الرأي

إيمان خليف.. سيدة وأخت الرجال



صفة «أخت الرجال» و«سيدة بألف راجل»، «بتوقف وقفة رجال» صفات كانت ولا تزال محل فخر وعز للبنت أو السيدة عندما تسمعها. فهي دلالة واضحة أنها «جدعة» وصاحبة كلمة وفكر ومبدأ ولا أحد يمكن أن يتجرأ بالإساءة لها أو انتهاك حقها بغض النظر عن طول قامتها أو قبضة معصمها.

إلا أن صفة «الرجل» مع إيمان خليف بطلة الملاكمة الجزائرية في أولمبياد باريس 2024 كانت خلاف ذلك ولم تكن من مصلحتها ولا لصالحها وإنما صفة ‏ابتدعها ‏أهل البدعة والافتراء والضلال في أولمبياد باريس 2024 لانتهاك ‏حقوقها الرياضية ومحو اسمها ليتبين لاحقاً أنه كان سبباً لحفره بماء الذهب.

فالملاكمة الذهبية ‏الجزائرية إيمان خليف علمتهم بأن السيدة العربية كما السابق قادرة على أن تعمل الفارق وتغير الواقع. لذا كان ردها بلكمة ذهبية، لكمة بمثابة الضربة القاضية ‏لأصحاب الادعاءات والافتراءات المثيرة ومروجي الشائعات المغلوطة دون وجه حق.

لكمة ذهبية علمتهم بأن اللغة العربية لأصحابها هي تاج على رؤوسهم ونبراس حق على ألسنتهم.

‏لكمة ذهبية علمتهم بأن صاحب الحق سلطان والنصر حليف أصحاب الحق مهما طال الزمان أو قصر.

‏لكمة ذهبية فضحت الاضطراب الفكري لمن يسوقون ويشجعون على اضطراب الهوية الجنسية.. ويعتبرون تغيير الجنس للأطفال قبل المراهقين حرية شخصية وحقاً من حقوقهم غير التفاوضية.

‏لكمة علمت من كانوا يحاولون أن يطمسوا اسمها بعار الشائعات فقد أصبح مرفوعاً على كل لسان، ولتصبح ملهمة لبنات وشباب جيلها في الرياضة والفن والكلام والتعبير.

فخورون بك انتِ، حتى وإن كنا لهذا النوع من الرياضة غير مرحبين أو مشجعين.. وهنيئاً لك يا إيمان ولبلدك الكريم لهذا الإنجاز التاريخيّ العظيم.