محرر الشؤون المحليةالاعتماد على النفس يتصدّر أهداف التقليد المتوارث«حيــــــــة بيـــــــة.. على درب الحنينية.. راحت حيـــــــــــة.. وجات بيـــــه.. يا حييتي يا بيتي.. غديتك عشيتك».. نهار العيـــــــــد.. لا تدعيــــــــن علي».. بهذه الكلمات الخاصة بأهزوجة «الحية بية» يستقبل الأطفال عيد الأضحي المبارك على شواطئ البحر نهار يوم عرفة.ويقف الأطفال على شواطئ البحر يوم عرفة قبل قروب الشمس، وهم يحملون وعاءً من خوص النخيل بداخلها زرعة صغيرة، ويتنافس الأطفال على من اعتنى «بالحية» أكثر وجعلها أكبر من تلك التي مع أقرانه، ويرددون تلك الأهزوجة ويرمونها في وسط البحر كنوع من الأضحية.الحية بية عادة متوارثة من الأجداد إلى الأبناء، وتحرص الأسر البحرينية على ممارستها والحفاظ عليها بتناقلها من جيل إلى آخر، فهي من العادات الجميلة التي تعلم الطفل معنى التضحية بشيء يحبه، وكان يعتني به طوال الأيام مضت، ما يعزز الاعتماد على النفس والمسؤولية.تقول أم ريان: «أحرص على الاستعداد لمثل هذا اليوم مسبقاً من خلال إعداد أطفالي للحية بية من حبوب الشعير، والاعتناء به وسقيها الماء يومياً، وفي يوم عرفة أصطحب الأطفال إلى ساحل البحر لترديد الأهزوجة ورميها في البحر، وهي من الأيام المحببة والباقية في ذاكرتهم».وتؤكد أم ميار سعادة أبنائها في الاحتفال بهذا اليوم، وتذكيرها بصورة دائمة بضرورة زراعة «الحية بية» أو شرائها لرميها في البحر يوم عرفة، وهم يرتدون ملابسهم الشعبية، أي الثوب للشباب وثوب النشل للفتيات، مشيرةً إلى أن هذه العادة من الموروثات الجميلة بين الأجيال.