طبيعة البشر تتنوع، والاختلاف بينهم سمة جعلها الله لحكمة بالغة. هذا التنوع يتيح للإنسان فرصة التأمل في نفسه وفي الآخرين، مقارناً بين أخلاقه وأسلوبه في التعامل، ومحاولاً إصلاح نفسه ليعيش سعيداً، مؤثراً في مجتمعه، ومساهماً في تنميته. هناك من البشر من يُعدون قدوة في أخلاقهم وسماحتهم، وفي سعيهم الدؤوب لخدمة الناس دون تمييز بين قريب وغريب، أو عدو وصديق، وخاصة عندما يتقلدون مواقع المسؤولية.هذا الوصف ينطبق على شخصية عرفتها منذ زمن طويل، صديق وأخ قبل أن يكون مسؤولاً في عدة مناصب. إنه العزيز البشوش، المهندس باسم بن يعقوب الحمر، رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري.لم يكن باسم إلا دائماً باسماً، حتى أن ابتسامته تعكس الرضا والطمأنينة. عندما تسلم عليه، يرفعك إلى مقام أعلى منه، وحين تتحدث معه، تجده مهتماً ومركزاً، وكأنك أهم شخصية التقى بها في حياته. وعندما تسأله عن مسألة، تشعر بأنها قد أُجيبت قبل أن تغادر مجلسه أو مكتبه. ولهذا، كان لاسمه نصيب من واقعه؛ فهو الباسم حقاً.أما من الناحية العملية، فنجد أن هذا الرجل له تاريخ ممتد منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدايةً من قوة دفاع البحرين التي عمل فيها بعد تخرجه حتى عام 2006، حيث كانت له بصمة واضحة في تنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة. ثم انتقل ليصبح مسؤولاً مميزاً في وزارة الداخلية، مروراً بالإدارة العامة للجمارك كرئيس لها، حيث قام بتحديث وتطوير شؤون الجمارك. هنا، برزت شخصيته كمهندس وسياسي في آن واحد، حيث عمل على تعزيز العلاقات الجمركية بين البحرين ودول العالم، ونجح في توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا والعديد من الدول الأخرى. كما تم اختيار البحرين عضواً في لجنة السياسات لدى المنظمة العالمية للجمارك بفضل جهوده المتميزة.ولم يكن دوره في وزارة الإسكان أقل بروزاً، فقد تولى حقيبتها في مرحلة تدشين مشروع بناء 40 ألف وحدة سكنية. وقد أنجز هذا المشروع بجدارة، محققاً نجاحاً ملموساً في كل تفصيلة من تفاصيل هذا الملف الشائك، الذي يُعد من أكثر الملفات تعقيداً وحساسية في الدولة، نظراً لتعلقه المباشر باحتياجات المواطنين. ورغم كل التحديات، ظل باسماً كما هو.واليوم، يواجه باسم تحدياً جديداً لا يقل أهمية، وهو قيادة جهاز المساحة والتسجيل العقاري. هذا الجهاز الحيوي يُعتبر بوابة جذب الاستثمارات، سواء كانت داخلية أم خارجية، وإنجازاته تُعتبر من الأسس التي يرتكز عليها نجاح المملكة في جذب الاستثمارات العقارية وتحقيق التنمية المستدامة.إن ما حققته مملكة البحرين من إنجازات يستوجب الحفاظ عليها، والعمل على تعزيزها بما يخدم الوطن والمواطن، ويدعم مسيرة التنمية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمساندة مهندس الاقتصاد الوطني البحريني الأول، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه.هؤلاء هم رجال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، الذين يتفانون في عملهم، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الأهداف المحددة وفق الجدول الزمني المخطط له. إنهم أبناء الوطن الشرفاء، الذين نفتخر بهم دائماً، لما لهم من دور بالغ في تحقيق الإنجازات المتواصلة التي ترفع من شأن هذا الوطن الغالي.لا يسعني في هذا المقال أن أوفي هذا الإنسان حقه، لكن يكفي القول إنه عاد ليتولى رئاسة جهاز المساحة والتسجيل العقاري بخبرته التي تمتد لأكثر من 44 عاماً من العمل الوطني والإنجازات الكبيرة. ومازالت ابتسامته كما هي، مشرقة، وهو يفتح مكتبه لكل مواطن، ويستجيب للمطالب بسرعة واقتدار، حلاً للمشكلات العالقة منذ فترات طويلة في لحظات، مضيفاً لمسة إنسانية مميزة اكتسبها من اسمه.كم من مسؤول نحتاج مثله؟ إنه مثال يُحتذى به في العمل والإنجاز والإنسانية.* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
الرأي
باسم.. المنجز الباسم
02 سبتمبر 2024