حالفني الحظ في عام 2019 أن زرت البحرين وحضرت معرض البحرين الدولي للطيران ورأيت في هذا المعرض ما يؤكد أن البحرين قادرة على تنظيم معارض دولية كبيرة بإمكانات عملاقة غير محدودة.هذة الإمكانات لم تكن معدات وأموالاً ولكنها تمثلت في الشباب البحريني الذين أبدعوا في التنظيم والإدارة والترحاب بالضيوف؛ فقد كان أهم ما لاحظته في المعرض هو الاستقبال والبسمة البحرينية الطيبة على وجوه المنظمين بشتى درجاتهم الوظيفية، هذا إلى جانب التنظيم الرائع لكل تفاصيل المعرض.وكعادة أي صحفي أن يرى غير الآخرين بنظرة مغايرة، فإن كل تفصيلة كانت في المعرض تظهر مدى الاحترافية والتي أضفت عليه رقياً وطعماً مختلفاً عن بقية المعارض التي زرتها، ويعلم الزملاء من الصحفيين كم المعارض والمناسبات والفعاليات التي نحضرها حول العالم.ولذلك أستطيع بكل ثقة أن أصنف هذا المعرض ضمن فئة الخمس نجوم في مستواه الراقي في استغلال الإمكانات بأفضل صورة، ولذلك فقد حظيت المؤسسات المشاركة بأفضل خدمات عرض.فتلك المعارض عادة ما تستقطب شركات الطيران المدني والعسكري، ولقد انتهزت الفرصة خلال الزيارة بكتابة تقارير صحفية حول بعض الشركات المشاركة بصناعات من النوعين، والذي بهرني هو مدى التقدم الكبير الحاصل في الشركة السعودية للصناعات العسكرية المعروفة اختصاراً باسم (SAMI)، فلم يكن أحد يتوقع تلك المنتجات التي تصنعها أيادٍ سعودية في هذا المجال، ولكنها الإرادة التي تحقق المستحيل، وهذا يؤكد أن هناك مستقبلاً واعداً في منطقة الخليج على مستوى الصناعات العسكرية والمدنية.ومن بين اللقاءات المميزة التي أجريتها أيضاً كان مع شركة الإسعاف الجوي التي تمتلك البحرين فيها أسهماً بنسبة كبيرة، وهي شركة ناجحة ولها فروع في دول العالم وتتميز بنشاط يحتاج من المنطقة العربية النظر فيه بشكل أكبر؛ لأن الخدمات الجوية الخاصة، وفي مقدمتها الإسعاف الجوي تعتبر نشاطاً له مستقبل واعد.ولقد رأت البحرين من خلال شركة ممتلكات فيه نشاطاً يستطيع تحقيق عوائد كبيرة، وهنا أتوجه بالشكر للذين فكروا في هذا الاستثمار.اليوم بعد 5 سنوات من هذه الزيارة، بدأت الأخبار تتوارد بشأن المعرض القادم، ولذلك أنا أتطلع إلى حضوره لأني على يقين بوجود المزيد من الأمور التي لم أكتشفها وأمور أخرى مستحدثة لنسخة هذا العام.كاتب وصحفي مصري