أي مقال عن المعاناة من ظلم وقمع وسوء النظام الإيراني ينال الاستحسان من المعارضين للنظام الإيراني، وما أكثرهم من الطائفة الشيعية، سواء كانوا إيرانيين أو عراقيين أو عرب أحواز، إنما ينالني من الشتم والاعتراض من موالي الفقيه الإيرانيين من البحرينيين!!أمس تحدثنا عن العرب الواقعين تحت حكم الولي الفقيه مباشرة وهم عرب الأحواز، واليوم ننتقي من هم من الطائفة الشيعية وتحت حكم وكلاء الولي الفقيه أي من هم تحت سطوة حزب الله على سبيل المثال، لنستمع لهؤلاء لنبحث لنتوقف ونفكر ونرى كيف يتعامل وكلاء الإمام مع تابعيهم إن هم اعترضوا أو اشتكوا أو عبروا عن رأيهم أو معاناتهم المعيشية، ما هو مصيرهم؟ كيف يتعامل وكلاء الولي معهم وهم من تابعيه.بالإمكان الاستماع على هؤلاء وهم كثر، وفي تزايد خاصة، وهم يرون حزب الله يهدد بإقحام اللبنانيين في حرب لا يريدونها ولم يسعوا لها، وهناك آلاف المقابلات التلفزيونية أو التي جرت مع ناس عاديين في الشارع أو مشاهد التهجير للمواطنين الشيعة من ضيعة جنوبية إلى ضيعة هرباً من الحرب، إلى أن يهاجروا من لبنان بأسره.علا صوتهم رغم الخوف رغم أنهم رأوا أين أصبح معارضو الحزب أما اغتيلوا أو تم تهديدهم فسكتوا، ورغم هذا الخوف إلا أنهم أصبحوا كالذي لم يعد له شيء ليخسره، فأعلنوا عن معاناتهم، لقد أصبحوا رهائن لوكيل الولي الفقيه، مجرد حطب لفرن المحرقة الإيرانية لمصالح إيران وأجندته السياسية، ليس هناك استقرار ولا حياة أسرية طبيعية مطلوب منهم الاستعداد أما للهجرة أو للقتال، وهذا هو وضعهم كلما تعرضت إيران لضغوط، ليس هناك مراعاة لأوضاعهم الاقتصادية أو عجزهم، بل عليهم أن يساقوا للموت خدمة للمصالح الإيرانية، هذا ما يقولونه لا ما أقوله أنا . استمعوا لهم خذوا الحقيقة الواقعية منهم ومن شيعة البصرة، أي من أتباع للولي جربوا الحياة تحت حكم وكلاء الولي. المفارقة أن الذين عاشوا تحت حكم ذلك الولي هم من يحق لهم التحدث والشرح وهم لهم المصداقية الأكبر، لأنهم لم يتبعوه ويجعلوه مرجعاً لهم عن طريق السمع بعدله، إنما عايشوا هذا الحكم معايشة يومية وذاقوا مرارته وظلمه وسوء إدارته، أما من سمع وقرأ فقط كأتباع الولي الإيراني من العرب، فهؤلاء يزايدون على من عانى من الحكم ويتهمونهم بأنهم عملاء متصهينون أعداء للإسلام حتى وإن كانوا من الطائفة الشيعية ومن أتباع الإمام الخامنئي.ألا تسألون مجرباً؟ ألا تسمعون من شيعة العراق وشيعة الأحواز وشيعة لبنان؟ ألا ترون كيف أصبحت مآلاتهم؟ ألا تستمعون للمتحدثين منهم عن الخوف الذي يعيشونه تحت حكم رجال الولي الفقيه، وكيف اغتالوا من خرج في مسيرة أو اشتكى سوء حاله وحجم الفساد الذي ينخر في رجال وكلائه؟ ألا ترونهم وهم يقبعون على أكثر آبار النفط والغاز احتياطاً في العالم يبحثون لقمة عيشهم في صناديق القمامة ورجال الوكيل يهربون بالدولارات في سرقات توصف بسرقات القرن؟!!أقرأ ردود أتباعه من البحرينيين وتعليقاتهم على المقالات فلا تدري أتضحك على عقلياتهم وتفكيرهم أم تبكي على خسارتهم لأوطانهم فأعيد ما قلته "ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".
الرأي
مفارقة أتباع الولي.. مَن عايش ومَن سمع
12 سبتمبر 2024