تعد وسائل التواصل الاجتماعي اليوم سلاحاً ذا حدين، فبينما تمكننا من التواصل وتبادل الأفكار عبر العالم، أصبحت أيضاً بيئة خصبة لانتشار الشائعات والتحريض على الكراهية وزعزعة الاستقرار. في هذا السياق، جاءت حملة دولة الإمارات العربية المتحدة على منصة «إكس» كخطوة حيوية تهدف إلى حظر الحسابات المشبوهة والذباب الإلكتروني الذي يسعى إلى إثارة الفتنة بين أبناء الوطن العربي. إن دعم هذه الحملة واجب على كل فرد حريص على وحدة واستقرار المجتمعات العربية.أُطلقت هذه الحملة الهامة بدعوة من رئيس المكتب الوطني للإعلام، عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، الذي شدد على ضرورة مواجهة الأجندات الخاصة والأصوات المأجورة التي انتشرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الأجندات تستغل المنصات الرقمية لنشر الأكاذيب والأباطيل التي تهدف إلى إثارة النعرات الطائفية والقومية، وبالتالي ضرب التلاحم القوي بين أبناء دول الخليج العربي.تكمن أهمية هذه الحملة في قدرتها على التصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات، أو ما يعرف بالذباب الإلكتروني. هذه الحسابات تعمل بشكل مستمر على زرع الفتنة وإثارة التفرقة بين الأشقاء، مما يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة ضدها. لايمكن السماح لهذه الحسابات المأجورة بتحقيق أهدافها التخريبية، التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.وبكل بساطة، لن تستطيع هذه الحسابات أن تمس الأواصر العميقة والتلاحم بين أبناء الخليج، فما يجمع أبناء دولنا أعمق وأقوى من أن تنجح دول أو أحزاب أو ميليشيات في الإضرار بها. ومع ذلك، فإن التصدي لهذه الحسابات يمثل حماية لأولئك الذين قد يتأثرون بخطابات الكراهية والشائعات. فشعوب الخليج شعوب واعية ومثقفة، تعلم أن مصالح ومصير دول الخليج العربي مصير واحد.إضافة إلى ذلك، يجب أن يتحمل الأفراد الذين يسيئون لعقائد ومعتقدات الآخرين مسؤولية سوء استخدامهم لحرية التعبير، التي يستخدمونها كمظلة لنشر الفوضى. فلا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير الإساءة للآخرين أو التحريض ضدهم تحت مظلة حرية التعبير. للأسف، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة يستخدمها البعض للتحريض على من يختلفون معهم، مما يؤدي إلى انتشار خطابات الكراهية التي لا تقتصر على الإساءة للآخرين، بل تتعداها إلى محاولة التلاعب بالرأي العام ونشر معلومات مضللة أو دعائية تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية على حساب استقرار المجتمعات.وتعد حسابات الذباب الإلكتروني واحدة من أخطر الأدوات التي تُستخدم اليوم لمحاولة شق الصف الوطني في دول الخليج وبين أبناء المجتمع الواحد. إن تأثير هذه الحسابات يتجاوز الحدود الافتراضية، حيث تمتد تبعاتها إلى الواقع من خلال محاولات إحداث الفرقة وإثارة الفتنة بين أبناء المجتمع.لذلك، يجب أن تتضافر جهود الحكومات والجهات المعنية لمواجهة هذه الحملات التخريبية، ويشمل ذلك محاسبة من يديرون هذه الحسابات، بالتعاون مع الدول الحليفة والصديقة. فالأعداء الذين يستهدفون أمن واستقرار دول الخليج غالباً ما يقيمون خارج هذه الدول، ويديرون حساباتهم من الخارج بدعم من أفراد أو أحزاب تسعى إلى تأجيج الفتنة وتدمير اللحمة الوطنية والخليجية. ومن خلال مواجهة الحسابات المشبوهة والذباب الإلكتروني، يمكننا جميعاً المساهمة في حماية مجتمعاتنا من الفتن والشائعات، وتعزيز التلاحم الوطني ضد كل من يسعى إلى زعزعة أمننا واستقرارنا.