حنان خلفان
يجد أغلبية أولياء أمور أن أبناءهم المراهقين هم تحدٍ كبير يعانون منه، ونظراً للتغيرات الجسدية والنفسية التي يمرون بها في هذه المرحلة، من خلال فرض آرائهم الشخصية والسيطرة على جميع الأمور والنظرة السوداوية على جميع أفراد العائلة، (فلا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب)، ومساعدتهم على اجتياز هذه الفترة الحساسة بسلام ودبلوماسية، يتحتم علينا مواكبة هذه المخلوقات التي تحولت من أطفال تشع براءة وجمالاً إلى وحوش منزلية في فترة بسيطة حتى الوصول إلى الأهداف المرجوة منهم من خلال تغيير بعض استراتيجيات ومهارات التواصل للتعامل معهم.يعُد الاستماع الفعال أهم مهارة ممكن من الأسر أن يتحلوا بها، فعند الاستماع لهم نجد صعوبة في التعامل مع نقدهم المستمر، وصعوبة في فهم عقلياتهم المزدوجة التي تأثرت من وسائل التواصل الاجتماعي والاختلاط مع البيئات المختلفة من الأصدقاء، هل لكم أن تتخيلوا هذه المرحلة والفئة العمرية التي لا يحبون ما يفعلون ولا ما تنصحون به كأولياء أمور، حينها فقط تنبثق منهم ردود فعل دفاعية بشكل أقوى من ما يمكنكم تخيله سواء تعليقات سلبية أو تصرفات متهورة تقلقكم وتزعجكم، وإن لم يحصلوا على ما يريدون يكون الأمر محبطاً لهم للغاية، بينما الأمور من الممكن أن تكون أكثر سهولة بالاستماع لهم وأخذ أفكارهم بعين الاعتبار.يلوم الجميع المراهقين، ولكن من الممكن أن نكون نحن من زرعنا فيهم هذه العقد النفسية، لا سيما عندما نوجه لهم دائماً أصابع الاتهام والإلحاح الدائم الذي جعلهم يشعرون برغبة الهرب من المسؤوليات والانضباط، فولي الأمر دائماً لديه السلطة لإصدار أمر مباشر على أن يتم تنفيذه على الفور، لكن هل دائماً الأمور تسير على ما تريد؟ لماذا لا تلجؤون إلى طرق أفضل بالنسبة لهم؟ في بعض المواقف العصيبة بدلاً من حرق شخصية الأب أو الأم أمامهم، قد تكون هناك أساليب أحدث يتم الاتفاق عليها مثلاً إرسالهم إلى مكان يمكنهم فيه المشاركة في نوع من المنافسة، وتبديد طاقتهم في الفوز بشيء مثل صالات الرياضة أو النوادي الشبابية. وعند عودتهم فإن معظم عدوانهم السلوكي سيكون قد تبدد.إن قمع عفوية وأفكار المراهق مثل الضغط على غطاء القدر وهو يغلي الحليب، فهو ببساطة لا ينجح، بل يخلق فوضى رهيبة، ويتورط بها الجميع وتعود الأسرة كاملة إلى دوامة توتره وضغطه، فإنهم لا يخافون من الصراعات والمشاحنات ، وعندما يتم انتقاده الدائم أمام الأقارب أوفي وجود الآخرين فلن يكون مشهداً رائعاً، علاوة على ذلك ستصبح شخصيته دفاعية بشكل لا يصدق ولن تحقق كولي أمر شيئاً على الإطلاق، ولكن مع منحه مهام جديدة سواء الاعتماد عليه أو توكيله بمسؤوليات جديدة مثل شراء الحاجات الناقصة في المنزل أو إدارة ميزانية محددة له لمصروفات المنزل، توقع التنفيذ المثالي منه فهو يريد إبراز شخصيته بأي طريقة.وأختتم ما سبق، أن دعم وتشجيع المراهقين على ممارسة هواياتهم أو تنمية مواهبهم تساعدهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم شعوراً بالإنجاز، وان تكونوا قدوةً حسنة لهم من خلال التصرفات المسؤولة وإظهار شخصيتكم بالقيم الإيجابية تبني شخصيات فعالة وبنَاءة، فالتواصل الجيد والدعم المستمر هما المفتاح لبناء علاقة قوية ومستدامة معهم، مما يسهم في تنشئة جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة واقتدار.
يجد أغلبية أولياء أمور أن أبناءهم المراهقين هم تحدٍ كبير يعانون منه، ونظراً للتغيرات الجسدية والنفسية التي يمرون بها في هذه المرحلة، من خلال فرض آرائهم الشخصية والسيطرة على جميع الأمور والنظرة السوداوية على جميع أفراد العائلة، (فلا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب)، ومساعدتهم على اجتياز هذه الفترة الحساسة بسلام ودبلوماسية، يتحتم علينا مواكبة هذه المخلوقات التي تحولت من أطفال تشع براءة وجمالاً إلى وحوش منزلية في فترة بسيطة حتى الوصول إلى الأهداف المرجوة منهم من خلال تغيير بعض استراتيجيات ومهارات التواصل للتعامل معهم.يعُد الاستماع الفعال أهم مهارة ممكن من الأسر أن يتحلوا بها، فعند الاستماع لهم نجد صعوبة في التعامل مع نقدهم المستمر، وصعوبة في فهم عقلياتهم المزدوجة التي تأثرت من وسائل التواصل الاجتماعي والاختلاط مع البيئات المختلفة من الأصدقاء، هل لكم أن تتخيلوا هذه المرحلة والفئة العمرية التي لا يحبون ما يفعلون ولا ما تنصحون به كأولياء أمور، حينها فقط تنبثق منهم ردود فعل دفاعية بشكل أقوى من ما يمكنكم تخيله سواء تعليقات سلبية أو تصرفات متهورة تقلقكم وتزعجكم، وإن لم يحصلوا على ما يريدون يكون الأمر محبطاً لهم للغاية، بينما الأمور من الممكن أن تكون أكثر سهولة بالاستماع لهم وأخذ أفكارهم بعين الاعتبار.يلوم الجميع المراهقين، ولكن من الممكن أن نكون نحن من زرعنا فيهم هذه العقد النفسية، لا سيما عندما نوجه لهم دائماً أصابع الاتهام والإلحاح الدائم الذي جعلهم يشعرون برغبة الهرب من المسؤوليات والانضباط، فولي الأمر دائماً لديه السلطة لإصدار أمر مباشر على أن يتم تنفيذه على الفور، لكن هل دائماً الأمور تسير على ما تريد؟ لماذا لا تلجؤون إلى طرق أفضل بالنسبة لهم؟ في بعض المواقف العصيبة بدلاً من حرق شخصية الأب أو الأم أمامهم، قد تكون هناك أساليب أحدث يتم الاتفاق عليها مثلاً إرسالهم إلى مكان يمكنهم فيه المشاركة في نوع من المنافسة، وتبديد طاقتهم في الفوز بشيء مثل صالات الرياضة أو النوادي الشبابية. وعند عودتهم فإن معظم عدوانهم السلوكي سيكون قد تبدد.إن قمع عفوية وأفكار المراهق مثل الضغط على غطاء القدر وهو يغلي الحليب، فهو ببساطة لا ينجح، بل يخلق فوضى رهيبة، ويتورط بها الجميع وتعود الأسرة كاملة إلى دوامة توتره وضغطه، فإنهم لا يخافون من الصراعات والمشاحنات ، وعندما يتم انتقاده الدائم أمام الأقارب أوفي وجود الآخرين فلن يكون مشهداً رائعاً، علاوة على ذلك ستصبح شخصيته دفاعية بشكل لا يصدق ولن تحقق كولي أمر شيئاً على الإطلاق، ولكن مع منحه مهام جديدة سواء الاعتماد عليه أو توكيله بمسؤوليات جديدة مثل شراء الحاجات الناقصة في المنزل أو إدارة ميزانية محددة له لمصروفات المنزل، توقع التنفيذ المثالي منه فهو يريد إبراز شخصيته بأي طريقة.وأختتم ما سبق، أن دعم وتشجيع المراهقين على ممارسة هواياتهم أو تنمية مواهبهم تساعدهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم شعوراً بالإنجاز، وان تكونوا قدوةً حسنة لهم من خلال التصرفات المسؤولة وإظهار شخصيتكم بالقيم الإيجابية تبني شخصيات فعالة وبنَاءة، فالتواصل الجيد والدعم المستمر هما المفتاح لبناء علاقة قوية ومستدامة معهم، مما يسهم في تنشئة جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة واقتدار.