قال الله تعالى: «وَمَا بكم من نعمة فمن الله»، «سورة النحل: 53».أما عن الذكاء الاصطناعي فهو ليس وليد اليوم وهو ليس بالشيء الجديد وإنما يعود إلى العصور القديمة حيث جاء ذلك من خلال ما ظهر من أساطير وقصص وكائنات حية متميزة بالذكاء والفطنة أجريت عليها التجارب في ذلك الوقت حيث بين من خلالها وعي الإنسان الماهر في تلك العصور وعندها بدأ العلماء والفلاسفة بغرس بذور الذكاء والذين حاولوا به وصف عملية التفكير الإنساني بأنها عبارة عن عمل ميكانيكي كما ذكرناه سالفاً وذلك في أربعينيات القرن الماضي، والذين بينوا فيه عمل بأنه آلة اعتمدت على جوهر التفكير المنطقي المنبثق عن النظريات الرياضية مما جعل مجموعة من العلماء يفكرون في هذا الجهاز والأفكار التي تقف من خلفة للبدء بجدية في مناقشة إمكانية بناء الدماغ الإلكتروني.ولو أردنا إجابة أكثر تحديداً عن ماهية الذكاء الاصطناعي، فنستطيع أن نقول إن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا ذكاء يعود إلى صناعة العلوم الحاسوبية المرتبطة بالتقنية الحديثة التي تسمى بالذكاء الحاسوبي الذي يهتم بعمل الأنظمة التقنية التي لديها القدرة على تنفيذ المهام التي تصدر عن الذكاء البشري والتي تهدف إلى تطوير الأنظمة القادرة على التعلم من خلال البيانات، محاولاً بذلك اتخاذ القرارات لحل بعض المشكلات بشكل ذكي وبمساعدة التدخل البشري لإدامته والعمل منه آلة ذكية جديدة تشابهه الذكاء البشري حيث يستفاد منه في العديد من الفروع المتفرعة من بعض العلوم مثل التعلم العميق وفي مختلف المجالات مثل الطب، والهندسة، والتسويق، والتصنيع، والموارد البشرية، وغيرها. علماً بأن بداية هذا العلم المعاصر كما ذكرت بعض المصادر والروايات كان في صيف عام 1956م والتي جاءت من خلال بعض الأبحاث وورشة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي التي أجريت في حرم كلية دارتموث وهي كلية خاصة في رابطة اللبلاب والتي تقع في بلدة هانوفر، بنيو هامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية. كما أن هذه الفترة التي نمر بها هي فترة زمنية مهمة في تاريخ البشرية والتي تتميز بالتطور الكبير في وسائل المواصلات والاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك النقلة النوعية بعد الوصول إلى الفضاء.كما إنه يواكب التطور الحالي في هذه الحقبة من الزمن والملامس للمجالات الحيوية، كما يشهد الاستمرارية في التقدم وخصوصاً مع توفر الكم الكبير من البيانات والتي تحسن من الخوارزميات التي هي مجموعة الخطوات الرياضية والمنطقية اللازمة والمتسلسلة والتي تحل وتجيب على بعض المسائل وسميت بالخوارزميات نسبة إلى العالم العربي الشهير أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي التي ابتكرها في القرن التاسع الميلادي حيث تمت الاستفادة منها في العديد من العلوم والصناعات والتطبيقات ذات العلاقة، والذي يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشر في العصر الحديث.وختاماً.. فلا يوجد تعارض بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي فلكل منهما مزاياه الفريدة في المعرفة والتعلم، لذا فإن التعايش والتكامل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي هو المفتاح لتحقيق مستقبل مزهر.. لذا علينا أن نستفيد من نقاط قوة كل منهما، وأن نعمل على تطوير هذه التقنيات بحكمة وأخلاقية.
الرأي
الذكاء البشرى والذكاء الاصطناعي والجدل الدائر بينهما «2»
11 أغسطس 2024