حنان الخلفان
كتب أحد الأدباء «لا يبوح الورد بحاجته للماء، أما أن يسقى أو يذبل في هدوء، ويموت في صمت»، وكثيرون ممن حولنا كالورود في تعففهم فتجدهم وهم أصحاب الحاجة تأبى عليهم كرامتهم أن يطلبوها، أصحاب الحاجة ليس فقط للمال، بل هناك من يريد يداً حانية تمتد وتعينه على النهوض، وهناك مكسور الخاطر مهموماً قد تكفيه منك كلمة طيبة أو أمل يستمد منه عوناً يشد من قوته أو استبشاراً يخفف عليه وطأة يومه.الله لا ينسى خيراً تقدمه أو هماً لمكروب فرجته أو قلباً كاد يبكي أسعدته، فعش حياتك على مبدأ» كن محسناً حتى وإن لم تلقَ إحساناً»، فلا يشترط في كل معروف تقدمه تخطيط طويل أو مدروس، فقط إمداد يد العون أو الكلمة الطيبة واستحضار النية لتسأل الله القبول، فالنبي (ص) يقول «على كل مسلم صدقة» فالرقيب على عملك هو الله..وسبب تخلفنا في بعض الأحيان إننا نرى أصحاب الحاجة هم الضعفاء، وهم لا في الواقع بل أرسلهم الله لنا ليرى أن كنا نريد أن نغرس الخير، فقيمة الإنسان عند ربه هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته، أما عن البركة فتحقق للمرء من الإنجازات والأعمال ما لا يستطيع غيره.لكن عندما نرى أصحاب الحاجة هم عمال توصيل أو عمال النظافة أو عمال البناء في هذا الصيف الحار يطلبون الماء أو المال، هل فكرت يوماً هل هو سعيد أو هناك ظروف قاهرة جعلته يعمل بشقاء وجهد، أو عندما نرى رب أسرة أو أرملة أو أي محتاج هل نعلم في الخفاء كيف يدبرون أمورهم المعيشية أو في فاتورة الكهرباء أو حتى قلقهم في مصاريف أبنائهم الدراسية وتجهيزاتهم خلال عطلة الصيف.أيها العازب أو يا من أكرمك الله من فضله، الوجاهة الحقيقية ليست «عند الناس»، فلا تهتم بمظهرك الخارجي فقط، وتهمل قلبك وروحك، فالوجاهة الحقة أن تكون وجيهاً عند الله وإن كان ذلك في الخفاء، أنظر إلى قيمتك عند الله عندما تهتم بصلاح أعمالك وصلاح قلبك، فالبعض يراك تقياً، وآخرون يرونك منحرفاً، وقد يراك آخرون وآخرون، ولكن أنت أدرى بنفسك، والله أعلم منك.وبصراحة.. السر الوحيد الذي لا يعلمه غيرك هو علاقتك بربك، فلا يغرك المادحون ولا يضرك القادحون، أجعل نفسك في كل عام أوسع صدراً ورحابة من عامك الذي مضى، دقَ الباب بيدك، فلعل خلف هذا الباب محتاج متعفف لم يقبل أن يسألك حاجته، فمهما توالت عليك الأزمات وعظمت مشاكلك فخزائن الله من صدقتك تدفع البلاء، يقول الإمام الشافعي (رحمه الله) قد مات قومٌ وما ماتت مكارمهم... وعاش قومٌ وهمُ في الناس أمواتُ.
كتب أحد الأدباء «لا يبوح الورد بحاجته للماء، أما أن يسقى أو يذبل في هدوء، ويموت في صمت»، وكثيرون ممن حولنا كالورود في تعففهم فتجدهم وهم أصحاب الحاجة تأبى عليهم كرامتهم أن يطلبوها، أصحاب الحاجة ليس فقط للمال، بل هناك من يريد يداً حانية تمتد وتعينه على النهوض، وهناك مكسور الخاطر مهموماً قد تكفيه منك كلمة طيبة أو أمل يستمد منه عوناً يشد من قوته أو استبشاراً يخفف عليه وطأة يومه.الله لا ينسى خيراً تقدمه أو هماً لمكروب فرجته أو قلباً كاد يبكي أسعدته، فعش حياتك على مبدأ» كن محسناً حتى وإن لم تلقَ إحساناً»، فلا يشترط في كل معروف تقدمه تخطيط طويل أو مدروس، فقط إمداد يد العون أو الكلمة الطيبة واستحضار النية لتسأل الله القبول، فالنبي (ص) يقول «على كل مسلم صدقة» فالرقيب على عملك هو الله..وسبب تخلفنا في بعض الأحيان إننا نرى أصحاب الحاجة هم الضعفاء، وهم لا في الواقع بل أرسلهم الله لنا ليرى أن كنا نريد أن نغرس الخير، فقيمة الإنسان عند ربه هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته، أما عن البركة فتحقق للمرء من الإنجازات والأعمال ما لا يستطيع غيره.لكن عندما نرى أصحاب الحاجة هم عمال توصيل أو عمال النظافة أو عمال البناء في هذا الصيف الحار يطلبون الماء أو المال، هل فكرت يوماً هل هو سعيد أو هناك ظروف قاهرة جعلته يعمل بشقاء وجهد، أو عندما نرى رب أسرة أو أرملة أو أي محتاج هل نعلم في الخفاء كيف يدبرون أمورهم المعيشية أو في فاتورة الكهرباء أو حتى قلقهم في مصاريف أبنائهم الدراسية وتجهيزاتهم خلال عطلة الصيف.أيها العازب أو يا من أكرمك الله من فضله، الوجاهة الحقيقية ليست «عند الناس»، فلا تهتم بمظهرك الخارجي فقط، وتهمل قلبك وروحك، فالوجاهة الحقة أن تكون وجيهاً عند الله وإن كان ذلك في الخفاء، أنظر إلى قيمتك عند الله عندما تهتم بصلاح أعمالك وصلاح قلبك، فالبعض يراك تقياً، وآخرون يرونك منحرفاً، وقد يراك آخرون وآخرون، ولكن أنت أدرى بنفسك، والله أعلم منك.وبصراحة.. السر الوحيد الذي لا يعلمه غيرك هو علاقتك بربك، فلا يغرك المادحون ولا يضرك القادحون، أجعل نفسك في كل عام أوسع صدراً ورحابة من عامك الذي مضى، دقَ الباب بيدك، فلعل خلف هذا الباب محتاج متعفف لم يقبل أن يسألك حاجته، فمهما توالت عليك الأزمات وعظمت مشاكلك فخزائن الله من صدقتك تدفع البلاء، يقول الإمام الشافعي (رحمه الله) قد مات قومٌ وما ماتت مكارمهم... وعاش قومٌ وهمُ في الناس أمواتُ.