كشفت نور شهاب، رئيس نيابة الأسرة والطفل، خلال فعاليات الجلسة الحوارية للحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، والتي ضمت ممثلين عن النيابة العامة، ووزارة الداخلية، ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، وهيئة تنظيم الاتصالات، عن أن ابتزاز الأطفال واستغلالهم إلكترونياً لا يشكل ظاهرة في مملكة البحرين وفقاً للإحصائيات، والهدف من الحملة هو توعية الأطفال وأولياء أمورهم للوقاية من تعرض الطفل لمثل تلك الممارسات، خاصة وأن تواجد الأطفال في الفضاء الإلكتروني يستوجب تسليحهم بالوعي لما قد يتعرضون له من ممارسات غير مشروعة وحمايتهم منها، وأضافت أن مملكة البحرين تمتلك العديد من التشريعات الهامة والمستنيرة المتعلقة بالطفل وحماية حقوقه والمتعلقة بالجرائم الإلكترونية، وقد نخلص من هذه الحملة لتوصيات تتعلق بوضع أطر تنظيمية لاستخدام الأطفال للإنترنت تحول دون وصول المستغلين إليهم. هذا واستعرضت الرائد مهندس فوز محمد، رئيس وحدة حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني بوزارة الداخلية، أهم اختصاصات الوحدة في مجال حماية الطفل من الابتزاز والاستغلال الإلكتروني، بالإضافة إلى دور أولياء الأمور في الحد من هذا النوع من المخاطر وحماية أبنائهم وتعزيز فكرة الإبلاغ لدى الوحدة. كما سلطت الضوء على أهمية الأسرة في حماية الطفل من مخاطر الابتزاز والاستغلال كونها الدرع الحامي لهم. فوعي الأسرة وثقافتها ينعكس إيجاباً على الطفل وإدراكه لخطورة التطبيقات الإلكترونية والتعامل مع الغرباء عبر الفضاء الإلكتروني. وفي السياق ذاته أوضحت الأستاذة فخرية شبر، المكلفة بالإشراف على أعمال مركز حماية الطفل بوزارة التنمية الاجتماعية، أنه في خطوة استباقية يتم العمل على تعزيز الجانب الوقائي والنمائي للحد من امتداد المشكلة، انطلاقاً من أهمية نشر ثقافة حقوق وحماية الطفل وتوعية أولياء الأمور بآليات الحماية وإجراءات التبليغ الآمنة وجوانب التربية السليمة للأبناء، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال من الآثار النفسية والاجتماعية جراء وقوع الابتزاز الإلكتروني، إذ إن تلك الممارسات تصيب الطفل بالصدمة النفسية، والتي من شأنها أن تفقد الطفل الثقة بنفسه وشعوره بالإحباط والخوف والقلق والتوتر والعنف نحو الذات، كما يشعر الطفل بالخجل الذي يولد الانسحاب والعزلة الاجتماعية، وقد تراود الطفل بعد الأفكار الانتحارية، ومن الممكن إصابته أيضا باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب وغيرها، والتي تتطلب تدخلاً طبياً دوائي. وتناولت مي العازمي، رئيس مجموعة الإرشاد النفسي بوزارة التربية والتعليم، دور وزارة التربية والتعليم في توعية الطلبة بشكل عام، وخاصة عن طريق وضع مناهج تُدرب الطلبة والمعلمين والمختصين بمجال تقنية المعلومات واختصاصيي الإرشاد الاجتماعي على الاستراتيجيات والحلول من مخاطر التكنولوجيا مع التركيز على تنمية المهارات الحياتية، والتي تعزز القيم الأخلاقية والمبادئ والسلوك القويم لدى الطلبة لحمايتهم من كافة المخاطر، كما يتم توطيد العلاقة بين أسرة الطفل والمدرسة والمجتمع المحلي بهدف الارتقاء بالمستوى السلوكي والتربوي للأبناء، وذلك كدور وقائي توعوي من خلال الورش التدريبية والملتقيات التربوية ومجالس الآباء، بالإضافة إلى إعداد الأدلة الإرشادية للتوعية حول المشاكل السلوكية والنفسية والأكاديمية والأسرية والأساليب العلاجية والوقائية لأولياء الأمور واختصاصيي الإرشاد الاجتماعي والهيئة الإدارية والتعليمية بالمدارس. بالإضافة إلى الدعم النفسي والعلاجي للطلبة وأولياء الأمور من خلال التوجيه والإرشاد النفسي والأسري لهم. كما كشفت مي علي الغتم، مدير قسم الأمن الإلكتروني بهيئة تنظيم الاتصالات، إطلاق الهيئة مبادرة "الإنترنت الآمن" وهي مبادرة تُركز على عدة أهداف؛ من أهمها حماية الأطفال عبر الإنترنت وتمكين أولياء الأمور من استخدام الأدوات والأساليب اللازمة للدعم الفني، لضمان الاستخدام الآمن للإنترنت لأبنائهم. وأضافت أن من أهم المشاريع التي تعمل عليها الهيئة هي دراسة المراجعة الوطنية للسلامة عبر الإنترنت، والتي تؤدي إلى قياس مستوى الوعي عند الأطفال والوقوف على منظورهم للتهديدات التي يواجهونها عبر الإنترنت، وأن هذه الإحصائيات ترسم طريق العمل لمبادرة إنترنت آمن، وتؤدي إلى تحديد مواضيع للحملات التوعوية.كما أوضحت الطرق التي يمكن للآباء استخدامها لحماية أبنائهم؛ فكل جهاز أو تطبيق إلكتروني له خاصياته في التحكم بالمحتوى، مثل أدوات الرقابة الأبوية التي تسمح بتحديد المحتوى بناءً على عمر الطفل. بالإضافة إلى خاصية التحقق المزدوج، التي تعزز حماية البيانات الشخصية. وشددت على ضرورة استمرار ولي الأمر لمراقبة الأجهزة والمحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم.