عواصم - (وكالات): أعلن موفد الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 فبراير الحالي، مضيفاً أنه «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به»، مشيراً إلى «توقف مؤقت» لمحادثات السلام التي لم تبدأ فعلياً منذ وصول وفدي دمشق والمعارضة يومي الجمعة والسبت الماضيين. يأتي ذلك، على وقع تقدم ميداني نوعي لجيش الرئيس بشار الأسد تجلى في كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين وقطع طريق الإمداد الرئيسة على مقاتلي المعارضة في حلب، شمال البلاد، فيما أكدت مصادر بالمعارضة أن عدد قتلى قصف الطيران الروسي وقوات النظام السوري، منذ بدء مباحثات جنيف الجمعة الماضي، ارتفع إلى 131 مدنياً، بينما ترفض روسيا وقف قصفها خلال المحادثات، في حين قتل 11 عنصراً من قوات الحرس الثوري الإيراني بمعارك حلب، بينهم ضباط ورجل دين، خلال معارك محور باشكوي حردتنين، وبهذا يصل عدد قتلى الحرس الثوري في معارك حلب فقط خلال الأيام الأخيرة إلى 20 جندياً وضابطاً لقوا مصرعهم أثناء مشاركتهم بمعارك ريف حلب.وطلب دي ميستورا أن تعقد المجموعة الدولية لدعم سوريا اجتماعاً «في أقرب وقت ممكن». وتأتي تصريحاته بعد أيام عدة من محادثات غير مثمرة هدفت إلى بدء مفاوضات غير مباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة. ووصلت مجموعة المعارضة المنبثقة من الهيئة العليا للمفاوضات على مضض إلى جنيف السبت الماضي غداة وصول الوفد السوري الحكومي. وكانت المعارضة اشترطت خطوات فورية تتمثل في تقديم مساعدات إنسانية للمدن المحاصرة، ووقف قصف المدنيين والإفراج عن السجناء. وفي ضربة كبيرة للمعارضة، قطعت قوات الأسد طريق الإمداد الرئيسة على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب شمال سوريا بعد كسر حصار نبل والزهراء، بعدما تمت السيطرة على قرية معرسة الخان في ريف حلب الشمالي، وتمكن بذلك من قطع طريق الإمداد الرئيس للمسلحين بين حلب وتركيا، وفق ما أفاد مصدر عسكري. واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن هذا التقدم «هو الأبرز لقوات النظام في محافظة حلب». وفي وقت سابق، سعى دي ميستورا إلى إقناع وفدي النظام والمعارضة باستئناف الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة في جنيف التي وصل إليها رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب غداة يوم شهد فوضى تامة سادت عملية التفاوض غير المباشرة. ووصل حجاب إلى جنيف وسيلتقي أعضاء وفد المعارضة المجتمعة في احد فنادق المدينة. وعقد دي ميستورا وحجاب لقاء غير رسمي. ويتوقع أن يشكل مجيء حجاب دفعاً دبلوماسياً للمحادثات المتعثرة الهادفة إلى وقف نزاع مستمر منذ أكثر من 5 سنوات في سوريا. وقال دبلوماسي غربي «مع مجيء حجاب، ستتعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة». وأضاف «إنها عملية معقدة تتطلب أن تواصل الأطراف الحوار باستمرار». لكن كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف محمد علوش، قال في وقت سابق إنه ليس متفائلاً بجهود إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات. وقال علوش إن «المشكلة ليست مع دي ميستورا ولكن مع النظام المجرم الذي يفتك بالاطفال وروسيا التي تحاول دائماً أن تقف في صف المجرمين». وترفض المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع وفد النظام السوري في جنيف طالما لم تتوقف عمليات القصف الروسية ولم يتحسن الوضع الإنساني على الأرض. وإلى جانب وقف القصف، تطالب المعارضة بالإفراج عن معتقلين ورفع الحصار عن نحو 15 مدينة محاصرة. وتقدر الأمم المتحدة بأن نحو 500 ألف شخص يقيمون في مناطق محاصرة في سوريا. ودخلت قافلة مساعدات تضم 12 شاحنة مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات الأسد جنوب غرب دمشق، وفق ما أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مسقط إن «الضربات الجوية الروسية لن تتوقف طالما لم نهزم فعلياً «داعش» وجبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية.