إقتصاد

حاجي: الذكاء الاصطناعي يحول قطاع اللوجستيات إلى صناعة أكثر كفاءة وموثوقية


هبة محسن

أكد الباحث وخبير الذكاء الاصطناعي الإقليمي رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي د. جاسم حاجي أن القطاع اللوجستي يعد أحد القطاعات التي شهدت تحولاً كبيراً بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين سلاسل التوريد، ويساعد الشركات في اتخاذ قرارات أكثر ذكاء، وتحويل اللوجستيات إلى صناعة أكثر كفاءة وموثوقية.

وقال حاجي: «يستخدم الذكاء الاصطناعي خوارزميات متقدمة في اللوجستيات، وتقنيات تعلم الآلة؛ لتعزيز سلسلة التوريد بأكملها، ابتداء من التصنيع إلى التسليم، حيث إن السرعة في حركة السلع والخدمات له أهمية كبيرة في القطاع اللوجيستي، مما يحفز الشركات على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتوقع الطلب، وإدارة المخزون، وتسهيل المسارات، وضمان التسليم في الوقت المناسب، وذلك من خلال تحليل مجموعة بيانات كبيرة».

وذكر أن أحد أبرز المساهمات للذكاء الاصطناعي في اللوجستيات هو تحسين سلسلة التوريد، التي كانت تُدار تقليدياً باستخدام البيانات التاريخية والعمليات اليدوية، مما يجعل سلاسل التوريد عرضة لعدم الكفاءة والأخطاء، مشيراً إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات بيانات ضخمة وبيانات فورية من مصادر متعددة، مثل توقعات المبيعات وظروف الطقس وسلوك المستهلكين وأنماط حركة المرور، لتوقع اضطرابات محتملة وتوقع الطلبات، كما يمكنه تحسين سلسلة التوريد بأكملها، وتحديد العقبات والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، وتمكين مسارات نقل فعالة، مما يوفر الوقت ويقلل من استهلاك الوقود.

وقال رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي أن التسعير الديناميكي يعد من التطبيقات المبتكر للذكاء الاصطناعي في اللوجستيات، حيث تقيّم خوارزميات الذكاء الاصطناعي اتجاهات السوق وتكاليف الوقود، والسعة المتاحة، وتقلبات الطلب، وأسعار المنافسين؛ لضبط الأسعار في الوقت الحقيقي، مبيّناً أنه خلال مواسم الذروة أو الاضطرابات غير المتوقعة، على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي زيادة الأسعار بشكل ديناميكي؛ لإدارة الطلب بكفاءة، وضمان تخصيص الموارد بشكل فعال، وعلى الجانب المقابل، يمكنه خفض الأسعار خلال فترات السكون لجذب المزيد من العملاء، مما يضمن تدفقا مستمرًا للأعمال، معتبراً أن هذه المرونة تضمن للشركات تعزيز تنافسيتها من خلال تحقيق الإيرادات القصوى وتعزيز رضا العملاء عبر التسعير التنافسي.

وأضاف حاجي: «مع ارتفاع أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية، تبرز قيمة الوكلاء الافتراضيين في إدارة لوائح البضائع الخطرة، حيث يتطلب التعامل مع المواد الخطرة الامتثال الصارم بمعايير وإجراءات السلامة، التي قد تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً.

ويمكن كذلك للوكلاء الافتراضيين معالجة كميات هائلة من البيانات التنظيمية، وتقديم إرشادات دقيقة بشأن التعامل والتخزين والنقل للمواد الخطرة، مما يضمن الامتثال لاشتراطات السلامة، ويقلل من مخاطر الحوادث، ويتجنب العقوبات المكلفة. كما يمكن أن يكون هؤلاء الوكلاء الافتراضيون متاحين على مدار الساعة، وتقديم إرشادات فورية للموظفين، مما يقلل من الأخطاء البشرية، ويعزز السلامة العامة عبر سلسلة اللوجستيات».

وأوضح حاجي أنه على الرغم من الفوائد العديدة التي يحققها الذكاء الاصطناعي في القطاع اللوجستي، لكن على الجانب الآخر هناك بعض التحديات الرئيسية، من بينها على سبيل المثال: اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على توافر بيانات كافية وعالية الجودة، ومع تعقيد العمليات اللوجستية، تصبح عملية الحصول على بيانات موثوقة وشاملة أكثر تعقيداً، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المعلومات الحساسة بشأن عمليات التوريد والشحن يثير تحديات أمنية ومخاطر تتعلق بالخصوصية.