الفكة التي تعرف أيضاً باسم «الخردة» في مصر أو «الفراطة» في دول الشام وهي العملات الورقية أو المعدنية والتي تمثل القيمة الشرائية القليلة، وينظر إليها عادةً نظرة احتقار كونها لا تشتري حاجة عليها القدر والقيمة، ولندرة وجودها أحياناً فقد يضطر صاحب المحل التجاري إلى أن يستبدلها لك بحبة علكة موجودة عنده على الرف من باب إبراء الذمة المالية.وما كنت أعتقد يوماً أن عدم وجود 100 فلس في جيبي سيجعلني في حيرة من أمري وأشعر بأنني في ورطة.منذ يومين طلبت مني ابنتي الصغيرة في النادي الرياضي أن أشتري لها الماء؛ لأنها تشعر بعطش شديد وذلك بعد أن أنهت صف الرياضة الخاص بها. فطلبها كان عادياً جداً وحله يعتبر أمراً بسيطاً، ولكن المفاجأة كانت بغير المتوقع!!فأنا لا أملك الفكة في جيبي كي أتمكن من إتمام عملية الشراء من آلة الشراء الإلكترونية الموجودة في النادي، وكل شخص سألته من حولي حينها: «معك فكة؟؟» كان جوابه «سلبياً»، وكأنني أسأل عن 100 فلس ذهبي وليس معدنياً؟؟!!السبب لم يكن محلّ دهشةٍ أو استغراب لي، حيث إن ردَّ الجميع أنه بات اليوم يتعامل من خلال الدفع عبر الهاتف وأنا معهم، وموضوع الفلوس الورقية برمتها لم تعد جزءاً أساسياً وحقيقياً من محفظته.إلى أن ظهر شخص طيب وقال إنه يملك الفكة، وفكنا بارك الله به من أزمة العطش التي خيمت علينا حينها.ذلك الموقف أخذني إلى مواقف مماثلة فإن كان بائع الكرك أو الخباز تطور في مكانه وأصبح يستقبل الدفع الإلكتروني، إلا أنه كم مرة بمرة حُجِبَت اليد السخية عن أن تُكرِمَ ذلك العامل في المطعم أو الشارع أو المجمع أو أي شخص تود أن تسعد قلبه ولو بالقليل، وتجد أن محفظتك خالية من الأوراق النقدية الورقية الحقيقية!!!لهذا عزيزي القارئ قليل من الفكة حافظ عليه في الجيبة؛ لأنك بالتأكيد ستحتاجها يوماً وستكون لك فكٌّ لحالة دفع فورية لا يتم تنفيذها عبر المنافذ الإلكترونية.
الرأي
معك فكة؟!!
11 يونيو 2024