أطلق سجن مدينة إيليغان في الفلبين، في أبريل/نيسان الماضي، مبادرة تجريبية للسجناء بعنوان "اقرأ في سبيل الخروج"، وذلك بدعم من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.وتهدف المبادرة إلى تحفيز السجناء على القراءة، مقابل تخفيف مدة محكوميتهم، فمقابل كل 60 ساعة يقضيها السجناء في القراءة كل شهر، يمكنهم تخفيض عقوبتهم لمدة 15يومًا، وفق موقع الأمم المتحدة.ونقل الموقع عن ديف، وهو اسم مستعار لسجين في سجن مدينة إيليغان، قوله إنه يقضي حوالي 8 ساعات يوميًا في مكتبة السجن، الذي أمضى فيه شهرًا واحدًا من عقوبة مدتها ستة أشهر.وأضاف ديف أن "القراءة تشتت الانتباه، وتساعدني على قضاء الوقت وتبعدني عن مشاكلي.. كما تمنحني شعورًا بالحرية لا يمكنني الحصول عليه في السجن".ولا توفر القراءة لديف الفرصة للتغلب على رتابة الحياة اليومية داخل السجن فحسب، وإنما أيضًا سوف تساعده في الحصول على عقوبة مخففة. "كلما قرأت أكثر، كانت عقوبتي أقصر"وأكد ديف أن هذا الأمر يعد "ميزة كبيرة" بالنسبة له، لا سيما أنه يحب القراءة، مضيفًا "كلما قرأت أكثر، كانت عقوبتي أقصر".ويعمل ديف كمساعد مكتبة، ويُعرف باسم صديق القراءة، الذي يقوم بتشجيع السجناء الآخرين على القراءة، ومساعدتهم في اختيار الكتب من المكتبة.ويوميًا، يستعير ما بين 10-20 سجينًا كتبًا، وسط توقعات بأن يزيد هذا العدد ليشمل سجناء آخرين لا ينجذبون عمومًا إلى القراءة.وتعج المكتبة بمجموعة مختارة من الكتب، سواء الخيالية أو غيرها، باللغتين الإنجليزية والتاغالوغية، وهي اللغة الوطنية الفلبينية.كما أن هناك مجموعة مختارة من كتب المساعدة الذاتية والقانون، التي يجدها السجناء مفيدة بشكل خاص، حيث إن الغالبية العظمى منهم في الحبس الاحتياطي بانتظار مثولهم أمام المحكمة. وهناك أيضًا نصوص دينية تلبي احتياجات كل من السجناء المسلمين والمسيحيين.ووفق موقع الأمم المتحدة، تم اختيار عناوين الكتب بالتشاور مع المكتبة الوطنية في الفلبين، التي دربت ضباط السجن على إدارة المكتبة. ونقل الموقع عن رئيس قسم التدريب في المكتبة الوطنية، تشاد دياز، قوله إنها "فكرة مثالية.. مهمتنا في المكتبة الوطنية هي الوصول إلى جميع الناس، خاصة الفئات المهمشة".من جانبها، قالت ضابطة سجن مدينة إيليغان، رياين سوليت، إن كانوا سعداء للغاية عندما تلقى السجن العديد من الكتب.وأضافت "أعتقد أن القراءة تجلب شعورًا بالهدوء إلى السجن".الحد من الاكتظاظويعاني سجن إيليغان من الاكتظاظ الشديد، حيث يوجد حاليًا حوالي 550 سجينًا في المنشأة المصممة لاستقبال 270 شخصًا فقط. بدوره، قال موظف منع الجريمة والعدالة الجنائية في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، رافاييل باريتو سوزا، إن المبادرة يمكن أن تساعد في الحد من الاكتظاظ في السجون في جميع أنحاء الفلبين.وأضاف أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو تخفيف الازدحام في المرافق، لكن هناك فائدة إضافية تتمثل في زيادة معدلات معرفة القراءة والكتابة والمستويات التعليمية، بالإضافة إلى المساعدة في إعادة دمج السجناء في المجتمع بعد خروجهم من السجن.ووصف سوزا مفهوم تخفيف الأحكام على أساس القراءة بأنه "مبتكر وتقدمي"، لافتًا إلى أن دولًا أخرى في المنطقة أعربت عن اهتمامها بالفكرة.
لايف ستايل
«من يقرأ أكثر عقوبته أقصر».. مبادرة في سجن فلبيني بدعم أممي
03 أغسطس 2024