في إشارة إلى حاجة الجيش الأوكراني الماسة إلى قوات جديدة، تحذو كييف حذو روسيا من خلال تجنيد السجناء في الخدمة ضمن صفوف قواتها المسلحة.وكشفت الحكومة الأوكرانية أن 4656 مداناَ تقدموا بالفعل بطلبات للحصول على البرنامج الذي سيتعين على السجناء أن يخدموا فيه حتى نهاية الحرب قبل أن يحصلوا على حريتهم، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".خيارات كييف صعبةيأتي ذلك بينما تواجه كييف خيارات صعبة مع تلاشي الموجة الأولية من المتطوعين وخسارة الأرض أمام عدو يمكن أن يعتمد على عدد سكان أكبر بثلاث مرات ونصف.وتقول العديد من وحدات الخطوط الأمامية إنها مستنزفة ومنهكة، وتكافح أوكرانيا لتجنيد عدد كافٍ من الرجال لصد الهجمات الروسية المتزايدة.خفض سن التعبئةوبحثاً عن مئات الآلاف من الجنود الجدد، خفضت أوكرانيا سن التعبئة، وزادت التعويضات المالية للقوات، وسعت إلى إجبار الرجال في سن الخدمة العسكرية الذين فروا إلى الخارج على العودة إلى ديارهم والقتال.إلا أن برنامج أوكرانيا يختلف عن البرنامج الروسي لتجنيد السجناء في عدة جوانب، فعلى عكس موسكو، فإن المدانين بجرائم معينة في أوكرانيا لن يكونوا مؤهلين.استثناء بعض السجناءوقالت أولينا فيسوتسكا، نائبة وزير العدل الأوكراني، إن ذلك يشمل الأشخاص المدانين بالعنف الجنسي، والحوادث المرورية التي أدت إلى الوفاة، والقتل إذا كان لأكثر من شخص واحد أو تم تنفيذها "بقسوة خاصة"، من بين قيود أخرى.في حين أن السجناء الروس سيحصلون بشكل رئيسي على شطب سجلهم الجنائي بعد الخدمة، فإن الأوكرانيين لن يفعلوا ذلك.وتقدر وزارة العدل الأوكرانية أن السلطات يمكنها تجنيد حوالي 5000 شخص من السجون.وقال مسؤول كبير في أحد السجون إن العديد من المدانين ذوي السجلات الجنائية الأكثر خطورة قيل لهم إن إداناتهم تمنعهم من الخدمة، ما أصابهم بخيبة أمل.كذلك أضاف أن البعض أعرب بالمثل عن اهتمامه، لكنه تراجع عندما علم بالمخاطر.وسيتم وضع المدانين في وحدات خاصة، لكن ليس من الواضح ما الذي سيتم تكليفهم به.فاغنر جندت المدانينيذكر أن ميليشيا فاغنر الروسية بدأت في تجنيد المدانين بعد وقت قصير من بدء فشل الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022.وواصلت موسكو هذه الممارسة بعد أن تمرد زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، على القيادة العسكرية ولقي حتفه في حادث تحطم طائرة في أغسطس/آب من العام الماضي.فيما لم تؤكد روسيا أبداً العدد الإجمالي للمدانين الذين جندتهم، لكن الأرقام الصادرة عن خدمة السجون تظهر انخفاضاً بأكثر من 35000 في إجمالي عدد نزلاء السجون في البلاد بين مايو 2022 ويناير 2023، وهي ذروة تجنيد فاغنر.تجنيد المجرمين والسجناء عبر التاريخيشار إلى أن تم استخدام المدانين في زمن الحرب عبر التاريخ، وغالباً في الأدوار الأكثر خطورة.ونشر نابليون ألوية جزائية، كما قامت كل من ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي بتجنيد المجرمين والسجناء السياسيين.وبعد الحرب العالمية الثانية، انتهت هذه الممارسة في العديد من البلدان، لأسباب ليس أقلها عدم الحاجة إلى التعبئة على نطاق واسع.