الرأي

جائزة التعايش السلمي والأمن المجتمعي

انطلاقاً من رؤية المملكة لتعزيز قيم السلام وفرص العيش المشترك بين البشر، وتقديراً للجهود الرامية لتحقيق هذه الأهداف، وحرص جلالة الملك المعظم حفظه الله على تشجيع هذا المسار، فقد أصدر جلالته أمراً ملكياً تحت رقم 32 لسنة 2024م بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، وهي جائزة ذات طابع دولي تمنح للأشخاص الطبيعة أو الاعتبارية التي تقدم إسهامات في مجال حوار الحضارات والتعايش بينها، ويشرف عليها مركز الملك حمد للتعايش السلمي الذي تم تدشينه في العام 2018م، وهذا النهج الذي تتبناه البحرين يرتكز على كون المواطن البحريني يمثل بؤرة اهتمام خطط التنمية والإصلاح، من حيث صون كرامته وحقوقه والمساواة بينهم دون تمييز على أساس النوع أو الجنس أو اللغة أو العرق، وهو ما جعل دائماً المواطنين بالمملكة في حالة من الترابط والأخوة ويجمعهم الوعي بالمسؤولية المشتركة في إرساء التنمية والازدهار وتحقيق الأمن المجتمعي، ويتوافق هذا النهج كذلك مع القيم والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية الرسمية وغير الرسمية والتي تتمثل في الحرص على دعم السلام والاستقرار في ربوع العالم، واتباع الطرق السلمية في حل الخلافات، وتعزيز التعاون والترابط بين الشعوب على أساس القيم الإنسانية المشتركة، ويتناغم كذلك مع مسار حوار الحضارات من أجل التأكيد على القيم المشتركة بينها، وتلاشي نقاط الخلاف والتصادم، على عكس ما تصور بعض الباحثين بوجود تصادم للحضارات، وربما يكون هذا الحوار هو اللبنة الأولى من أجل نشر قيم السلام والتأخي وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، حيث احتلت المملكة مكانة إقليمية وعالمية في نشر وتعزيز فرص السلام والتعايش السلمي، وهو الأمر الذي كان محط إشادة جلالة الملك المعظم حفظه الله خلال استقباله سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ودوره بالتعاون مع كافة قطاعات الدولة في مواصلة خطط وبرامج التنمية والتأكيد على تطبيق أهداف السلم العالمي والتعايش المشترك، والاهتمام بالمواطن كمحور لهذه البرامج.