تحولت المدارس في غزة إما إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين من مناطق الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، لكن المعلمة إسراء أبو مصطفى ترفض السماح بحرمان الأطفال من التعليم، رغم الموت والدمار والصدمات النفسية التي تعرضوا لها.وأقامت إسراء فصلا دراسيا في خيمة على الأنقاض، حتى بعد هدم مبنى مكون من أربعة طوابق كان يضم منزلها في غارة جوية إسرائيلية.والمدرسة، التي أسستها بطريقة عفوية، واحدة مما تبقى من خيارات قليلة أمام الأطفال في منطقتها.وقالت التلميذة هالة أبو مصطفى البالغة من العمر 10 سنوات: "قبل الحرب كنا نتعلم في المدارس، وكنا نلعب وكنا مبسوطين كتير، فجت الحرب ودمرت بيوتنا وقصفت المدارس، كنا نعبي مياه في الحرب، وكنا نلملم خشب علشان نولع النار، فجت المس إسراء، وخلتنا نيجي نتعلم".وبدأت المبادرة بنحو 35 تلميذا، وزاد العدد تدريجيا إلى 70 من مراحل ما قبل المدرسة وحتى الصف السادس الابتدائي حتى ما بين 11 و12 عاما.وتعرضت المدارس للقصف، أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين منذ بدء الحرب في أكتوبر تشرين الأول؛ مما جعل نحو 625 ألف طفل في سن الدراسة بغزة غير قادرين على حضور الفصول الدراسية.والدروس التي تلقيها إسراء تتجاوز المناهج الدراسية؛ إذ إنها تساعد الطلاب في الشعور بالاستقرار والحياة الروتينية العادية في خضم الفوضى.والخيمة التي تلقي فيها الدروس بعيدة كل البعد عن الفصول الدراسية التقليدية التي يحلم فيها الأطفال بمستقبل مشرق مثل السفر للخارج أو أن يصيروا أطباء ومهندسين يساعدون سكان القطاع الذين عانوا من الفقر وارتفاع البطالة حتى من قبل اندلاع الحرب.وقالت المعلمة البالغة من العمر 29 عاما: "الأطفال من حقهم أن يتعلموا مثل أطفال العالم".وبموارد محدودة، تلقي إسراء دروسا أساسية من بينها دروسا دينية، وتحاول إبقاء طلابها منخرطين في الدراسة رغم القصف المستمر.وتتمتع غزة والضفة الغربية بمستويات عالية من الإلمام والكتابة حتى بالمعايير الدولية، وكان نظام التعليم الذي يفتقر إلى الموارد مصدرا للأمل والفخر بين الفلسطينيين.وقالت إسراء: "الطفل قبل الحرب كان عنده طموح إنه يصير دكتور، مهندس. الطفل كان يصحى يروح عالمدرسة بشكل طبيعي، كان يروح على الروضة، كان يمارس حياته بطريقة طبيعية دون الشعور بالخوف أو عدم الأمان".