في الأيام الأخيرة سجل العالم درجات حرارة مرتفعة أودت بحياة العديد من الرجال والنساء والأطفال، وسط تحذيرات عالمية من صيف ملتهب وبأن البشرية على موعد قريب من «جحيم المناخ».والبحرين ليست بعيدة عن هذه التغيرات المناخية والأيام الحالية خير برهان، فمنذ مطلع شهر يونيو الجاري ودرجات الحرارة في ارتفاع متصاعد، وبلغ مؤشرها 44 درجة مئوية نهاراً وأشعة شمس ملتهبة لا ترحم لا البشر ولا الشجر، والجهاد الخروج في ساعات النهار وسط هذه الأجواء الساخنة لقضاء مشوار للبقالة القريبة من المنزل، فما بالك بعمال وظيفتهم تتطلب منهم العمل طوال ساعات النهار يتخللها ساعات «استراحة» لمدة شهرين فقط خلال موسم الصيف.الظروف المناخية تتطلب المزيد من القرارات الصارمة للحد من الاحتباس الحراري ووقف مشوار البشرية نحو « جحيم المناخ» هذا على المستوى الدولي الذي يتطلب تظافر جهود جميع الدول للحد من الارتفاع غير المسبوق لدرجات حرارة الأرض، وحماية البشرية من الانقراض، هذا على الجانب العالمي.وعلى المستوى المحلي فهناك قرار صادر من وزارة العمل رقم (3) لسنة 2013 يحظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة والأماكن المكشوفة خلال فترة الظهيرة من الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة الرابعة عصراً من شهري يوليو وأغسطس، لحماية العمال وتأمين سلامتهم من ضربات الشمس والإجهاد الحراري والحد من الحوادث المهنية، هذا الأمر ينطبق على السنوات الماضية لكن اليوم الوضع يختلف، وهو ما يتطلب إعادة النظر في الأمر مجدداً.القرار صدر في ظروف مناخية معينة كان شهرا يوليو وأغسطس من أكثر الأشهر سخونة في موسم الصيف، هذا قبل سنوات واليوم الوضع مغاير فمنذ اليوم الأول من شهر يونيو ودرجات الحرارة تصل لـ 40 درجة مئوية الساعة 9 صباحاً هذه المسجلة والمحسوسة أكثر من ذلك بكثير، فما بالك الساعة 12 ظهراً؟؟ وهل الأمر يحتاج لوقوع حادثة لأحد العمال لإعادة النظر في هذا القرار؟ما الضرر بتغير موعد تطبيق القرار منذ مطلع يونيو حتى أغسطس، فمهما وفرت جهات العمل من معدات واحتياطات لتقليل الأضرار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس الحارقة، لن تفي بالغرض فالعمال يمارسون عملهم في أماكن مكشوفة وفي ظروف مناخية صارمة.الكويت أصدرت قرار حظر تشغيل العمالة في المناطق المكشوفة بدءاً من يونيو حتى أغسطس، والوقت من الساعة 11 صباحاً حتى 4 عصراً، تماشياً مع المعطيات المناخية.التغيرات المناخية تتطلب المزيد من المرونة للتعامل معها بحسب المعطيات الحديثة، سواء ما يخص العمال في البناء وسواق الدراجات النارية، وعلى الجانب الآخر نحتاج لوضع خطط لتأسيس بنية تحتية تنسجم مع هذه المتغيرات المناخية.فكما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن هناك حاجة إلى مخرج من الطريق السريع المؤدي إلى الجحيم المناخي وإننا «مثل النيزك الذي قضى على الديناصورات، نُحدث تأثيراً أكبر مما ينبغي. ففي حالة المناخ، لسنا نحن الديناصورات إنما نحن النيزك. فلسنا فحسب في خطر، إننا نحن الخطر».