بينما تسعى الحكومة الموقرة جاهدة إلى تحقيق أقصى ما يمكنها من تطلعات المواطنين نرى بعض الأشخاص يضعون العراقيل أمام دولاب قاطرة العمل الحكومي وقد يصل الأمر ببعضهم أن يلقي بجسده أمام تلك القاطرة حتى يوقفها بأي وسيلة أو على الأقل يضطرها للتعطل، غير مبالٍ بما يفعله راجياً الله أن تصيبه مصيبة فيصيح متباكياً بأنه قد ظلم.هذه العقليات للأسف لا تزال موجودة في مجتمعنا رغم ما نتمتع به من علم وتقدم حتى على مستوى دول المنطقة، فالجميع يعرف البحرين وأهلها بأنهم شعب المثقفين والمتنورين الذين بدؤوا التعليم قبل دول كثيرة في المنطقة، فمن أين يأتي هؤلاء الذين يسيؤون إلى وطنهم قبل أن يصلوا لمبتغاهم في الإساءة للعاملين في خدمته.بعض الإخوة والأصدقاء من دول الخليج الذين يعشقون البحرين ويأتون إليها بصفة شبه يومية أو أسبوعية، يسألونني عن مثل هذه «الندوب» و»البثور» السقيمة في جسد أهل البحرين الفتي، وضرورة التعامل معهم، فأرد عليهم بأننا في البحرين لا نستأصل أمراضنا بل نحاول علاجها بشتى أنواع العلاجات، وهذا ابتلاء من الله للبشر أن يتجرع كل منا المرض ولو مرة واحدة في الحياة.وكحال البشر تكون أحوال الدول، فقد ابتلانا الله بتلك البثور، فنحاول علاجها ثم تظهر فنرد نداويها ثم تظهر، ولا يسعنا في نهاية الأمر وخلال رحلة العلاج إلا أن ندعو الله بأن يمن علينا وعلى بلدنا الحبيب وشعبه الكريم بالشفاء والعافية والمعافاة من أمراض في صورة بشر.وقد يدرك أصحاب تلك المشكلات ومعرقلو مسيرة الوطن أنهم يتضررون أيضاً مما يفعلون، إلا أنهم يلهثون وراء أوهام لا وجود لها، فهم أشخاص أصيبوا بداء الإفشال والفشل والتعطيل والعطالة، ثم التظاهر بنشوة الانتصارات الوهمية.شركائي في الوطن من أهل الإفشال والتعطيل، نرجوكم جميعاً أن تستيقظوا من أوهامكم التي تعيشونها، فما تفعلونه قد يعطل القطار قليلاً لكنه سيعاود استكمال مسيرته، ولن يصيبكم من هذا إلا الضرر والفشل في تحقيق أهدافكم المريضة، وأنا أدعوكم للنظر من حولكم في أحوال دول أخرى وأن تحاولوا قراءة التاريخ لتعرفوا أن أمثالكم قد ماتوا بأمراضهم ولم يحققوا شيئاً وأن الشعب كل الشعب يساند القيادة وإجراءاتها السديدة من أجل إنهاء الملفات العالقة. وقد بدأت تلك المسيرة وشعر بها الكثيرون من المواطنين خلال الأشهر الماضية، قبل الانتقال إلى المرحلة القادمة من التسويات الجريئة.ونصيحة أخيرة، أن تتركوا عنكم تلك الخطابات التحريضية وتعودوا إلى حضن الوطن لتشاركوا في بنائه وحتى في الاعتراض والمعارضة، ولكن بالصيغ القانونية والدستورية التي ارتضاها واحتكم إليها الجميع، وكما يقول أهل الحكمة إن أخذ الحق حرفة، والساحة مفتوحة بأن يدلي كل بدلوه، ولكن شريطة الالتزام بمعايير المشاركة بالرأي واحترام آراء كل شركاء الوطن.* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية