تثير زيارة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى ألمانيا جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية التي ضغطت من أجل الحد من أهمية زيارة الرئيس الذي يوصف بـ"الشعبوي"، واختزال اجتماعه المنتظر اليوم الأحد مع المستشار الألماني أولاف شولتز إلى "لقاء عمل" لا يتعدى ساعة واحدة.ووفقًا للتقارير، أُلغي استقبال ميلي باستعراض حرس الشرف العسكري، كذلك أُلغي المؤتمر الصحفي المشترك في اللحظة الأخيرة، وفي المقابل، تم الإبقاء فقط على جلسة تصوير قصيرة في بداية المحادثة.ويقوم ميلي بجولة أوروبية قادته إلى إسبانيا أمس السبت، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا.وأشارت إذاعة فرنسا الدولية في تقرير لها إلى أنّ ميلي لم يلتق في مدريد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.ورأت الإذاعة أن هناك تعارضًا وتناقضًا بين ميلي الذي وصفته بـ"اليميني المتطرف" وشولتس، "الديمقراطي الاشتراكي الألماني الهادئ" وفق تعبيرها.وقال ستيفن هيبستريت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه "منذ توليه منصبه، عقد ميلي عددًا قليلاً جدًا من المؤتمرات الصحفية، لقد امتثلنا أخيرًا لرغباته".وأضاف "إنها زيارة عمل قصيرة جدًا، وستستمر، وفقًا لرغبة الرئيس الأرجنتيني نحو ساعة".ميدالية ومظاهراتوحصل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي على ميدالية من مؤسسة "فريدريش أوغست فون هايك"، في مدينة هامبورغ الألمانية، أمس السبت، فيما تظاهر المئات من المحتجين خارج الموقع ضد زيارته.والمؤسسة التي منحت الجائزة، تصنف على أنها نيوليبرالية وقريبة من اليمين الشعبوي الألماني.كما تحركت الجماعات اليسارية الألمانية في خارج المقر لإظهار معارضتها لوصول الرئيس الأرجنتيني، بحسب ما ذكرت قناة الإذاعة والتلفزيون الألمانية "دويتشه فيله".وحضر نحو 200 من أنصاره المراسم، من بينهم بياتريكس فون شتورش، النائبة البرلمانية عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.وأشار تقرير إذاعة فرنسا الدولية إلى أنّ العلاقات التجارية بين البلدين لا تزال "ضعيفة".وعلى الرغم من أن ألمانيا صدرت ما يزيد على 3 مليارات دولار من البضائع إلى الأرجنتين في العام 2022، معظمها من الأدوية ومنتجات السيارات، فإن أوروبا ليست سوى سوق هامشية بالنسبة للأرجنتين.ولكن الوضع قد يتغير في المستقبل، فالتربة الأرجنتينية مليئة بالليثيوم، الذي تحتاج إليه صناعة السيارات الألمانية بشدة لضمان انتقالها إلى الكهرباء، وهذا أحد العناصر التي رجحت الكفة لإقناع المستشار الألماني باستقبال خافيير ميلي، وفق التقرير.اتفاق اقتصاديولكن الأصوات الاحتجاجية ارتفعت، وتطالب منظمات مختلفة برلين بعدم إبرام اتفاق اقتصادي مع خافيير ميلي "دون الحصول في المقابل على ضمانات لحقوق الإنسان والبيئة" وفق تعبيرها.وتجدر الإشارة إلى أن مايلي الذي يصف نفسه بأنه "رأسمالي لاسلطوي"، كان ظهر في حملته الانتخابية لرئاسة الأرجنتين وهو يحمل منشارًا كهربائيًا يصدر صوتًا عاليًا، ووصف أعضاء البرلمان الذين لا يروقون له بأنهم "جرذان" وهاجم "الطبقة (السياسية)" التي تشكلت في الفترة الأخيرة في بلاده. وتعاني الأرجنتين، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكيا الجنوبية، من الركود حاليًا، وتواجه تحديات تشمل جهاز الدولة المتضخم، وانخفاض الإنتاجية الصناعية، واقتصاد ظل كبير يقوض عائدات الضرائب.وساهمت تدابير تقشفية أصدرها ميلي الذي تولى الرئاسة في كانون الأول/ ديسمبر في إبطاء وتيرة التضخّم ولكنّها ألحقت ضررًا كبيرًا بالأنشطة الاقتصادية التي زادت الفقر والبطالة.