حنان الخلفان
في العلاقات الزوجية أو الأسرية، قد يظهر أحد الشريكين أو كلاهما نمطاً سلوكياً متكرراً يتسم بالنكد والتذمر المستمر ومحاولة السيطرة على الآخر، ما يعكس شعوراً عميقاً بعدم الرضا، هذا السلوك غالباً ما ينشأ عن اعتقاد راسخ بأنه «محور الكون»، وأن على شريك الحياة التكيف مع توقعاته وتلبية احتياجاته دون نقاش، فلا يختلف ضعيف عن قوي، ولا شخص هش عن متماسك، بل يولد شعوراً مستمراً بأن شريكه هو ببساطة المسؤول عن تحقيق السعادة في العلاقة، ومن ثم يجب أن يتغير، متجاهلين أن الشريك الآخر عبارة عن قنبلة كارثية موقوتة، لأننا نُفعل كل قوانا لنُخرِس الآخر.وهم التغيير يعد جزءاً لا يتجزأ من شخصية المسيطر النكدي، حيث يعتقد هذا النوع من الأزواج أنهم قادرون على تغيير شريكهم ليتوافق مع الصورة المثالية التي يتخيلونها، فيتغذى هذا الوهم على شعور الشخص بأنه يستحق الأفضل دائماً، وأن شريكه يجب أن يبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك. لكن هذه المحاولات لتغيير الآخر غالباً ما تبوء بالفشل والانفجار، لأنها تؤدي إلى استنزاف الطاقة النفسية وزيادة الشعور بالإحباط والانفصال العاطفي.أي أن العلاقة الصحية هي علاقة أدوار، وليست علاقة تحميل الطرف الآخر المسؤوليات جميعها، وليست علاقة تابع ومتبوع، فمحاولة الاستعلاء وأننا أصحاب القوى العظيمة يؤدي إلى إعادة عرض المشاكل نفسها مراراً وتكراراً، وكأنها تدور في حلقة مفرغة. هذا التكرار لا يساهم فقط في تفاقم التوتر والمشاكل، بل يؤدي أيضاً إلى صعوبة الخروج من دائرة ضجيج الأفكار السلبية والتفكير بوضوح في حلول واقعية للمشكلات.النكد والفجوات المستمرة تؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ وطريقة عمله، حيث يتحول إلى آلية دفاعية تلقائية تُصعّب على الشخص التفكير بطريقة إيجابية، أو البحث عن حلول حقيقية. يؤدي ذلك إلى فقدان الألفة والمودة في العلاقة، ويزيد احتمالية تفككها على المدى الطويل. قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، «الروم: 21».ومن الممكن أن يساعد العلاج النفسي، أو مكاتب الإرشاد الأسري في توجيه هؤلاء الأزواج نحو فهم أعمق لأنفسهم، وتعليمهم كيفية كسر دائرة النكد والتركيز على تطوير أنفسهم بدلاً من محاولة تغيير الشريك. التغيير الداخلي هو المفتاح الحقيقي لتحقيق التوازن والسعادة في الحياة الزوجية، والتخلي عن وهم التغيير والسيطرة المفروض على الآخر هو الخطوة الأولى نحو هذا الهدف. التركيز على تحسين الذات والبحث عن السبل التي تعزز التواصل والتفاهم بين الشريكين يمكن أن يساهم في بناء علاقة أكثر صحة واستقراراً، بدلاً من تحويل الطرف الآخر إلى نسخة منه.وبصراحة، غالباً ما نرى بعض الرجال والنساء بعد الزواج والأبناء تتبدل معاملتهم من العطاء المفرط إلى التكاسل، وربما إلى التجاهل والإهمال، فلما ضمنوا عقد الزواج يكون المظهر الاجتماعي هو المهم أمام المجتمع والعائلة، فالمرأة تراه مضموناً، ولا تخشى غيابه أو خسارته، فيغيب هوسها المعتاد في بداية الزواج براحته واحتياجاته إلى أن هدأت وبدأت بالتقاط أنفاسها، ويزداد الأمر مع التقصير إلى أن صار زوجها مزهوداً مرغوباً عنه، لا فيه!! وكذلك الرجل يعتقد أن زوجته أصبحت ملكاً من أملاكه ومشاريعه الخاصة، وله الحق أن يفعل ما يشاء، وتلك حقيقة تحدث ولا يمكننا إنكارها ببساطة.
في العلاقات الزوجية أو الأسرية، قد يظهر أحد الشريكين أو كلاهما نمطاً سلوكياً متكرراً يتسم بالنكد والتذمر المستمر ومحاولة السيطرة على الآخر، ما يعكس شعوراً عميقاً بعدم الرضا، هذا السلوك غالباً ما ينشأ عن اعتقاد راسخ بأنه «محور الكون»، وأن على شريك الحياة التكيف مع توقعاته وتلبية احتياجاته دون نقاش، فلا يختلف ضعيف عن قوي، ولا شخص هش عن متماسك، بل يولد شعوراً مستمراً بأن شريكه هو ببساطة المسؤول عن تحقيق السعادة في العلاقة، ومن ثم يجب أن يتغير، متجاهلين أن الشريك الآخر عبارة عن قنبلة كارثية موقوتة، لأننا نُفعل كل قوانا لنُخرِس الآخر.وهم التغيير يعد جزءاً لا يتجزأ من شخصية المسيطر النكدي، حيث يعتقد هذا النوع من الأزواج أنهم قادرون على تغيير شريكهم ليتوافق مع الصورة المثالية التي يتخيلونها، فيتغذى هذا الوهم على شعور الشخص بأنه يستحق الأفضل دائماً، وأن شريكه يجب أن يبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك. لكن هذه المحاولات لتغيير الآخر غالباً ما تبوء بالفشل والانفجار، لأنها تؤدي إلى استنزاف الطاقة النفسية وزيادة الشعور بالإحباط والانفصال العاطفي.أي أن العلاقة الصحية هي علاقة أدوار، وليست علاقة تحميل الطرف الآخر المسؤوليات جميعها، وليست علاقة تابع ومتبوع، فمحاولة الاستعلاء وأننا أصحاب القوى العظيمة يؤدي إلى إعادة عرض المشاكل نفسها مراراً وتكراراً، وكأنها تدور في حلقة مفرغة. هذا التكرار لا يساهم فقط في تفاقم التوتر والمشاكل، بل يؤدي أيضاً إلى صعوبة الخروج من دائرة ضجيج الأفكار السلبية والتفكير بوضوح في حلول واقعية للمشكلات.النكد والفجوات المستمرة تؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ وطريقة عمله، حيث يتحول إلى آلية دفاعية تلقائية تُصعّب على الشخص التفكير بطريقة إيجابية، أو البحث عن حلول حقيقية. يؤدي ذلك إلى فقدان الألفة والمودة في العلاقة، ويزيد احتمالية تفككها على المدى الطويل. قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، «الروم: 21».ومن الممكن أن يساعد العلاج النفسي، أو مكاتب الإرشاد الأسري في توجيه هؤلاء الأزواج نحو فهم أعمق لأنفسهم، وتعليمهم كيفية كسر دائرة النكد والتركيز على تطوير أنفسهم بدلاً من محاولة تغيير الشريك. التغيير الداخلي هو المفتاح الحقيقي لتحقيق التوازن والسعادة في الحياة الزوجية، والتخلي عن وهم التغيير والسيطرة المفروض على الآخر هو الخطوة الأولى نحو هذا الهدف. التركيز على تحسين الذات والبحث عن السبل التي تعزز التواصل والتفاهم بين الشريكين يمكن أن يساهم في بناء علاقة أكثر صحة واستقراراً، بدلاً من تحويل الطرف الآخر إلى نسخة منه.وبصراحة، غالباً ما نرى بعض الرجال والنساء بعد الزواج والأبناء تتبدل معاملتهم من العطاء المفرط إلى التكاسل، وربما إلى التجاهل والإهمال، فلما ضمنوا عقد الزواج يكون المظهر الاجتماعي هو المهم أمام المجتمع والعائلة، فالمرأة تراه مضموناً، ولا تخشى غيابه أو خسارته، فيغيب هوسها المعتاد في بداية الزواج براحته واحتياجاته إلى أن هدأت وبدأت بالتقاط أنفاسها، ويزداد الأمر مع التقصير إلى أن صار زوجها مزهوداً مرغوباً عنه، لا فيه!! وكذلك الرجل يعتقد أن زوجته أصبحت ملكاً من أملاكه ومشاريعه الخاصة، وله الحق أن يفعل ما يشاء، وتلك حقيقة تحدث ولا يمكننا إنكارها ببساطة.