من وحي نقاش قديم، نتجت عنه تساؤلات طرحتها سابقاً، وأعيد اليوم إثارتها من منطلق أن المهم بالنسبة لنا كبحرينيين هي بلادنا ووضعها المستقر وأمنها وبناء المستقبل فيها.كنت أقول بأن تصنيف البشر بناء على السلوكيات والتصرفات يمكن أن يتشعب، وأن تجد أمامك تعريفات عديدة، لكن هناك معيار أساسي إن ارتبط بأسس ”الوطنية وحب الوطن"، فإنك ستجد أمامك نوعين من البشر.هناك نوع يريد أن يعيش حياته في بلده عزيزاً كريماً هانئاً هادئاً. يريد أن يمارس حياته الطبيعية بلا فوضى أو إزعاج أو تنغيص أو تهديد، ومع كل ذلك يريد أن يعيش حياته متحصلاً على حقوقه المكفولة والتي مقابلها يؤدي واجباته تجاه دولته، بما يرضي ضميره ونفسه.وهناك نوع آخر، يقف في الضفة المقابلة للنوع الأول، هدفه الأساس هو تخريب مرامي النوع الأول، شغله الشاغل أن ينسف رغبة النوع الأول وينغص عليه حياته.هناك من يريد أن يعيش في بلده بهدوء آمناً مطمئناً، وهناك من لا يريد للناس أن تعيش هادئة وآمنة، ولا يريد أن يتركها في سلام، وكل هدفه أن يجعل الناس في قلق دائم، أن يقلب حياتهم إلى فوضى وتخريب وإرهاب.النوع الأول من الناس، لا يعني أنهم لا يملكون هموماً، لا يعني أنه ليس لديهم مطالب ومشاكل، لكنهم أناس يربطهم بالبلد الولاء والحب ويريدون الخير لها، وفي المقابل يريدون حلولاً لمشاكلهم، يريدون التحسين والإصلاح.لكن للأسف النوع الثاني، هو الذي يريد للبحرين الجميلة أن تتمزق أن تتفتت ومن يريد أن يرهب الناس وأن يقلق حياتهم بالمشاكل والإرهاب والصراعات والفوضى المصطنعة.فارق كبير بين النوعين، فمن يحب بلده ويريد لها الخير والإصلاح بكل إخلاص، من الاستحالة أن يحرق عوداً أخضرَ واحداً فيها، من يحب بلده لا يشوه صورتها، ولا يدعو الأجنبي للتدخل فيها، ولا يكون ولاؤه للخارج، لا يخرج في قنواتهم ولا يتحدث باللغة والمضمون الذي يريدونه، لا يقوم بإرعاب الناس وتخريب حياتهم.هناك نوعان من البشر، من يريد أن يعيش في بلد تنهض كل يوم لتشهد حراكاً يقوده المخلصون باتجاه الإصلاح والتصحيح وخدمة الناس، وهناك من يريد أن يصحو كل يوم ليرى الدمار والخراب يعم بلده، ويريد أن تتشوه صورتها في الداخل والخارج، ويريد للناس أن تكره العيش فيها.شتان بين الاثنين، وفرق كبير بين من يحب بلده ويعمل لأجلها ويتجرع المر لإصلاحها، وبين من يحاربها بشكل صريح وبطرق تثبت أن الأهم لديه مصلحته الخاصة وليست مصلحة البلد.
الرأي
الوطن .. ونوعان من البشر
09 يونيو 2024