عواصم - (وكالات): استبعد جورج صبرة نائب رئيس وفد المعارضة التفاوضي السوري، إجراء محادثات سلام مع الحكومة - حتى لو كانت غير مباشرة - قبل وقف الضربات الجوية الروسية ورفع حصار النظام للمناطق المدنية، فيما قالت مصادر المعارضة السورية إنها سيطرت على مواقع لنظام الرئيس بشار الأسد في بلدة حرستا ومرج السلطان في ريف دمشق بعد معارك مع قوات النظام، في حين واصل الطيران الروسي غاراته بمناطق متفرقة موقعاً 27 قتيلاً من المدنيين في الرقة شمال البلاد، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أي حشد للقوات قرب الحدود التركية مع سوريا بعد معلومات عن تحركات لجنود روس في مطار القامشلي. وقال صبرة إن من المقرر بحث الجهود الدبلوماسية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم. وأكد كيري أن المحادثات ستعقد في جنيف الأسبوع القادم، لكنه قال إنها لن تكون مباشرة، في حين أكدت الحكومة السورية المدعومة من روسيا استعدادها للمشاركة. وذكر صبرة بشأن شكل المحادثات، «نحن لا يهمنا شكل المفاوضات لكن يجب أن تهيأ الظروف والمناخات المناسبة» لإجرائها. بدوره، أكد رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض أسعد الزعبي أن المفاوضات مع وفد النظام السوري أجلت إلى يوم 29 يناير الحالي. وقال الزعبي إن روسيا تضع عراقيل سعياً لإلغاء المفاوضات.في المقابل، جدّدت موسكو انتقاداتها لتركيبة وفد المعارضة، وقال متحدث دبلوماسي روسي إن بلاده ستدعم وفداً بديلاً من المعارضة للتفاوض مع حكومة بشار الأسد إذا لم يتم تعديل الوفد الحالي، أو إذا قاطع المفاوضات. وكانت وكالة رويترز نقلت قبل ذلك عن دبلوماسي روسي قوله إن هناك اتفاقاً روسياً أمريكياً على عقد المفاوضات السورية قبل نهاية الشهر الحالي، وربما الجمعة المقبل. من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن المعارضة السورية التي انبثقت عن مؤتمر الرياض الشهر الماضي هي مجموعة شرعية وموسعة جداً وتمثل الجميع.من جهته قال الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني إنه لا بد من تمثيل الأكراد في محادثات السلام، وإلا فإنها ستبوء بالفشل. أما المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فأكد أن الحديث عن السلام بات أكثر من ضروري لمواجهة ما وصفه بوحش تنظيم الدولة «داعش». في السياق ذاته، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله إن محادثات السلام التي تعقد بوساطة دولية بشأن الأزمة السورية بين الحكومة والمعارضة قد تبدأ الخميس المقبل. ونقلت الوكالة عنه القول إن تأخير بدء المحادثات التي كان يفترض أن تبدأ يوم 25 الشهر الحالي سببه حالة من الغموض بشأن تشكيل الوفد السوري المعارض. من ناحية اخرى، قالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن الكرملين نفى تقريراً إعلامياً بأن مبعوثاً للرئيس فلاديمير بوتين طلب من الأسد التنحي العام الماضي. وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» الامريكية قالت في تقرير لها إن رئيس المخابرات الحربية الروسي سافر إلى دمشق نهاية العام الماضي ليطلب من الأسد التنحي لكن طلبه قوبل بغضب. وفي تطور آخر، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من اي حشد للقوات قرب الحدود التركية مع سوريا بعد معلومات عن تحركات لجنود روس في مطار القامشلي. من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي في برلين عقب محادثات مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إن تركيا تبذل قصارى جهدها لاستئصال شأفة الهجرة غير الشرعية لأوروبا ولكنها تبقي على سياسة الباب المفتوح للاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا. وتؤوي تركيا حالياً نحو 2.2 مليون سوري.