بداية تعازينا للأشقاء قي سلطنة عمان قيادة وشعباً، ونسأل الله أن يرحم الذين استشهدوا جراء العملية الإرهابية التي استهدفت أحد المساجد، وأن يشفي الجرحى والمصابين. والله بات من المؤسف جداً أن نرى عمليات فيها استهداف لحياة البشر، واستهتار بقتل الأرواح من قبل جماعات تتخذ من الدين ستار للعمليات الإرهابية، وذريعة لإباحة هدر الدماء. حسب ما تداولته وكالات الأنباء، فإن تنظيم «داعش» الإرهابي تبنى العملية، وهذا يأتي ضمن سلسلة من الهجمات الإرهابية التي قامت بها هذه الجماعة المتطرفة، في وقت ديننا الإسلامي بريء من هذه الأفعال، ديننا القائم على السلام والمحبة وحسن الخلق والذي لم نجد يوما رسولنا الكريم يدعو فيه الناس للعنف وإرهاب الآخر والتعدي على البشر دون وجه حق. حتى الجاهلون بالدين، حتى غير الملتزمين تماما بتعاليمه، يعرفون تماماً أن الإسلام جاء ليجمع الناس ويوحد بينهم وليعزز القيم الإنسانية، يعلمون تماماً بأن المسلمين ساروا على نهج الرسول الكريم حتى في فتوحاتهم، فكانوا حينما يدخلون مدينة أو قرية أو بلدا لا يقتل فيها الأبرياء ولا تهدم صوامع وكنائس وأديرة، وكان كل من يدفع الجزية يمتلك حقوقا بأن يحميه المسلمون ولا يتطاولوا على حقوقه الإنسانية ولا العقائدية. اليوم يؤلم النفس ما يحصل، بل مزعج جداً أن يُقرن الإرهاب بأنه تنفيذ لتعاليم الدين! كيف يستقيم هذا المنطق؟! كيف يكون الذي يدعي التدين إرهابياً ويفرح بقتل مسلمين يعبدون الله وفي مساجده؟!من أنت أيها الإنسان حتى تبيح لنفسك الجلوس في موقع الله سبحانه -تنزه المولى- لتحكم على هذا بالكفر أو الإسلام، أو لتقرر بأن هذا في الجنة وذاك في النار؟! الله جل وعلا هو الوحيد الذي يمتلك هذا الحق، هو الذي يحيي ويميت، وهو علام الغيوب ويعرف خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو الذي يقرر بأن فلانا في الجنة وعلانا في الجنة. بل هو صاحب الحق بأن يغفر حتى للعاصي والكافر وأيا كان يدخله جنته، وهو صاحب الحق في أن يقرر دخول حتى المتدين النار. هذا هو حق رب العباد، فما بال العباد يقررون أن يتدخلوا في إرادة الله؟!طبعاً نقول ذلك باعتبار أن ما يتردد هو إباحة قتل البشر لمجرد اختلاف المذاهب، وهو أمر خطير جدا، بل أمر يجعل العالم بأسره ينظر للإسلام نظرة سوداوية ويصفه بـ«الإرهاب»، وهو وصف فيه من الظلم الجائر لدعوة خاتم الأنبياء والمرسلين، لدعوة الإنسان الذي سيرته ملأى بالأخلاق والتسامح وحب الناس والدعوة لله بالمعروف. أي مدع للتدين، وأي شخص يتدثر بالدين، يقبل بأن يؤذي مسلماً يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هو لا يمثل للإسلام، ولا يمت لديننا بصلة. ديننا العظيم الذي «كرم بني آدم» ووجه رسوله ليدعو إلى الله بـ«التي هي أحسن». الله سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين». هذا هو نهج الإسلام، ومن شذ عنه، فيحق لنا القول بأن «ديننا منه براء». رحم الله من استشهد في بيت من بيوت الله، وشفى المصابين ورد كيد المعتدين.