كتبت - عائشة طارق:أكد رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أن الصحافة البحرينية حققت نجاحات متميزة وشهدت الكثير من التطور في ظل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.وقال سموه، عقب تدشينه أمس قسم أرشيف الصحافة الوطنية بالمكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي، إن هذا الأرشيف يمثل البحرين ونخبتها الثقافية منذ القدم ويشير إلى أن البحرين مركز للثقافة وللعلم والمعرفة على مر العهود التي مرت عليها، وأوضح أن هذا الأرشيف سيكون محفوظاً للأجيال القادمة ليدل على ثقافة البحرين الصحافية قديماً.كما عبر رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي عن سعادته لافتتاحه قسم الأرشيف الذي جاء متزامناً مع اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012، ونوه بمسيرة البحرين الصحافية منذ عام 1939 وحتى يومنا الحاضر وما وصلت إليه من تطور وازدهار. وثمن الدور الهام والتاريخي الذي لعبته الصحافة المحلية منذ صدور أول صحيفة العام 1939 وهي "جريدة البحرين” لصاحبها عبد الله الزايد، وتحدث عن الدور الذي خاضه الرعيل الأول ورواد الصحافة المحلية ومساهمتهم الفاعلة في تطوير رسالتها.ويعتبر قسم أرشيف الصحافة الوطنية الأول من نوعه في البحرين ويضم أعداداً لأول صحيفة صدرت في المملكة، كما يضم الأرشيف الذي يعتبر مصدراً مهماً لتاريخ البحرين الحديث والمعاصر معظم الصحف الصادرة في عقد الخمسينات خاصة "صوت البحرين”، "القافلة”، "الخميلة”، "الوطن”، "الميزان” إضافة إلى الصحف والمجلات الصادرة خلال العقود الأخرى وحتى نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة. وتهدف المكتبة الوطنية التابعة لمركز عيسى الثقافي من وراء تأسيس هذا الأرشيف إلى إتاحة الفرصة أمام الباحثين والدارسين والمثقفين للاطلاع على تراثنا الصحافي، لاسيما أنه يركز على الصحف والمجلات الصادرة قبل عام 2002 باعتبارها صحفاً ورقية قديمة يحتاجها الباحثون والكتاب لإثراء موضوعاتهم المختلفة عن البحرين.وتضمن حفل الافتتاح معرض صور "رواد الصحافة في البحرين” تقديراً لما بذلوه من جهد في سبيل تأسيس الصحافة في مملكة البحرين.ومن جانبه، ألقى مديـر المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي د. منصور سرحان كلمة بمناسبة الافتتاح أكد فيها أن هذا الأرشيف يمثل تراث البحرين الثقافي الممتد من عام 1939 حتى يومنا هذا، وأضاف: "حاولنا أن نجمع كل الصحف الورقية في فترات وعقود مختلفة من أول صحيفة في البحرين حتى يومنا الحاضر”. وقال إن هذا العمل سيكون محفزاً للباحثين والدارسين للتردد على المكتبة الوطنية لينهلوا من المعلومات المتاحة في مجال التاريخ، والثقافة، والفن، والعلوم.وقال سرحان: "إن تاريخ البحرين الثقافي الحديث والمعاصر شهد ازدهاراً في إصدار الصحف بلغ ذروته في عهد جلالة الملك، حيث شهدت البلاد حتى يومنا الحاضر صدور ما يقارب 100 صحيفة ومجلة ودورية منها 5 صحف يومية عربية، صحيفتان باللغة الإنجليزية إضافة إلى صحف أسبوعية ومجلات ودوريات متنوعة”.وذكر مديـر المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي أنه أمام هذا الكم الغزير من الصحف الصادرة في البحرين برزت إلى الوجود فكرة تأسيس أرشيف يضم صحافتنا المهمة والقديمة، وظلت هذه الفكرة حلماً طال انتظاره من قبل الصحافيين والباحثين والعاملين في مجال التوثيق بالمكتبات ومراكز المعلومات حتى تم تحقيقه على أرض الواقع. وأشار سرحان إلى أن فكرة تأسيس الأرشيف بالمكتبة الوطنية تعود للشيخ عبد الله بن خالد الذي وجه للعمل على تخصيص قسم بالمكتبة الوطنية لعرض كافة الصحف الصادرة عبر مختلف العقود خاصة القديمة منها، والعمل على جمع شتاتها قدر الإمكان من الأهالي والمؤسسات ليكون الأرشيف الحاضنة الأساسية لتراثنا الصحافي في مملكة البحرين والمصدر الرئيس الذي يعتمد عليه في كتابة البحوث والدراسات المتعلقة بالمملكة. ووفقاً لسرحان، فإن تأسيس الأرشيف يعد أحد أهم الأهداف التي تسعى المكتبة إلى تحقيقها خاصة أنه يعد ضرورة ملحة لعدم وجود أرشيف يجمع صحافتنا المحلية عبر تسلسل ظهورها رغم تجربتها الغنية، ما جعل الحاجة ماسة لتوفير نسخ من الصحف المحلية المتوقفة والجارية والبحث عن أعداد الصحف التي صدرت قبل عام 2002 وتوفيرها للباحثين والقراء. وقال إنه تماشياً مع تلك المعطيات، انصب تركيز المركز على توفير نسخ من الصحف القديمة كجريدة "البحرين” الصادرة عام 1939 والصحف التي صدرت في الخمسينات، إضافة إلى صحف الستينات كجريدة "الأضواء”، مجلة "صدى الأسبوع”، ومجموعات من الصحف الصادرة في العقود الأخرى من القرن العشرين خاصة "مجلة المواقف” الصادرة عام 1973 وهي أول مجلة أسبوعية سياسية جامعة شهدتها البحرين بعد نيلها الاستقلال وجريدة "أخبار الخليج” التي تعد أول جريدة يومية تصدر في المملكة بشكل منتظم.وبين أن الأرشيف أصبح يضم الآن الأعداد الصادرة من صحيفة "أخبار الخليج” منذ عام 1976 وحتى عام 2002، وجريدة "الأيام” بأعدادها الصادرة منذ عام 1989 وحتى عام 2002، إضافة إلى توافر 22 مجلداً من جريدة "الوسط "الصادرة عام 2002 وهي أول جريدة يومية تصدر في عهد عاهل البلاد المفدى.وأشاد سرحان بالدعم الذي قدمه عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي للمركز إذ زوده بجميع أعداد جريدة "الوقت” التي كان يرأس تحريرها بدءاً من العدد الأول الصادر في 21 فبراير 2006 وحتى آخر عدد صدر في 2 مايو 2010 وقد تم تجميعها في 53 مجلداً. وأشار إلى أن أرشيف الصحافة الوطنية يضم كذلك مئات الأعداد من مجلة "هنا البحرين” التي كانت تصدرها وزارة الإعلام سابقاً، وتم جمعها في 86 مجلداً.كما يضم الأرشيف 29 عنواناً تشمل الصحف المتوقفة والجارية وتتمثل في 13 جريدة و16 دورية، ويبلغ عدد المجلدات التي تضم الصحف ما يقارب 1393 مجلداً يحتوي على عشرات الآلاف من أعداد تلك الصحف. وشكر مديـر المكتبة الوطنية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي على دعمه للمكتبة الوطنية، و المدير التنفيذي للمركز خلدون أبا حسين على ما قدمه من مساندة لعملية إعداد وتنظيم الأرشيف ومعرض رواد الصحافة.ومن جهته، قال مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية د. محمد بن جابر الأنصاري: "إن أرشيف الصحافة البحرينية هو تاريخ وسجل للنشاط الفكري الذي كانت البحرين تحضنه ويمثل اهتمام البحرين بالصحف وبأخبار العالم وشؤون الوطن”، مشيراً إلى أن هذه الصحف تعتبر مرجعاً مهماً يجد فيه الفرد الأمور الهامة والقيمة التي تقدم له الفائدة وتحفظ التاريخ الصحافي البحريني. كما أشار مستشار الملك لشؤون الإعلام، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية نبيل بن يعقوب الحمر إلى أن هذا المشروع يحفظ تاريخ الصحافة البحرينية، وأن هذه المجلدات كانت مبعثرة وكانت تعتمد على جهود شخصية لجمعها وحفظها، مؤكداً أن مركز عيسى الثقافي سيتحمل المسؤولية ويضع على عاتقه حفظ التراث الصحافي البحريني منذ الثلاثينات حتى اليوم.وقال إن هذا المشروع هو من أهم وأضخم المشاريع لتاريخ الصحافة البحرينية، وتقدم بالشكر لكل من ساهم في هذا الجهد الكبير، وطالب أي فرد لديه أعداد نادرة من التراث الصحافي أن يتكرم ويهديها للمركز، فحفظ التاريخ الصحافي أمر مهم في مملكة البحرين.ومن جانبه، ثمن الكاتب علي سيار الجهد الكبير الذي بذل لتجميع الصحف، مشيراً إلى أنه يعتبر جزءاً من تاريخ الصحافة البحرينية، فحين يطلع الفرد على هذه المطبوعات الصحافية يشعر بذاكرة البحرين العريقة، وأشاد عضو مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي محمد الخزاعي بفكرة توثيق الصحافة، مضيفاً أنه لم يكتف القائمون بهذا العمل أن يوثقوا الجانب الورقي بل قاموا بالتوثيق الإلكتروني، وأكد أن المشروع الضخم سيكون في متناول الجميع للاستفادة من المعلومات المتاحة.وأكد الكاتب د. عبد الحميد المحادين أن افتتاح قسم أرشيف الصحافة يعد خطوة حضارية كان ينبغي أن تطبق من وقت طويل، لأن تجميع وتنظيم ذاكرة البحرين الصحافية في موقع واحد بشكل علمي ييسر ويقدم للباحثين مصادر ومراجع ثرية ودقيقة في شؤون البحرين والخليج العربي. وأضاف: "أشعر بسعادة غامرة لأنني أستطيع الوصول لأي معلومة تختص بشؤون البحرين منذ عام 1939، فتاريخ البحرين غني وثري بالمؤسسات الصحافية فقد استطاع أن يحتضن صحيفة عبد العزيز الرشيد عام 1928”.