أمل أمين
في أحد الأيام دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي ضيق الحال وأن أباه يطلب منه المال لكن أبناءه يحتاجون هذا المال أيضاً وكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم حاسماً : «أنت ومالك لأبيك».وسنجد الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية الأبوين بل وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، كما جعل شكره قريناً لشكر الوالدين، قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) وربما كان سبب حث الدين الإسلامي على رعاية الأبوين كلما تقدم بهما العمر لأن الله يعلم أن رعايتهما تكون صعبة وتحتاج إلى مجهود كبير.. كما أن الأبناء يكونون عائلات أصغر تجعلهم ينشغلون عن والديهم وجداتهم مع أن وجود الأم أو الجدة في حياة الأحفاد يساعد كثيراً في تنشئة أطفال أسوياء نفسياً.وهناك الكثير من الأبناء الذين لا يجدون الوقت ولا الإمكانات لرعاية كبار السن فالحقيقة أنه من المهم أن نعرف التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها الشخص المتقدم في العمر خاصة مع الوصول للمعاش والتقاعد للعمل.فمع قلة الحركة تزداد المخاطر التي تحيط كبار السن خاصة المصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري وخشونة المفاصل والتهابات الأعصاب وهذا يحتاج إلى ضرورة وضع خطة يومية ولو بسيطة لممارسة كبار السن الرياضة مثل المشي والسباحة أو اليوجا وبالنسبة لهؤلاء الذين لا يتمكنون من ممارسة الرياضة بصورة مستقلة أو بهذه الكثافة، لا يزال بإمكانهم الاستفادة من النشاط البدني، حيث يمكن أن تساعدهم تمارين نطاق الحركة في الحفاظ على حركة ومرونة المفاصل وهذه التمارين يمكن ممارستها دون الخروج من المنزل وهناك تمارين تعتمد على وجود أجهزة ويفضل وجود متخصص لعمل التمارين عليها.من المهم أيضاً أن ينوع كبار السن وضعيتهم بشكل متكرر حيث سوف يعيق هذا حدوث ترقق الجلد وظهور القرح المؤلمة والتي غالباً ما تكون عرضة للإصابة بالعدوى. يمكن استخدام أشياء مثل المقاعد (كوشن) التي تأخذ شكل الدونات أو شكل علبة البيض والتي توضع على الكراسي والأسرّة للمساهمة والحث على تحريك الجسم بطريقة سهلة.وقد يكون للاهتمام بصحة كبار السن النفسية أولوية أكبر من الاهتمام بأجسادهم لأن الانعكاسات النفسية على الحالة الجسدية قد تكون خطيرة جداً ولهذا من المهم توفير جو من الراحة النفسية والهدوء لهم خاصة أن نمط حياة الأشخاص يتغير بعد تقدمهم بالعمر ومما يؤثر في صحتهم النفسية التغيرات الوظيفية، وفقدان الأحبة وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بالخرف، والاكتئاب، والقلق من أشيع المشاكل النفسية في مرحلة الشيخوخة، وهي ليست جزءاً طبيعيّاً من التقدم بالعمر وأحياناً يرتبط القلق بالاكتئاب، أي أن أغلب المصابين بالاكتئاب يعانون القلق أيضاً، وللخروج من هذه الدائرة وعدم الوصول إليها فلا بد من تجربة الأنشطة الجديدة والتواصل مع الآخرين يدعم الشخص نفسيّاً واجتماعيّاً عند التقدم في العمر، ومن الممكن أيضاً مساعدة كبير السن على ممارسة هواية سابقة أو تجربة هواية جديدة، واللعب مع الأحفاد أو الحيوانات الأليفة المفضلة، أو الانخراط في المجتمع والقيام بأنشطة تطوعية والانضمام إلى أندية صحية أو اجتماعية.ويشعر كبار السن بسعادة كبيرة عند السفر إلى أماكن جديدة، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة، وياحبذا إذا كان من الممكن للمتقاعدين كتابة مذكرات عن تجارب الحياة فبعض المتقدمين في العمر لديهم تجارب مهمة جداً يمكن الاستفادة منها ونقل تلك الخبرات إلى الأجيال الأخرى والتعلم منها عبر الزمن.إن كبار السن زهور ذبل مظهرها لكن عطرها مازال يفوح ويملأ المكان بأطيب الروائح من خلال ذكرياتهم وتجاربهم فرعايتهم وحبهم يعود بالخير على المجتمع والأسرة فنحن نحتاجهم أكثر مما يحتاجوننا.
في أحد الأيام دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي ضيق الحال وأن أباه يطلب منه المال لكن أبناءه يحتاجون هذا المال أيضاً وكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم حاسماً : «أنت ومالك لأبيك».وسنجد الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية الأبوين بل وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، كما جعل شكره قريناً لشكر الوالدين، قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) وربما كان سبب حث الدين الإسلامي على رعاية الأبوين كلما تقدم بهما العمر لأن الله يعلم أن رعايتهما تكون صعبة وتحتاج إلى مجهود كبير.. كما أن الأبناء يكونون عائلات أصغر تجعلهم ينشغلون عن والديهم وجداتهم مع أن وجود الأم أو الجدة في حياة الأحفاد يساعد كثيراً في تنشئة أطفال أسوياء نفسياً.وهناك الكثير من الأبناء الذين لا يجدون الوقت ولا الإمكانات لرعاية كبار السن فالحقيقة أنه من المهم أن نعرف التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها الشخص المتقدم في العمر خاصة مع الوصول للمعاش والتقاعد للعمل.فمع قلة الحركة تزداد المخاطر التي تحيط كبار السن خاصة المصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري وخشونة المفاصل والتهابات الأعصاب وهذا يحتاج إلى ضرورة وضع خطة يومية ولو بسيطة لممارسة كبار السن الرياضة مثل المشي والسباحة أو اليوجا وبالنسبة لهؤلاء الذين لا يتمكنون من ممارسة الرياضة بصورة مستقلة أو بهذه الكثافة، لا يزال بإمكانهم الاستفادة من النشاط البدني، حيث يمكن أن تساعدهم تمارين نطاق الحركة في الحفاظ على حركة ومرونة المفاصل وهذه التمارين يمكن ممارستها دون الخروج من المنزل وهناك تمارين تعتمد على وجود أجهزة ويفضل وجود متخصص لعمل التمارين عليها.من المهم أيضاً أن ينوع كبار السن وضعيتهم بشكل متكرر حيث سوف يعيق هذا حدوث ترقق الجلد وظهور القرح المؤلمة والتي غالباً ما تكون عرضة للإصابة بالعدوى. يمكن استخدام أشياء مثل المقاعد (كوشن) التي تأخذ شكل الدونات أو شكل علبة البيض والتي توضع على الكراسي والأسرّة للمساهمة والحث على تحريك الجسم بطريقة سهلة.وقد يكون للاهتمام بصحة كبار السن النفسية أولوية أكبر من الاهتمام بأجسادهم لأن الانعكاسات النفسية على الحالة الجسدية قد تكون خطيرة جداً ولهذا من المهم توفير جو من الراحة النفسية والهدوء لهم خاصة أن نمط حياة الأشخاص يتغير بعد تقدمهم بالعمر ومما يؤثر في صحتهم النفسية التغيرات الوظيفية، وفقدان الأحبة وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بالخرف، والاكتئاب، والقلق من أشيع المشاكل النفسية في مرحلة الشيخوخة، وهي ليست جزءاً طبيعيّاً من التقدم بالعمر وأحياناً يرتبط القلق بالاكتئاب، أي أن أغلب المصابين بالاكتئاب يعانون القلق أيضاً، وللخروج من هذه الدائرة وعدم الوصول إليها فلا بد من تجربة الأنشطة الجديدة والتواصل مع الآخرين يدعم الشخص نفسيّاً واجتماعيّاً عند التقدم في العمر، ومن الممكن أيضاً مساعدة كبير السن على ممارسة هواية سابقة أو تجربة هواية جديدة، واللعب مع الأحفاد أو الحيوانات الأليفة المفضلة، أو الانخراط في المجتمع والقيام بأنشطة تطوعية والانضمام إلى أندية صحية أو اجتماعية.ويشعر كبار السن بسعادة كبيرة عند السفر إلى أماكن جديدة، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة، وياحبذا إذا كان من الممكن للمتقاعدين كتابة مذكرات عن تجارب الحياة فبعض المتقدمين في العمر لديهم تجارب مهمة جداً يمكن الاستفادة منها ونقل تلك الخبرات إلى الأجيال الأخرى والتعلم منها عبر الزمن.إن كبار السن زهور ذبل مظهرها لكن عطرها مازال يفوح ويملأ المكان بأطيب الروائح من خلال ذكرياتهم وتجاربهم فرعايتهم وحبهم يعود بالخير على المجتمع والأسرة فنحن نحتاجهم أكثر مما يحتاجوننا.