يتنقل بين أزقة شوارع قضاء "عقرة" في دهوك بإقليم كردستان العراق، محتضنًا بين ذراعيه ميكروفونًا لإحدى الإذاعات، بعد فقدانه يديه في الثانية من عمره.صعقة كهربائية حرمت الشاب، شهاب أحمد، ذا الثالثة والعشرين ربيعًا من يديه، لكن هذا لم يوقفه عن ملاحقة حلمه بأن يكون صحفيًا وإعلاميًا في محافظة دهوك مسقط رأسه.يقول شهاب لـ"إرم نيوز"، إنه حين كان في الثانية من عمره، تعرَّض لصعقة كهربائية أدت إلى احتراق كامل في يديه، ما أرغم الأطباء في مستشفى دهوك حينها على بترهما من منطقة قريبة على المرفقين.لكن تلك الإعاقة لم تقف حجر عثرة في طريقه نحو الأكاديمية، وتخصصه في علوم من جهة، وحلمه بأن يكون مراسلاً صحفيًا من جهة أخرى.وأضاف: "أكملت دراستي الابتدائية والثانوية لأنتقل بعدها للدراسة الجامعية"، حيث أدَّى به مجموعه في البكالوريا إلى معهد علوم الكمبيوتر، لكنه لم يقف هذا الحد.يصر "شهاب" على مواجهة الصعوبات كلها بشجاعة، والسير نحو المستقبل، وتدرب على الإعلام في عدة معاهد، ومراكز تدريبية متخصصة.تمكن بعد اجتيازه التدريبات من العمل في عدة قنوات ووكالات إعلامية في إقليم كردستان، منها: قناة "ZAWA" و"RAVAND"، ويقدم، حاليًا، برنامجًا للسفر والجوائز على قناة "surchi HD"، وراديو صوت كوردستان.ولم يهتم بالسجلات السياسية. في العراق، وإقليم كردستان بل سلّط الضوء في عمله الإعلامي على مشاكل وهموم المواطنين لينقلها للمسؤولين بكل أمانة، "أعتبر هذا واجبًا عليَّ في خدمة الناس"، يقول شهاب.شغفه في الإعلام، وإصراره على ممارسة المهنة دفعا زملاءه الصحافيين والإعلاميين إلى دعمه بشكل كامل، وبهذا الدعم "تجاوز كل التحديات التي كانت من الممكن أن تواجهه، وسهلّت عليه مهمة الاستمرار في تحقيق حلمه".ولم يكتفِ شهاب في خوضه غمار تجربة المراسل الصحفي والإعلامي، بل ذهب أبعد من ذلك لينقل تجربته في ميدان الإعلام عبر كتاب قام بتأليفه "سيصدر قريبًا".ويختتم حديثه، بالقول: "الجميع هنا في الأسواق، وفي مدينتي وقريتي يحبونني، فهم يحاولون، في بعض الأحيان، مساعدتي في حمل المايكروفون، لكنني أرفض ذلك، وحلمي أن أدخل مجال الإعلام دوليًا".
لايف ستايل
«شهاب» مراسل صحفي يواصل تحقيق حلمه «بلا يدين»
23 أغسطس 2024