بقلم ستيفن سي بوندي |
قبل عام واحد، في 13 سبتمبر 2023، وقع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA) في واشنطن.لقد أدى إبرام هذه الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية إلى رفع علاقتنا الثنائية إلى مستوى جديد تماماً، وهو مجرد أحدث مظهر من مظاهر الشراكة المثمرة بين حكومتينا وبلدينا.إننا نحتفل بهذه الذكرى السنوية الأولى وسط علاقات أقوى وتنسيق أوثق بشأن القضايا بالغة الأهمية.إن جوهر هذه الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية هو الالتزام بتعزيز شراكتنا المتقدمة في مجالات الدفاع والأمن، بما في ذلك العمل معاً في حالة وقوع هجوم خارجي أو التهديد بهجوم خارجي على أي من البلدين. وهذا التعهد يجعل من اتفاقية C-SIPA الاتفاقية الأمنية الرسمية الأكثر تقدماً من التي أبرمتها الولايات المتحدة مع أي دولة في المنطقة.- الركائز الدفاعية والاقتصادية والتكنولوجية: لكن الدفاع والأمن لا يمثلان سوى الركيزة الأولى للاتفاقية حيث تتميز اتفاقية C-SIPA بتركيزها على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية من خلال التنسيق في المسائل الاقتصادية والتجارية، وتعزيز التعاون في العلوم والتكنولوجيا والشبكات الموثوقة. فهي تدرك أن القوة العسكرية والردع يعملان على حماية وتهيئة الظروف الملائمة للنمو، ولكن الاستقرار الطويل الأمد يأتي من تلبية تطلعات الناس الاقتصادية والمهنية.ولذلك، تعمل اتفاقية C-SIPA على تعزيز الاستخدام المسؤول للتكنولوجيات الناشئة، وأمن الشبكات، والبحث والتطوير المتقدم لتحسين الحياة وخلق وظائف ذات قيمة عالية.وكما قال الوزير بلينكن عند التوقيع على الاتفاقية «إننا نعمل معاً لبناء منطقة أكثر أماناً وأكثر ازدهاراً وأكثر ارتباطاً بالاقتصاد العالمي».وبالتعاون مع شركائنا البحرينيين، نعمل على وضع C-SIPA موضع التنفيذ من خلال التعاون بين الحكومات، وإشراك القطاع الخاص، وبرامج التبادل التعليمية والتقنية. وفي يوليو، عقدنا في واشنطن العاصمة أول اجتماع لمجموعة عمل الدفاع في إطار C-SIPA.وكانت تلك الجلسة مثمرة جداً، وساعدتنا على تعزيز قابلية التشغيل البيني الدفاعي ومعالجة قضايا الأمن الإقليمي الرئيسية.وقد حددت الزيارة التي قام بها سعادة وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو لواشنطن في شهر يونيو وسائل عملية لتعزيز علاقتنا التجارية والاستثمارية، والتي تدين بالكثير لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والبحرين، والتي تم التوقيع عليها قبل 20 عاماً في عام 2004.ومن خلال الحوار الاستراتيجي السنوي الرابع بين الولايات المتحدة، والبحرين، قامت الحكومتان بتطوير مشاريع وبرامج في عدد من مجالات مثل الأمن السيبراني، والطاقة البديلة، والبيئة، والسياحة، والتعليم، والحفاظ على الثقافة، من بين أمور أخرى.- التقدم من خلال التفاهم المشترك والقيم: ولم يكن من الممكن التوقيع على اتفاقية C-SIPA وتحقيق أهدافها إلا لأن البحرين والولايات المتحدة لديهما رؤية مشتركة لمنطقة أكثر استقراراً وأمناً وازدهاراً تتطلب عزيمة جماعية وحواراً مفتوحاً.وعلى الرغم من الاختلافات في بلدينا يمكن أن يُعزى نجاح C-SIPA والشراكة بين الولايات المتحدة والبحرين إلى ثلاثة عوامل رئيسية: القيم القوية، واتخاذ القرارات الشجاعة، وحل المشكلات بشكل فعال.لقد قال الوزير بلينكن: «في أفضل حالاتنا، الولايات المتحدة هي دولة تتمتع بالنزاهة والعطف»، وهذا شيء أراه في البحرين أيضاً.وتحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، دأبت البحرين على الترويج لرسالة السلام والتسامح والتعايش. وقد انعكس هذا في العديد من سياسات ومبادرات البحرين، بما في ذلك إعلان البحرين الصادر عن القمة العربية.تشترك الولايات المتحدة والبحرين في فهم مشترك للقيم التي تحرك سياساتنا وشخصياتنا.تقف الولايات المتحدة مع شركائها وحلفائها لدعم المعايير الدولية التي تحمي السيادة والسلامة الإقليمية وحرية الملاحة والتجارة.إن تعزيز وحماية النظام الدولي القائم على القواعد، والازدهار العالمي الناتج عن ذلك، هو العنصر الأساسي في العديد من أنشطتنا المشتركة. ونحن ندرك أنه تحت قيادة جلالة الملك، اتخذت البحرين قرارات شجاعة لتعزيز المعايير العالمية، والتي تعود بالنفع علينا جميعاً.إن الولايات المتحدة لا تعتبر شجاعة البحرين أمراً مفروغاً منه؛ نحن نحترم ونرحب وندعم أنشطة المملكة التي تعزز السلام والاستقرار والازدهار.ولا يمكننا تحقيق تطلعاتنا السياسية دون اتخاذ إجراءات عملية. وبينما تشير المُثُل العليا إلى الاتجاه الصحيح، فإن التطبيق العملي لهذه القيم هو الذي يُمكن بلدينا من إحراز التقدم في التصدي للتحديات.نحن نعمل معاً لمعالجة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة وخارجها، ونتبادل الأفكار حول كيفية المضي قدماً، ثم نخصص الوقت والطاقة والأشخاص والتمويل لإجراء التحسينات.- مستقبل مشرق ومصير مشترك: وهذه العناصر الثلاثة - القيم القوية، واتخاذ القرارت الشجاعة، والحل العملي للمشاكل ــ تدعم مبادرة C-SIPA، وعلى نطاق أوسع، علاقاتنا الثنائية.كلما كانت الروابط بيننا أقوى، زادت ثقتنا بأننا نستطيع العمل في تعاون وثيق بشأن الفرص والتحديات الحالية. وكما قال صاحب السمو الملكي عند التوقيع، فإن الأمر يتعلق بالقدرة على «الذهاب إلى حيث يريد المرء أن يذهب، وأن يعيش بالطريقة التي يريدها، وأن يبني مستقبلاً لأطفاله نأمل أن يكون أكثر إشراقاً».ومن خلال تجربتي في العمل بالشراكة مع حكومة البحرين وشعبها، لدي ثقة كبيرة وتفاؤل في قوة علاقتنا، وقدرتنا على استخدام اتفاقيتنا الأمنية الاستراتيجية الجديدة ليكون لها تأثير مفيد وهادف على بلدينا والعالم.* سفير الولايات المتحدةالأمريكية لدى مملكة البحرين