في الحادي والعشرين من شهر يوليو من هذا العام شهد الصحفيون والكتاب البحرينيون والخليجيون تجمعاً فكرياً هاماً، إنه التجمع للاحتفال بتكريم الفائزين في جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، وقد كان هذا التجمع تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتتضمن الجائزة عشر فئات، إحدى هذه الفئات هي: فئة أفضل مشروع صحفي طلابي للجامعات، وهي جائزة مقتصرة على المواد المنشورة والمنتجة خلال العام (2023) في الصحافة المحلية وكليات وأقسام الصحافة والإعلام في الجامعات.وقد فاز بهذه الجائزة لهذا العام فريق من طلاب قسم الإعلام بالجامعة الأهلية بمملكة البحرين وضم هذا الفريق طلاباً بحرينيين وخليجيين. إن هذا الفوز يدل على جودة مخرجات التعليم للجامعة ومدى جودة إعداد الطلبة لسوق العمل، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقطاع الإعلام بسوق العمل كمهارات الكتابة، والتصميم، والتسويق وغيرها.وخلال شهر يوليو من عام 2024 شهدنا في هذه الجامعة معرضاً للوظائف المتاحة في سوق العمل ليستفيد منها طلبة الجامعة حيث افتتح المعرض من قبل سعادة وزير العمل السيد جميل حميدان، وقد شارك في هذا المعرض 72 مؤسسة من قطاعات تجارية متنوعة مثل قطاع الاتصال، والقطاع المصرفي، قطاع السيارات وغيرها، كما تضمن المعرض عرضاً للعشرات من فرص العمل للطلبة الخريجين، كما تطرح الشركات المشاركة في المعرض عروضاً للعديد من فرص التدريب للطلبة الخريجين وتأهيلهم للدخول في سوق العمل مما يضيق الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وحول هذا الموضوع أكد البروفيسور عبدالله الحواج رئيس الجامعة الأهلية على أهمية إعداد الطالب الجامعي لسوق العمل لذا تركز الجامعة على إكساب الطالب الجامعي مهارات متنوعة بدلاً من التركيز على إكسابه المعلومات، ومن هذه المهارات : مهارات في مجال الاختصاص، مثل: مجال الحاسوب، وإدارة الأعمال، والإعلام وغيرها، ومهارات العمل كمهارة العمل الفريقي، ومهارات القيادة، ومهارات الاتصال والتواصل، وتلك المهارات من شأنها ترفع من جودة مخرجات التعليم الجامعي.ويرى الحواج أن رفع جودة مخرجات التعليم الجامعي يستقطب الطلاب من مختلف الدول الخليجية والعربية سواء كانوا من الطلاب المواطنين أو المقيمين، مما يعزز السياحة التعليمية في مملكة البحرين، والذي ينعكس على تنمية الاقتصاد بشكل مباشر، من هنا تأتي أهمية الاهتمام بالطالب الدولي فهو ينعش الاقتصاد في قطاعات عدة مثل قطاع الفنادق، قطاع الطيران، قطاع تأجير السيارات، قطاع المطاعم، ناهيك عن قطاع التعليم. فالطالب الدولي يسهم في تضخيم الاقتصاد وإنعاشه في مملكة البحرين بنسبة تتراوح من عشرين إلى ثلاثين بالمئة سنوياً.وتعتبر البحرين بلداً تمتلك مقومات السياحة التعليمية بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط دول الخليج العربي، وتنوع وسائل النقل للسفر لها عبر الجو والبر والبحر، وكون أن الشعب البحريني شعب مضياف يتقبل الثقافات المختلفة، وسريع التأقلم مع الضيوف من مختلف الدول، كما أن تاريخ التعليم العريق في مملكة البحرين، وقصص النجاح التي حققتها البحرين في هذا المجال تعزز ثقة الطلاب فيها من كل الدول. إن هذه المقومات تشجع السياحة التعليمية في مملكة البحرين وتجعلها تستقطب طلاباً من مختلف الدول العربية والأجنبية.ويؤكد الحواج على أهمية التشاور مع أصحاب المصلحة من طلاب، وأعضاء هيئة تدريس، والمعنيين في التعليم العالي، وأرباب العمل، للاطلاع على آرائهم ووجهات نظرهم في العملية التعليمية مما يشكل تغذية راجعة للجامعة الأمر الذي يساعد في تحسين جودة التعليم الجامعي وتطوير مخرجاتها.وتعتبر مرحلة التدريب العملي والتي عادة ما تكون في آخر سنة دراسية بالنسبة للطالب من أهم المراحل الدراسية حيث يتم تدريب الطالب على جميع المهارات الفنية العملية ومهارات العمل، ويتم تهيئته للدخول في سوق العمل، فالتدريب الميداني من أهم وسائل التدريب حيث يتم تطوير شخصية الطالب وقدراته.وإني لأتفق مع البروفيسور عبدالله الحواج في هذا الطرح حول أهمية التدريب العملي في المرحلة الجامعية، وأرى أن الدمج بين التعليم الأكاديمي والتعليم المهني في المرحلة الجامعية يسهم كثيراً في تقريب الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، ليكون هناك تكامل بناء بين التعليم العالي وسوق العمل، وفي تقديري أن هناك فرصة لإنعاش السياحة التعليمية في مملكة البحرين وذلك لعمق تجربة البحرين في مجال التعليم وخبراتها الأصيلة والمتنوعة الأمر الذي عزز ثقة جميع الدول في كفاءة التعليم في مملكة البحرين..ودمتم سالمين.