أميرة صليبيخ
«أن تتوقع من العالم أن يعاملك بعدل لأنك إنسان صالح، أشبه بأن تتوقع ألا يهاجمك ثور هائج لأنك نباتي!».كان هذا اقتباساً قرأته منذ «عصر المنتديات» قبل عشرين عاماً ولا زلت أحفظه وأذّكر نفسي به في مختلف المواقف، حتى أُرسي قواعد ثابتة للتفكير في حياتي بحيث لا أضع توقعات عالية تجاه أحد ولا أوقع نفسي ضحية لخيبات الأمل.وقد منحتني تلك المقولة نوعاً من السلام الداخلي والتصالح مع العالم المليء بالثيران الهائجة التي تحاول – لو لا رحمة الله- بأن تتعدى على الآخرين دون مبرر أو سبب واضح. فكونك شخصاً طيباً لن يمنع رذاذ الشر والأذى من أن يطالك، بل قد يجعلك لقمة سائغة له.ولأني من جيل نشأ على مبدأ أن عمل الخير منجاة، وأن النية الطيبة هي ما ينتشلك من أحلك المواقف - لأنك تتعامل مع الله سبحانه- فلهذا السبب نشعر بالطمأنينة التامة في كل موقف. فالله سيجازيك بالمثل وأكثر. فحتى إن جحدك أقرب الناس وأساؤوا إليك ولم يكونوا كما توقعت، فأنت تعلم أن هناك محامياً عظيماً يدبر أمرك ويقتص لك حقك ويجزيك على فعلك.عليك أن تدرك أن الحياة لا تُحسن محاباة أحد، والتزامك بمبادئك لا يعني أن تجد من يصفق لك عليها. لسنا في المدينة الفاضلة ولا نعيش مع ملائكة، بل نعيش مع خليط عجائبي من البشر يصعب التنبؤ بردود أفعالهم. فالتخلي عن تعليق الآمال عليهم وإرهاق نفسك بالأوهام هو نجاة لك ولهم أيضاً. فالأم التي تتوقع أن يبرها ابنها الوحيد لآخر العمر وألا ينشغل عنها بزوجته وأبنائه تصاب بخيبة أمل كبرى عندما تجد الحياة أخذت منحى آخر وأنها ربما لم تعد أولوية في حياته. وهنا فقط سيسقط على رأسها سقف توقعاتها لأنه كان عالياً جداً وغير متوازن أو منطقي.وقس على ذلك باقي المواقف في الحياة. فالآخرون لم يخلقوا حتى يعيشوا وفق توقعاتك. هذه التوقعات مرهقة ومزعجة ومع الوقت تخلق نفوراً في نفوس من حولك. التوقعات مجرد قيد اتخذ شكلاً مختلفاً وتسمية أخرى ألطف.والدرس المهم الذي عليك مع الوقت تعلمه جيداً هو أن تعيد ضبط بوصلة توقعاتك، وتتعلم أن تتوازن فيما تريده منهم وما تمنحه إياه في المقابل، حتى لا تخسرهم ولا تخسر نفسك أيضاً.السقف الوحيد الذي عليك أن تسعى لرفعه هو سقف توقعاتك بالله فقط. «فما ظنكم برب العالمين»؟
«أن تتوقع من العالم أن يعاملك بعدل لأنك إنسان صالح، أشبه بأن تتوقع ألا يهاجمك ثور هائج لأنك نباتي!».كان هذا اقتباساً قرأته منذ «عصر المنتديات» قبل عشرين عاماً ولا زلت أحفظه وأذّكر نفسي به في مختلف المواقف، حتى أُرسي قواعد ثابتة للتفكير في حياتي بحيث لا أضع توقعات عالية تجاه أحد ولا أوقع نفسي ضحية لخيبات الأمل.وقد منحتني تلك المقولة نوعاً من السلام الداخلي والتصالح مع العالم المليء بالثيران الهائجة التي تحاول – لو لا رحمة الله- بأن تتعدى على الآخرين دون مبرر أو سبب واضح. فكونك شخصاً طيباً لن يمنع رذاذ الشر والأذى من أن يطالك، بل قد يجعلك لقمة سائغة له.ولأني من جيل نشأ على مبدأ أن عمل الخير منجاة، وأن النية الطيبة هي ما ينتشلك من أحلك المواقف - لأنك تتعامل مع الله سبحانه- فلهذا السبب نشعر بالطمأنينة التامة في كل موقف. فالله سيجازيك بالمثل وأكثر. فحتى إن جحدك أقرب الناس وأساؤوا إليك ولم يكونوا كما توقعت، فأنت تعلم أن هناك محامياً عظيماً يدبر أمرك ويقتص لك حقك ويجزيك على فعلك.عليك أن تدرك أن الحياة لا تُحسن محاباة أحد، والتزامك بمبادئك لا يعني أن تجد من يصفق لك عليها. لسنا في المدينة الفاضلة ولا نعيش مع ملائكة، بل نعيش مع خليط عجائبي من البشر يصعب التنبؤ بردود أفعالهم. فالتخلي عن تعليق الآمال عليهم وإرهاق نفسك بالأوهام هو نجاة لك ولهم أيضاً. فالأم التي تتوقع أن يبرها ابنها الوحيد لآخر العمر وألا ينشغل عنها بزوجته وأبنائه تصاب بخيبة أمل كبرى عندما تجد الحياة أخذت منحى آخر وأنها ربما لم تعد أولوية في حياته. وهنا فقط سيسقط على رأسها سقف توقعاتها لأنه كان عالياً جداً وغير متوازن أو منطقي.وقس على ذلك باقي المواقف في الحياة. فالآخرون لم يخلقوا حتى يعيشوا وفق توقعاتك. هذه التوقعات مرهقة ومزعجة ومع الوقت تخلق نفوراً في نفوس من حولك. التوقعات مجرد قيد اتخذ شكلاً مختلفاً وتسمية أخرى ألطف.والدرس المهم الذي عليك مع الوقت تعلمه جيداً هو أن تعيد ضبط بوصلة توقعاتك، وتتعلم أن تتوازن فيما تريده منهم وما تمنحه إياه في المقابل، حتى لا تخسرهم ولا تخسر نفسك أيضاً.السقف الوحيد الذي عليك أن تسعى لرفعه هو سقف توقعاتك بالله فقط. «فما ظنكم برب العالمين»؟