بعض المسؤولين وأصحاب القرار لدينا في قطاعات عديدة، كان يراهم الناس مثل «النجوم» و«القياديين الأفذاذ»، والسبب ما عُرف عنهم من السعي والاجتهاد لدعم الطاقات والكفاءات البحرينية، وما سجلته أفعالهم من إنجازات في هذا المجال بحسب أرقام التوطين وإحلال أبناء الوطن محل الأجانب.هذه النوعية من المسؤولين هم من استمر ذكرهم الطيب معهم حتى بعد مغادرتهم مواقع العمل، لأنهم من تسببوا في تغيير حياتهم ومنحهم فرصة العمل ووضعوا فيهم الثقة، هذه الشريحة لم تنس من «انتصر للبحرينيين»، ورأى فيهم أنهم «الخيار الأمثل والأفضل» لشغل الوظائف المختلفة وصولاً إلى مسك المناصب.وهنا حينما نتحدث بشأن «الخيار الأمثل»، نذكر دائما بأن هذا الشعار الثابت الذي ترفعه بلادنا كسياسة وحكومتنا كأساس عمل، يركز على دعم البحرينيين وتطويرهم وصقل مهاراتهم والمضي بهم ليكونوا عناصر فاعلة في مواقع العمل، ووصلوا بهم لتولي مناصب عديدة ومؤثرة، كانت في زمن سابق لا يشغلها إلا الأجنبي بسبب إما خبرته وتاريخه العمل، أو بسبب ندرة التخصصات.هذه الأسباب وصلت إلى مرحلة باتت في طور الانقراض، فمع فرص التعليم المتطور، ومع الاهتمام بتدريب وتأهيل الكوادر، معادلة «هذا الموقع لا يشغله إلا أجنبي» باتت معادلة ضعيفة، لأن إثبات عكسها موجود على أرض الواقع من خلال المواطنين المميزين والقادرين على تقديم نفس المستوى بل أفضل منه.لكن الحديث دائماً عن القياديين المميزين، ممن يصنفون ضمن خانة ذهبية عنوانها «المنتصرون للبحرينيين»، والذين بعض منهم مازال موجوداً في مواقعهم ومازالوا يعملون من أجل توفير الفرص لأبناء الوطن ومنحهم الثقة وتطويرهم على سلم التدرج الوظيفي.هذه النوعية لها أمثلة اليوم من خلال بعض المسؤولين الذين نلاحظ حراكهم وعملهم الذي يمكن قياسه وإدراك تأثيره، وهؤلاء ترفع لهم التحية بالفعل نظير ما يفعلونه لأجل أبناء الوطن، ولأجل ما ينجحون في تحقيقه من عمليات فتح فرص للتوظيف والعمل وأيضاً البحث عن المميزين وتطويرهم ومنحهم الثقة في تولي مواقع مسئولة ومؤثرة.طبعاً اليوم هذه سياسة معلنة تتبعها البحرين من خلال تركيزها على التنمية البشرية والتدريب والتطوير الذي يستهدف البحرينيين في القطاعين العام والخاص وحتى المقبلين على سوق العمل من خريجيين، وترجمتها من خلال تركيز الحكومة الموقرة على تطوير الشباب وفتح آفاق واسعة لهم للعمل.اليوم نحتاج إلى جهود أكبر من «المنتصرين للبحرينيين» لتمكين أعداد أكبر من البحرينيين الباحثين عن فرص عملهم، وخاصة من مازالوا ينتظرون فرصتهم لخدمة بلادهم، والذين يُحسبون على نسبة البطالة أو المنتظرين للاستدعاء بشأن الوظائف الشاغرة سواء في الحكومة أو القطاع الخاص.هذه الجهود لو تكثفت وتعاظمت في إطار السعي لخدمة المواطنين الجاهزين للعمل وخدمة بلادهم، فإنها لن تكون فقط جهوداً مشكورة لهذه النوعية من المسؤولين وإضافات مشرقة في سيرهم المهنية، بل ستكون «إنجازات ذهبية» تحسب لإنجازات هذا الوطن الغالي؛ لأنها فرجت عن مواطنين يستحقون الخير وينتظرون فرص العمل ليثبتوا كفاءتهم، ولأنها تؤكد أن هناك بالفعل إيماناً راسخاً للعمل من أجل البحريني وأنه «الخيار الأمثل» في كل شيء.تحية لكل من يعمل لخدمة أبناء الوطن، لكل من يثق بقدرتهم على تولي مواقع كنا نراها سابقاً لا يمكن شغرها إلا عبر كفاءات خارجية. لكل من يرى الخير للوطن في أبناء الوطن.
الرأي
المنتصرون لـ«البحرينيين»
13 يونيو 2024