر، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، أنّ "رفح تواجه اليوم جحيمًا حقيقيًّا، ويواجه أهلها المجاعة وأطفالها وضعًا كارثيًّا.وقال ألدر إن ما يجري في رفح هو ما كان الجميع يخشى حدوثه، فيما كل الوعود بعدم تنفيذ أيّ هجمات عسكرية في المكان الوحيد الذي طُلب من الناس اللجوء إليه، كانت كاذبة".وأضاف المتحدث أن "هؤلاء هم عائلات من كلّ أنحاء غزة دُمّرت منازلهم وخسروا أفرادًا من أسرهم، وقد نزحوا إلى رفح وهم مرهقون جسديًّا ومحطّمون نفسيًّا، ولم يحظوا بعدُ بفرصة للتعافي من صدمة خساراتهم البشرية والمادية، يعيشون في خيام متلاصقة تفتقد إلى الصرف الصحي، ولا يوجد أدنى مقومات الحياة من مياه أو غذاء أو حتّى تدابير لتوفير الحماية الأساسية، كذلك لا تتوفّر الأدوية التي ينصّ القانون على وجوب توفيرها... ثمّ حصلت تلك الاعتداءات وتزايدت".وشدّد على أنّ "العالم ركّز على هجوم واحد مرعب تسبّب بحدوث ذلك الحريق الجهنّمي، لكن في الواقع كان هناك العديد من الاعتداءات وهي لا تزال مستمرة".رفح مدينة الأطفالوتابع: "نحن الآن نتحدّث عن أنّ نحو مليون شخص من رفح، مدينة الأطفال، عليهم النزوح مرّة أخرى، وهؤلاء الناس مُحطمون ومُرهقون، وأكثر جملة نسمعها منهم هي لا نعلم إلى أين نذهب، بعدما قيل لهم إنّ رفح مدينة آمنة لكنّها بالفعل خطيرة، إذ تعرّضوا للقصف، والآن عليهم أن ينتقلوا مجدّدًا إلى مكان غير صالح للسكن مع ظروف معيشية وصحية وغذائية أكثر سوءًا من رفح".وقال: "عندما نتحدث عن أنّ الأسوأ لم يأتِ بعد، فذلك لأنّ قدرة الناس على التأقلم قد استنفدت بالفعل، معبر رفح، خطوط الإمدادات الإنسانية تمّ إغلاقها والقصف مستمر. وبالنسبة للأمهات والأطفال والمدنيين الذين يعانون على الأرض في غزة، الوضع يزداد سوءًا وسيستمر في التفاقم إلى أن يغلب المنطق والتعقل والأخلاق، ونحصل على وقف لإطلاق النار".ولفت إلى أنّ "الإجابة المروّعة والمختصرة عن السؤال حول هؤلاء الأطفال الذين يعانون سوء التغذية أو إعاقات دائمة أو جروحًا ناتجة عن الحرب، هي ببساطة: لا نعلم".وشدد ألدر على أنّ "كل يوم يشبه الجحيم في غزة، وثمّة تقارير تتحدث عن مقتل 14 ألفًا أو 15 ألفَ فتى وفتاة خلال ثمانية أشهر؛ ما يعني أنّ نحو 50 أو 60 طفلاً يموتون في اليوم الواحد."وتابع المتحدث قوله "لا أعلم ما هو العدد الآن في رفح، وجميعنا رأى المشاهد والحريق المروع، وقد علمنا أنّ 50 أو 60 غارة حصلت أو ربّما أكثر منذ أن طلبت محكمة العدل الدولية وقف الهجمات، وأكثر ما يصدمني الآن وكذلك كل العاملين في المجال الإنساني، هو عندما نتحدث مع هؤلاء الأشخاص الذين نعرفهم على الأرض، وهم عائلات فلسطينية، فإنّهم يتحدثون للمرة الأولى عن الأمل الذي ينطفئ، الأشخاص الذين أتحدّث إليهم يقولون إنّ الوضع بات صعبًا جدًّا".عجز عن تقديم المساعداتوعن الصعوبات في تقديم المساعدات، قال: "لا يمكننا حاليًّا أن ندّعي أنّ أهل غزة يحصلون على كمية المساعدات التي يحتاجونها، وهنا يجب أن نوضح نقطة، إسرائيل كونها المحتلة يترتب عليها مسؤولية قانونية ليس فقط من حيث تسهيل وصول هذه المساعدات بل بتقديمها فعليًّا، فتوفير تلك المساعدات يتمّ عبر الأمم المتحدة، لكن ظروف العمل صعبة للغاية، فقد رأينا مقتل العديد من عمال الإغاثة، وهناك الكثير من الحواجز والعراقيل".وأكد أنّ "هذا ما يحدث الآن في معبر رفح، المعبر الوحيد للمساعدات الإنسانية، وما أقصده بالمساعدات الإنسانية هو الأدوية والعقاقير المخدّرة للمستشفيات والفيول لمحطات تحلية المياه ليتمكنوا من ضخ المياه للمستشفيات وللمولدات لتوفير إضاءة كافية للجراحين أثناء العمليات، أعني الخيام للناس، وأطعمة مغذية للأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادًّا، وما يدخل هو جزء بسيط جدًّا من المساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة".الأمل يتلاشىوتابع أنّ "ما يمكننا فعله الآن هو التواصل مع أصحاب السلطة والنفوذ الذين يمكنهم الضغط من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف النار من جانب كلّ الجهات المتورّطة في تلك الحرب، وذلك أمر مهم جدًّا."وأضاف في حديثه لـ" إرم نيوز": "أنا كنت في غزة في شهر مارس عندما صوّت مجلس الأمن على وقف إطلاق النار، رأيت تلك النظرات في عيون العديد من الأمهات والأطفال، وكما قالت لي إحدى الأمهات أخيرًا، سنحظى بليلة آمنة، قد نقضي ليلة أستطيع أن أؤكّد فيها لابني أنّه سيستيقظ غدًا، ولن يكون هناك قصف، لكن ذلك الأمل تلاشى كليًّا مع بدء القصف بعد بضع ساعات".وحتم ألدر: "مهما كان المسار السياسي حاليًّا، فإنّ الواقع هو أنّ القرارات التي تُتخذ لا تتلاقى مع متطلبات الناس، فهم يريدون وقفًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين وإدخال كميات كافية من المساعدات إلى قطاع غزة لنتمكن من مواجهة المجاعة التي تبدو قاب قوسين أو أدنى من حدوثها".