إن الأسواق القديمة في مملكة البحرين لها أهميتها السياحية والاقتصادية لما تعكسه من هوية تاريخية وتراثية وثقافية تجذب السائح والمستثمر لذا كانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بإطلاق خطة متكاملة لإعادة تطوير المنطقة التاريخية لسوق المنامة للمحافظة على هويتها التاريخية والثقافية والتي تأتي في سياق الأمر الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بوضع خطة عمل للمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني مملكة البحرين والذي سيعزز من الاستراتيجية السياحية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة لتكون وجهة سياحية بارزة ومتميزة.إن هذه التوجيهات السامية جاءت كالبلسم لإعادة إحياء الحركة من جديد وبصورة حديثة ومطورة بعد الحادث العارض الذي تعرض له سوق المنامة العريق حيث الحريق الكبير والذي كان إشعاراً خطيراً ومهماً في وقت كان فيه سوق المنامة بحاجة ماسة للتغير والتطوير لمواكبة كل جديد في النهضة العصرية، حيث يأتي ذلك تباعاً لما حدث من حرائق في سنوات سابقة لكل من سوق المحرق - سوق القيصرية- القديم وسوق مدينة عيسى الشعبي وسوق واقف وغيرها من أسواق تعرضت لأضرار نتيجة الحرائق المفاجئة للجميع والتي تم إعادة إحيائها باهتمام القيادة وحرصها الشديد على مدى أهمية مثل هذه المواقع وما تشكله من أهمية بالنسبة للوطن والمواطن.إن الأسواق القديمة دائماً ما تكون بحاجة للمتابعة والتطوير للنهوض بالمستوى التنموي والعصري فيها لتواكب مختلف التغيرات التي تحدث في المملكة والنهضة العصرية، لذا كانت التوجيهات السامية لإعداد خطة متكاملة لإعادة تطوير المنطقة القرار الحاسم الذي وجه مؤشر البوصلة للبدء في معالجة الكثير من القضايا التي تعرضت لها هذه الأسواق في الماضي من حرائق بأسباب مختلفة وإن اختلفت المناطق والأسواق إلا أنها قد تكون الأسباب واحدة فقد يكون منها التماس الكهربائي أو الإهمال وعدم الاهتمام بوجود عوامل الأمن والسلامة والتزاحم والبناء القديم وغيره من الأسباب التي قد تسببها العمالة في المحال التجارية أو قد تكون عوامل أخرى مجهولة فتوجيهات القيادة عُدت ضرورة حاسمة لعدم تشتت الجهود .إن الأسواق القديمة التي تخدم شريحة كبيرة من التجار ويستفيد منها عدد كبير من المواطنين والسواح لا بد أن تكون منطقة أمنة وواقعة تحت الأنظار وبها من عوامل الأمن والسلامة لمتابعة ما يحدث فيها من إهمال قد يسبب الضرر للجميع حيث تقع المسؤولية و أن تكون هناك دوريات مستمرة من المسؤولين المعنيين وأصحاب الشأن والتفتيش المستمر للتأكد من اتباع عوامل الأمن والسلامة في المحال التجارية وحفظ وتخزين المواد التجارية والاستهلاكية بطريقة آمنة وغيرها السكنية إن وجدت في المنطقة حيث البيئة السكنية الصالحة فيما يخص الجوانب المتعلقة بالكهرباء والسكن والطرق والمباني السكنية وأسلوب العيش فيها .لذا نرجو أن يتم الاستفادة من توجيهات القيادة الحكيمة الواعية الرصينة بوضع خطة آمنة شاملة كاملة وافية لكل متطلبات المنطقة واحتياجاتها لما لسوق المنامة من ممرات وزرانيق عديدة ومتفرعة ومحال تجارية مترافقة ومتوالية ومتنوعة من مواد تجارية استهلاكية وغيرها من مستلزمات يحب السائح الخليجي وغيره في اقتنائها والتي تعكس الهوية البحرينية والخليجية. حتى لا تضيع هذه الفرصة التي تحتاج إلى الكثير من الجهود المتنوعة والمتعددة الجهات المتخصصة لتحديد بداية العمل وعلى وجه السرعة نظراً لأهمية المكان والموقع .