زهراء حبيب
الدفتر ينصح بعدم تغيير العلاج دون مشورة طبيباقتحمت «السوشال ميديا» حياة المستخدمين بقوة، وفتحت الباب أمام الجميع لتقديم خدمات المشورة في الجانب الأسري، والمهني، والنفسي، وحتى الاستشارات الطبية تجدها بسهولة، سواء من أصحاب الاختصاص، أو غيرهم، وهو ما يشكل خطراً على حياة الكثير من المرضى والمراهقين.ويلجأ العديد من المصابين بأمراض مزمنة لأخذ النصائح من منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«تيك توك»، وذلك بحثاً عن علاج يخفف من معاناتهم، سواء كانوا مصابين بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الكوليسترول، أو غيرها من الأمراض، حيث يجدون من ينصحهم بتناول البقدونس لتقليل مستوى السكر في الدم، وآخر ينصح بالتوقف عن استخدام دواء الكوليسترول، وإحلال البدائل، وغيرها من الإرشادات والنصائح، التي قد تأتي بتأثيرات صحية عكسية على المرضى، وخاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين وكبار السن.ويقدم البعض من أصحاب الاختصاص مشورات ونصائح توعوية، بحسن نية، لكن يتم تفسيرها بشكل مغاير عن معناه، ويتم استخدام هذه الإرشادات بطريقة غير صحيحة، أو الاعتماد عليها كمرجع دائم دون اللجوء للمراجعة الطبية.وتقول «أم علي»، التي تعاني من أمراض مزمنة عدة، منها ارتفاع نسبة السكر في الدم إنها تتابع نصائح طبية لعدة أشخاص من مستخدمي تطبيق « التيك توك»، وبعضهم غير مختصين بالطب، في محاولة منها لإيجاد حل لخفض نسبة السكري، والتخلص من المرض تماماً، باستخدام الأعشاب وخلطات «العطار»، وآخرها خلطات البقدونس، التي اتبعتها لفترة طويلة دون فائدة، وبالرغم من ذلك مازلت أتابع هذه المشورات الطبية.وتؤكد أن بعض النصائح تتطرق إلى وقف استخدام عقار طبي لأحد الأمراض المزمنة، والاستعاضة عنه بأعشاب طبيعية، لكن خوفها الشديد من أضرار التوقف عن تناول أدوية السكري منعها من الانصياع لها، وكانت تأخذ الأعشاب بالتزامن مع الأدوية، عملاً بمقولة «ما بينفع لكن ما يضر»، وهذه حالة من حالات كثيرة تأثرت من بعض مستخدمي «السوشال ميديا»، وخاصة المؤثرين، وقد لجأ بعض المستخدمين لطرق لتخسيس وأنقاص الوزن باستخدام نوع من حبوب التنحيف، أو شاي مخصص لهذا الغرض، وكان ضررها أكثر من نفعها.وعلى صعيد آخر انتشر مؤخراً على « تيك توك» مصطلح «وجه الكورتيزول»، الذي يشير إلى أن الجسم بدأ يخزن المزيد من الدهون في جانبي الوجه، حيث يروج البعض عن فيتامينات ومكملات غذائية، وطرائق عدة للتخلص من هذه الحالة المرضية، وتشمل علاجات بديلة، علماً أن صناع المحتوى المنشور ليسوا أطباء، أو من أصحاب الاختصاص في هذا الجانب.وبحسب آخر دراسة نشرت لشركة «تشيرتي آر إكس» الطبية الأمريكية في 2023، يفضل ثلثَ الشباب الأمريكيين «تيك توك» للحصول على الاستشارات الطبية على الطبيب، و44% يحصلون على التشخيص الطبي من «اليوتيوب»، وأكثر مواضيع البحث هي طرائق فقدان الوزن ونصائح لعلاج الاكتئاب.إلى ذلك فإن قانون مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان يحظر في مادته (22) على الطبيب أن يقوم بالدعاية لنفسه بأي طريقة من طرق الإعلان، التي لا تتفق وكرامة المهنة، سواء كانت تلك الدعاية بطريـق النـشر أو غـير ذلك من وسائل الإعلان، ولا يشمل ذلك القيام بنشر الوعي الصحي بالطرق المشار إليها سابقاً.ومن الجانب الطبي، قال استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري د. أسعد الدفتر: «الموضوع مهم كون الضرر الذي قد ينتج على المرضى خطيراً جداً، فهناك مرضى يقومون بإيقاف حبوب الكوليسترول، وهي ليست فقط لتنظيم نسبة الكوليسترول في الدم، ولكن نفعها يمتد إلى تقليل مخاطر الإصابة باحتشاء العضلة القلبية، والجلطات الدماغية، وكذلك الحال بالنسبة لمرضى تصلب الشرايين التاجية، الذين يحتاجون إلى تداخل قسطاري، فهم بحاجة إلى وضع ما يسمى بالشبكة، حيث يحتاجون إلى الاستمرار بأدوية الكوليسترول، حتى لو كان في مستويات ممتازة».وأضاف: لا أحد ينفي وجود أعراض جانبية لتناول أدوية الأمراض المزمنة، لكنها في الوقت نفسه نادرة الحدوث، في حال التزام المريض بالإرشادات الطبية، والمتابعة المستمرة والحثيثة مع طبيبه المختص.وأكد أن أفضل طريقة هي التواصل مع الطبيب المعالج، وعدم إيقاف أو تغيير أي علاج بدون مشورة طبية.وعن الدور الرقابي، لفت الدفتر إلى أن منصات «السوشال ميديا» عابرة للحدود والقارات، ولا يمكن اتخاذ إجراءات مع أصحاب هذه الحسابات والبلوغرز في الدول الأخرى، والتصدي لمثل هذه المعلومات الخاطئة.
الدفتر ينصح بعدم تغيير العلاج دون مشورة طبيباقتحمت «السوشال ميديا» حياة المستخدمين بقوة، وفتحت الباب أمام الجميع لتقديم خدمات المشورة في الجانب الأسري، والمهني، والنفسي، وحتى الاستشارات الطبية تجدها بسهولة، سواء من أصحاب الاختصاص، أو غيرهم، وهو ما يشكل خطراً على حياة الكثير من المرضى والمراهقين.ويلجأ العديد من المصابين بأمراض مزمنة لأخذ النصائح من منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«تيك توك»، وذلك بحثاً عن علاج يخفف من معاناتهم، سواء كانوا مصابين بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الكوليسترول، أو غيرها من الأمراض، حيث يجدون من ينصحهم بتناول البقدونس لتقليل مستوى السكر في الدم، وآخر ينصح بالتوقف عن استخدام دواء الكوليسترول، وإحلال البدائل، وغيرها من الإرشادات والنصائح، التي قد تأتي بتأثيرات صحية عكسية على المرضى، وخاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين وكبار السن.ويقدم البعض من أصحاب الاختصاص مشورات ونصائح توعوية، بحسن نية، لكن يتم تفسيرها بشكل مغاير عن معناه، ويتم استخدام هذه الإرشادات بطريقة غير صحيحة، أو الاعتماد عليها كمرجع دائم دون اللجوء للمراجعة الطبية.وتقول «أم علي»، التي تعاني من أمراض مزمنة عدة، منها ارتفاع نسبة السكر في الدم إنها تتابع نصائح طبية لعدة أشخاص من مستخدمي تطبيق « التيك توك»، وبعضهم غير مختصين بالطب، في محاولة منها لإيجاد حل لخفض نسبة السكري، والتخلص من المرض تماماً، باستخدام الأعشاب وخلطات «العطار»، وآخرها خلطات البقدونس، التي اتبعتها لفترة طويلة دون فائدة، وبالرغم من ذلك مازلت أتابع هذه المشورات الطبية.وتؤكد أن بعض النصائح تتطرق إلى وقف استخدام عقار طبي لأحد الأمراض المزمنة، والاستعاضة عنه بأعشاب طبيعية، لكن خوفها الشديد من أضرار التوقف عن تناول أدوية السكري منعها من الانصياع لها، وكانت تأخذ الأعشاب بالتزامن مع الأدوية، عملاً بمقولة «ما بينفع لكن ما يضر»، وهذه حالة من حالات كثيرة تأثرت من بعض مستخدمي «السوشال ميديا»، وخاصة المؤثرين، وقد لجأ بعض المستخدمين لطرق لتخسيس وأنقاص الوزن باستخدام نوع من حبوب التنحيف، أو شاي مخصص لهذا الغرض، وكان ضررها أكثر من نفعها.وعلى صعيد آخر انتشر مؤخراً على « تيك توك» مصطلح «وجه الكورتيزول»، الذي يشير إلى أن الجسم بدأ يخزن المزيد من الدهون في جانبي الوجه، حيث يروج البعض عن فيتامينات ومكملات غذائية، وطرائق عدة للتخلص من هذه الحالة المرضية، وتشمل علاجات بديلة، علماً أن صناع المحتوى المنشور ليسوا أطباء، أو من أصحاب الاختصاص في هذا الجانب.وبحسب آخر دراسة نشرت لشركة «تشيرتي آر إكس» الطبية الأمريكية في 2023، يفضل ثلثَ الشباب الأمريكيين «تيك توك» للحصول على الاستشارات الطبية على الطبيب، و44% يحصلون على التشخيص الطبي من «اليوتيوب»، وأكثر مواضيع البحث هي طرائق فقدان الوزن ونصائح لعلاج الاكتئاب.إلى ذلك فإن قانون مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان يحظر في مادته (22) على الطبيب أن يقوم بالدعاية لنفسه بأي طريقة من طرق الإعلان، التي لا تتفق وكرامة المهنة، سواء كانت تلك الدعاية بطريـق النـشر أو غـير ذلك من وسائل الإعلان، ولا يشمل ذلك القيام بنشر الوعي الصحي بالطرق المشار إليها سابقاً.ومن الجانب الطبي، قال استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري د. أسعد الدفتر: «الموضوع مهم كون الضرر الذي قد ينتج على المرضى خطيراً جداً، فهناك مرضى يقومون بإيقاف حبوب الكوليسترول، وهي ليست فقط لتنظيم نسبة الكوليسترول في الدم، ولكن نفعها يمتد إلى تقليل مخاطر الإصابة باحتشاء العضلة القلبية، والجلطات الدماغية، وكذلك الحال بالنسبة لمرضى تصلب الشرايين التاجية، الذين يحتاجون إلى تداخل قسطاري، فهم بحاجة إلى وضع ما يسمى بالشبكة، حيث يحتاجون إلى الاستمرار بأدوية الكوليسترول، حتى لو كان في مستويات ممتازة».وأضاف: لا أحد ينفي وجود أعراض جانبية لتناول أدوية الأمراض المزمنة، لكنها في الوقت نفسه نادرة الحدوث، في حال التزام المريض بالإرشادات الطبية، والمتابعة المستمرة والحثيثة مع طبيبه المختص.وأكد أن أفضل طريقة هي التواصل مع الطبيب المعالج، وعدم إيقاف أو تغيير أي علاج بدون مشورة طبية.وعن الدور الرقابي، لفت الدفتر إلى أن منصات «السوشال ميديا» عابرة للحدود والقارات، ولا يمكن اتخاذ إجراءات مع أصحاب هذه الحسابات والبلوغرز في الدول الأخرى، والتصدي لمثل هذه المعلومات الخاطئة.