سلسلة المقاهي العالمية «ستاربكس» التي غيرت مفهوم شرب القهوة ليس في أمريكا فحسب بل في أغلب البلدان التي تواجدت فيها والتي نجحت في إقناع المستهلك أن يشتري كوب القهوة بأربعة دولارات «حوالي دينار ونصف بحريني» بعد أن كان سعر الكوب لا يتعدى ربع ذلك، انخفضت عوائدها بنسبة 1٪؜ ما بين أبريل ويونيو المنصرمين بعد أن تراجعت الحركة على محلاتها في أمريكا والصين.ففي أمريكا ونظراً للتحديات الاقتصادية والتضخم الذي يقتطع جزءاً كبيراً من مدخول الفرد تراجع الطلب على كوب القهوة غالي الثمن وخاصة بعد أن شهد سعره ارتفاعاً إضافياً لم يتقبله المستهلك الأمريكي في الفترة الأخيرة.أما في الصين والتي تملك فيها «ستاربكس» حوالي 7 آلاف متجر وتعتبر ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة، تواجه سلسلة المقاهي منافسة شديدة من مقاهٍ صينية أسعارها منخفضة الأمر الذي أوصل التراجع في المبيعات في بعض المحلات الصينية التابعة لها إلى 14٪؜.وفي أسواق الدول العربية وكما هو معلوم، تواجه «ستاربكس» تحدياً من نوع آخر وهو حملات المقاطعة والتي طالت الكثير من الشركات الأمريكية في مجال الأغذية مما زاد من الضغط على مبيعاتها.وعلى الرغم من التطرق بشكل خجول إلى تأثير المقاطعة على إيرادات الشركة الأم في التصريحات الإعلامية إلا أنه في الواقع أمر يسبب نزيفاً مالياً مؤلماً.ولمواجهة هذه التحديات وبسبب ضغط كبار المستثمرين قرر مجلس إدارة الشركة الأسبوع الماضي التخلي عن الرئيس التنفيذي الهندي - الأمريكي لاكسمان الذي لم تتجاوز فترته في الرئاسة العام والنصف وتعيين براين نيكول كرئيس مجلس إدارة و رئيس تنفيذي وبراتب يتجاوز 100 مليون دولار في السنة الأولى.ونيكول يحسب له نجاحات لسلسلة مطاعم أمريكية شهيرة تدعى «Chipotle» وهي متخصصة في الطعام المكسيكي وليس لديها فروع في الخليج سوى في الكويت مؤخراً.ففي عهد نيكول تضاعف المدخول وزاد الابتكار وتم تبني برامج تشجيعية للموظفين منها التكفل برسوم التعليم الجامعي لهم.وتعول «ستاربكس» على نيكول لتنشيط المبيعات ولجعل مقاهيها وجهة أولى للزبائن القادرين على دفع المبالغ المرتفعة لمنتجاتها.والمنصف لا ينفي ريادة «ستاربكس» في سوق القهوة والمقاهي وتأثيرها الكبير في تكوينه وتشكيله ويعلم كذلك أنها كسلسلة ناجحة تعد المحفز لمئات الآلاف من المشاريع الصغيرة على مستوى العالم التي حاولت أن تقلد نجاحها.والدرس الأهم الذي يفترض أن تتعلمه شركة بحجم وثقل ستاربكس وغيرها من شركات بنفس حجمها عابرة للحدود هو أن تنأى بنفسها عن الصراعات السياسية وأن تلتزم الحياد التام في جميع القضايا الشائكة وأيضاً وهو الأهم، أن تحترم وتقدر مشاعر زبونها العربي السخي..!