وسط موجات الحر الشديدة التي يشهدها العالم حالياً، ومحاولات البشر للتخفيف منها والتغلب عليها، فليس هناك ما يرطب الأجواء أكثر من الاحتفال باليوم العالمي للتبريد، والذي يصادف 26 يونيو/حزيران من كل عام، وسط امتنان لمن أسهم في اختراع أجهزة التبريد التي أصبحت ركناً أساسياً في حياة الإنسان.وعلوم التبريد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة الحديثة، حيث يتحول الطقس الحار إلى رطب صالح للعيش، وكذلك يساعد على حفظ الأطعمة الطازجة والأدوية والضروريات العديدة اللازمة للحفاظ على الحياة والصحة.وتم اختيار 26 يونيو لأنه يصادف يوم ميلاد اللورد كلفن، وهو عالم رياضيات وفيزيائي رياضي ومهندس ساهم في تطوير مقياس درجات الحرارة.وقد تطور تاريخ الإنسان للتعامل مع التبريد، عن طريق استخدام الغرف البعيدة عن الشمس، أو أكياس الثلج، وخزائن الأسلاك القديمة، فضلاً عن التعليب وغيره.التبريد والثلوجوقد تم تطبيق أول طريقة تبريد صناعية معروفة بواسطة ويليام كولين في جامعة جلاسكو في اسكتلندا عام 1756. وفي منتصف القرن التاسع عشر، كان الجليد منتجاً تصديرياً للولايات المتحدة الأمريكية. ثم ظهر «ملك الجليد»، حيث عمل فريدريك تيودور من نيو إنجلاند على منتجات العزل الحراري لنقل الجليد لمسافات طويلة مع السفن. وفي عام 1805، حاول المخترع الأمريكي أوليفر إيفانز إنتاج دورة تبريد لضغط البخار.وفي عام 1820، طور العالم البريطاني مايكل فاراداي نظاماً عالي الضغط ودرجة حرارة منخفضة من الأمونيا السائلة والغازات الأخرى. في عام 1834، حصل جاكوب بيركنز على براءة اختراع لدورة التبريد الأولى. ثم حصل جيمس هاريسون على براءة اختراع لأول آلة ثلج تجارية في عام 1854. كما حصل العالم الفرنسي فرديناند كاريه على براءة اختراع أول آلة لصناعة الثلج في فرنسا عام 1859، ومن الولايات المتحدة بعدها بعام واحد، وفي عام 1962، عرض آلته في معرض لندن العالمي.مخترع التكييفومكيف الهواء يعود في الأساس إلى الأمريكي ويليس كارير، وقد ولد في 26 نوفمبر 1876، وحصل على درجة الهندسة من جامعة كورنيل في عام 1901. وفي عام 1902 بعد عام من تخرجه استطاع تصميم أول نظام حديث لتكييف الهواء، وقد جاء الإيحاء بهذا الاختراع من خلال منصة القطارات في مدينة بيتسبرغ، حيث كان كارير ينتظر القطار هناك ذات مساء من عام 1902 ولاحظ كمية الضباب الكثيف، وفكر أنه يمكن تقليله من خلال تجفيف الهواء بتمريره في الماء. وبمجرد أن ركب القطار اختمرت لديه فكرة بأنه يمكن السيطرة على الحرارة والرطوبة، وهذا ما قاده لاختراع المكيف، عن طريق التحكم في رطوبة الجو.وبعد عام أكمل اختراعه. وفي عام 1911 طور كارير من نظام أجهزة الضغط في التبريد وطور اختراعه، وفي عام 1915 كان قد أسس شركة كارير التي تعمل في أجهزة التبريد.وأدى اختراع كارير للمكيف إلى ازدهار الاقتصاد والصناعات، بحيث غيّر في العديد من الظروف المطلوبة للتصنيع والتطوير في مجالات الحياة المختلفة. واستطاع أن يقود البشرية إلى فجر جديد، بهذا التطور الكبير في الصناعات، من السلع المخبوزة إلى الصناعة المتقدمة، وحيث مكّن هذا التحكم الدقيق في درجة الحرارة والرطوبة مراكز التسوق وأجهزة الكمبيوتر والخوادم التي تشغل الإنترنت اليوم من العمل بكفاءة. ومنذ وقت مبكر فقد اعترف ويليس كارير، بأن متطلبات المناخ والراحة والإنتاج سوف تحدد قيمة تكييف الهواء، وكان قد بدأ بموزعين محليين ثم طوّر شبكته لتشمل أوروبا وآسيا وعبر الحدود إلى كافة العالم.
لايف ستايل
في اليوم العالمي للتبريد.. «قصة» اختراع التكييف والثلاجة
26 يونيو 2024